عادي

تيه دائم

00:17 صباحا
قراءة دقيقتين
1702

التيه في الحب، كالتيه في الصحراء، لا يعرف التائه فيها إلى أين يتجه، وبطلة روايتنا امرأة أصابتها لوثة الحب، ولكنها أضاعت الطريق، اختارت حباً وتركت آخر. أحبها شقيقان، الأول جريء اعترف بحبه لها وفاز بها، والثاني خاف من الاعتراف فبقي سجين حبه...

«سحابة أورت» نص روائي يبحث في العلاقة الشائكة بين الحب والغفران للكاتبة ابتسام الحسبان؛ للتعبير عن الجانب المأساوي في التجربة العاطفية، وتفعل ذلك عبر استدعائها لمحطات وذكريات لا تنسى في حياة أبطالها من الجنسين.

تحاول الرواية القول بأننا بعد أن نمتلك ما نحب يكون أمامنا خياران، إما أن نرضى به مهما كان أو أننا – كما نفعل دائماً كبشر- نبدأ بالبحث عن شيء جديد، شيء يشعل رغبتنا بالبحث والتحدي، شيء يجعل خياراتنا أضيق، لنبحث عنه ثانيةً في وجوه الآخرين.

كشف السرد في الرواية عن قدرة في استخدام المنولوج الداخلي، والتعاقب الزمني في الذكريات، واستخدام المسار الدائري، والتداخل بين المعيش والمروي. ورصد ما يدور في ذهن الشخصية من خلال جزئيات شديدة الخصوصية مرتبطة بالحالة النفسية لكل شخصية. كما يلعب الحضور الشعري كمقاطع لا محكيات دوراً في التمرد على الشكل التقليدي للسرد، وفي كسر رتابة الحكي، وتوسيع أبعاده.

أما استدراج اللوحة التشكيلية كتقنية سردية اتكأ عليها عنوان الرواية «سحابة أورت»، فبدا أمراً مدهشاً عندما نلحظ رغبة الراوي في تجسيد القول السردي بمعطى مادي من خارج الجنس الأدبي، لتقريب المعنى إلى ذهن المتلقي. «ما لم يدركه صاحب المعرض، أننا جميعاً نحمل سحابة أورت فوق رؤوسنا، ساهين عن اللحظة التي قد تضربنا بها بأحد أنوارها المتلألئة، حاملة خلاصاً لا نريده، وإن كان بعضنا يتمناه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"