اشتهر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحبه العميق للخيول وتعلقه بها.
وشارك سموه في السباقات لأول مرة وهو في الثانية عشرة من عمره، وفي عام 1966 سافر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للدراسة في كامبريدج بالمملكة المتحدة، وسكن مع أسرة إنجليزية، وكانت سباقات الخيل والقضايا التاريخية محوراً للنقاش مع أفراد تلك الأسرة، حيث كان يحلو لسموه أن يقول لمضيفيه إن أكبر الفحول تأثيراً في سباقات الخيل البريطانية كان خيلاً عربياً اسمه «جودلفين آرابيان».
وبعد أكثر من 40 عاماً خلت، فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هو القوة الدافعة والروح الملهمة لفريق جودلفين الذي تطور حتى أصبح مؤسسة رائدة في سباقات الخيل العالمية.
في عام 1992، تحدى سموه الأعراف التي كانت سائدة عالمياً، وذلك بحكم فراسته وبصيرته الثاقبة وفهمه العميق لإيقاع الطبيعة، حيث اتخذ خطوة ثورية جريئة تركت أصداء واسعة في عالم سباقات الخيل، عندما قام سموه بنقل خيوله من شتاء بريطانيا القارس إلى طقس دبي الدافئ وهي الفكرة العبقرية التي استلهمها سموه من هجرة الطيور إلى المناطق الدافئة خلال فصول الشتاء. النتائج المباشرة لتلك الخطة كانت مذهلة، وكانت بمثابة البذور التي أنبتت فريق جودلفين.
وحقق المشروع الوليد باكورة إنجازاته العالمية في سباقات الفئة الأولى، عندما أهدت الفرس (بلانشين) فريق جودلفين فوزه الأول في السباقات الكلاسيكية، عندما انتزعت لقب سباق الأوكس الإنجليزي بمضمار ابسوم في إنجلترا عام 1994.
كانت هوية فريق جودلفين عالمية التوجه، وبالفعل كانت كذلك، حيث نجح الفريق في الفوز بسباقات الفئة الأولى في 12 بلداً.
والفريق الذي تأسس عام 1992 بحفنة صغيرة من الخيول، برز بسرعة كبيرة وتبلور كأحد مراكز القوى في رياضة السباقات.
ونال فريق جودلفين شرف الفوز بلقب أغنى سباق للخيول في العالم، وهو سباق الفئة الأولى كأس دبي العالمي، 9 مرات بواسطة كل من دبي ملينيوم (2000)، ستريت كراي (2002)، موون بلد (2003)، إلكتروكيوشنست (2006) ثم «مونتروسو» (2012) وأفريكان ستوري (2014)، وثندر سنو (2018)، وثندر سنو (2019)، و«ميستيك جايد» (2021)، إضافة إلى سنجسبيل (1997) بشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، و«برينس بيشوب» (2015) بشعار سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم.
إن إنجازات خيول جودلفين العالمية، واكبت على نحو صريح الطموحات المبكرة للفريق وحملت الشعار الأزرق الملكي إلى الفوز بما لا يقل عن 300 سباق من الفئة الأولى تتوزع على 14 دولة مختلفة تقع في أربع قارات هي (آسيا، أستراليا، أوروبا وأمريكا الشمالية).
وسطرت خيول جودلفين مئات الانتصارات الكلاسيكية في أوروبا ودولة الإمارات، كما سطر الفريق انتصارات باهرة في أعظم السباقات بكافة القارات لتظل جودلفين امبراطورية لا تغيب عنها شمس البطولات، ولا يزال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يمثل القوة الدافعة والمحركة لفريق جودلفين الذي يستمد اسمه من الجواد الأصيل «جودلفين آرابيان»، أحد ثلاثة فحول مؤسسة جرى توريدها إلى إنجلترا قبل 300 سنة تقريباً وهي الفحول التي تنحدر منها جميع خيول الثروبريدس الحديثة.
