عادي

أسهم التكنولوجيا والنمو تستعيد زمام السوق عند مستويات قياسية

16:10 مساء
قراءة 4 دقائق
استحوذت أسهم التكنولوجيا والنمو في الولايات المتحدة على زمام السوق في الأسابيع الأخيرة، حيث أوقفت مؤقتاً التناوب على أسهم القيمة، حيث يقوم المستثمرون بتقييم مسار عائدات السندات وتقارير الأرباح.
وكان قطاع التقنية الأفضل أداءً على مؤشر ستاندرد آند بورز منذ مطلع إبريل، حيث ارتفع القطاع بنسبة 8% مقابل ارتفاع 5% للمؤشر القياسي.
جاءت المكاسب بعد تناوب استمر لأشهر تفوقت فيه أسهم البنوك وشركات الطاقة وغيرها من الأسماء الحساسة اقتصادياً على أسهم شركات التكنولوجيا، والتي ارتفعت منذ الاختراقات في لقاحات «كوفيد-19» في أواخر العام الماضي.
وتباطأ العديد من هذه الأسهم القيمة مؤخراً، في حين عادت أسعار الخزانة الأمريكية للارتفاع مرة أخرى في إبريل بعد عمليات بيع حادة في الربع الأول. يشير هذا إلى أن بعض المستثمرين ربما قاموا بالفعل بتسعير طفرة نمو سريعة تظهر في البيانات الاقتصادية.
وتقول ليندسي بيل، كبيرة محللي الاستثمار في «ألاي إنفست»: «بدأت التكنولوجيا والنمو في الانتعاش قليلاً لأن الناس أصبحوا أكثر حذراً قليلاً.. المستثمرون في وضع الانتظار والترقب.. على الأقل حتى تبدأ الأرباح».
وكان سوق سندات الخزانة أحد المحركات الرئيسية للتحرك في مجال التكنولوجيا، حيث انخفض عائد السندات القياسي لأجل 10 سنوات بنحو 15 نقطة أساس في إبريل إلى حوالي 1.6% يوم الجمعة.
عائدات السندات
وتمثل عائدات السندات الأعلى تحدياً بشكل خاص بالنسبة لأداء أسهم التكنولوجيا والأسهم الأخرى ذات التقييمات المرتفعة والأرباح المستقبلية المرتفعة المتوقعة، حيث يؤدي ارتفاع العائدات إلى تقليل قيم الأسهم في العديد من النماذج القياسية. وارتفع العائد على 10 سنوات بنحو 83 نقطة أساس في الربع الأول.
وقال كريس جاليبو، كبير محللي السوق في شركة «بوتنام إنفيسمنتس»، «ربما يأخذ الناس نفساً عميقاً ويقولون، حسناً، ربما لن تتجه الأسعار مباشرة إلى (2.50%)».
وقال مستثمرون إن أسهم شركات التكنولوجيا وغيرها من الشركات التي لديها أعمال قوية مرتبطة بالبقاء في المنزل، يمكن أن تتعزز أيضاً إذا كانت هناك عقبات في حملة التطعيم على مستوى البلاد أو مشاكل أخرى في التعافي.
على سبيل المثال، حثت دعوة من وكالات الصحة الأمريكية هذا الأسبوع لإيقاف استخدام لقاح فيروس كورونا من شركة «جونسون آند جونسون» على الانتقال إلى بعض الأسهم المرتبطة بالعمل بالمنزل وخارج أسماء السفر المرتبطة بإعادة الافتتاح الاقتصادي.
وأشار المستثمرون أيضاً إلى التدفق الوشيك للتقارير الفصلية كمفتاح لتحديد ريادة السوق، مثل «إنتل» و«نتفليكس».
توقف مؤقت
ويعتقد العديد من المستثمرين أن التحول الأخير في السوق هو مجرد توقف مؤقت، حيث تعود الأسهم ذات القيمة والدورة إلى استعادة السيطرة بعد سنوات من التأخير، حيث يستحوذ المستثمرون على الأسهم التي يتوقع أن تستفيد أكثر مما يتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه سيكون أقوى نمو اقتصادي في ما يقرب من 40 سنوات.
وقال جاليبو: «أعتقد أننا سنرى المزيد من هذا الدوران الداخلي، حيث يأخذ النمو استراحة ثم يأتي ثم تأخذ القيمة استراحة ثم تأتي.. لن يفاجئني إذا استمر ذلك لمدة عامين».
أصبح آخرون أكثر حذراً من سوق الأسهم بشكل عام. أصدر الاستراتيجيون في« بنك اوف أميريكا» مؤخرًا تقريرًا يسرد أسباب الحذر بشأن الأسهم، بما في ذلك التقييمات العالية والعوائد الضخمة خلال العام الماضي. وأبقى البنك هدفه لمؤشر ستاندرد آند بورز بنهاية العام عند 3800، أي أقل بنسبة 9% من المستويات الحالية. وارتفع المؤشر 11% هذا العام.
كتب المحللون الاستراتيجيون في« بنك أوف أميريكا»: «وسط مشاعر النشوة المتزايدة، والتقييمات العالية، وذروة التحفيز، ما زلنا نعتقد أن السوق قد أفرط في تسعير الأخبار السارة».
مستويات قياسية
وأغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الثلاثة الجمعة على زيادة يومية وأسبوعية، فيما اخترق المؤشران ستاندرد آند بورز وداو جونز المستويات القياسية عند الإغلاق، إذ اعتبر المستثمرون بيانات اقتصادية قوية ومكاسب لقطاع البنوك من المؤشرات على زخم الانتعاش من الجائحة في الولايات المتحدة.
وسجل ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي للأسهم القيادية رابع مكاسبهما الأسبوعية على التوالي، في حين أغلق ناسداك الذي تشكل أسهم التكنولوجيا ثقلاً عليه عند ما يقل عن أعلى مستوياته عند الإغلاق الذي بلغه في 12 فبراير بأقل من نقطة مئوية.
وأنهى المؤشر ستاندرد آند بورز الأسبوع عند مستوى قياسي مرتفع بلغ 4185 نقطة بزيادة أسبوعية 1.4%. وارتفع المؤشر داو جونز للأسبوع الرابع بمقدار 1.2% لينهي الأسبوع عند مستوى قياسي بلغ 34200 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 1.1% للأسبوع، ليغلق عند 14052 نقطة.
الأسهم الأوروبية
من جهتها، سجلت الأسهم الأوروبية خلال الأسبوع مستويات قياسية مرتفعة وغير مسبوق، واقتنصت سابع مكسب أسبوعي على التوالي، إذ حفزت بيانات اقتصادية قوية من الولايات المتحدة والصين تفاؤلاً حيال تعافٍ عالمي سريع، في حين دعمت نتائج أعمال إيجابية من دايملر الألمانية قطاع صناعة السيارات.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8 في المئة. وتصدر المؤشر داكس الألماني صعود المؤشرات الإقليمية بتقدمه 1.3% ليبلغ أعلى مستوياته على الإطلاق، في حين زاد المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.5%، ليغلق عند أعلى مستوياته في أكثر من عام.
وقفز سهم شركة صناعة السيارات والشاحنات الألمانية دايملر 2.7 في المئة، إذ ساعدتها زيادة أسعار السيارات وقوة الطلب في الصين على تسجيل زيادة فاقت التوقعات في أرباح التشغيل الفصلية.
وربح المؤشر الأوسع نطاقاً للسيارات وأجزائها 2.1% ليقود المكاسب بين القطاعات الأوروبية. وأظهرت بيانات أن قفزة 87.3 في المئة في نشاط تسجيل السيارات الجديدة بالاتحاد الأوروبي في مارس.
ورغم أن ستوكس 600 سجل أطول سلسلة من المكاسب الأسبوعية في قرابة ثلاث سنوات بتحقيقه زيادة 1%، فإن التحركات هذا الأسبوع جاءت في نطاق ضيق، إذ تماسكت غالبية البورصات الأوروبية قرب مستويات ما قبل الجائحة.
(وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"