امرأة التسامح الإماراتي

04:18 صباحا
قراءة دقيقتين
عبد الله محمد السبب

28 أغسطس/‏‏ آب 1975، كان موعداً تاريخياً إماراتياً، إذ ترتب عليه ولادة الاتحاد النسائي العام لدولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون مظلة تنضوي تحت رايته الجمعيات النسائية المتمركزة في أنحاء متفرقة من الخريطة الإماراتية، من الماء إلى الماء ومن اليابسة إلى اليابسة.
على ضوء تلك الولادة التاريخية الإماراتية، وجّهت أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بتخصيص يوم 28 من شهر أغسطس من كل عام للاحتفال ب«يوم المرأة الإماراتية»، احتفاء بميلاد الاتحاد النسائي في 28 أغسطس عام 1975.. لتطلق المواسم المرأة الإماراتية على النحو التاريخي التالي: {2015: المرأة الجُندية، 2016: المرأة والابتكار، 2017: المرأة شريك في الخير والعطاء، 2018: المرأة على نهج زايد، 2019: المرأة رمز التسامح}..
ولأن الأنظار تتجه الآن إلى المرأة الإماراتية في عام التسامح الإماراتي هذا 2019، باعتبار ما سوف يكون على أرض الواقع الشعبي الرسمي تحقيقاً للمعادلة القائلة (المرأة نصف المجتمع) عبر البوابة البرلمانية الإماراتية (المجلس الوطني الاتحادي) تمثيلاً للشعب الإماراتي بناءً على القرار السامي رقم (1) لسنة 2019 الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%.. وانطلاقاً من مقولة سمو «أم الإمارات»: إنني على يقين بأن المرأة العربية في دولتنا الناهضة تدرك أهمية المحافظة على عاداتنا الأصيلة المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف..
إذن، منذ ذلك الزمن، ومنذ ما قبل ذلك بعشرات ومئات السنين، وأمهاتنا وآباؤنا رمز التسامح والكفاح.. ففيما كان الرجال يسعون في أرض الله الواسعة، ويجوبون البحار والمحيطات بحثاً عن الرزق تأميناً لحياة أُسرهم وحفظاً لمياه وجوههم من أن تُراق بفعل مد يد السؤال.. تمحورت مسؤولية النساء حول رعاية الأبناء وتوجيههم وتعليمهم، سواء بالتعليم التقليدي «المطوّع»، أو بالتعليم النظامي، والقيام بتربيتهم بما يؤدي إلى حُسن الأدب وحُسن المعاملة مع بعضهم البعض، ومع أقاربهم وجيرانهم، ومع أقرانهم وزملاء طفولتهم، ومع عموم أهل البلاد وضيوفها والغرباء القادمين إليها من كل حدب وصوب.. لتبقى الأسرة هي الشرنقة الأم، ويبقى التسامح هو العنوان الدائم لتلك الأسر.. فإن صلحت الأسرة صلح المجتمع، وصار مركز إشعاع وحضارة أخلاق وقيم ومبادئ ونمو ونهضة في مختلف ميادين الحياة.. وإن فسدت فسد المجتمع، وصار لقمة سائغة للغرباء والطامعين، ولم يكن بإمكانه مجارة المجتمعات الأخرى واللحاق بركب الحضارة وامتطاء المراكب السائرة نحو المستقبل المستقل بإبداعاته وابتكاراته..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"