هناك عشرة أسباب تجعلنا مخطئين بشأن العالم. هذا ما يحاول تأكيده نظرياً وتطبيقياً كتاب يحاول أن يختبر أفكارك ويمتد بخيالك لكي تنظر إلى المشاكل من زوايا عديدة وكي تحصل على فهمٍ أدقّ وتجد حلولاً عملية لحياتك ومستقبلك.
عندما تُطرَح علينا أسئلة بسيطة حول الاتجاهات العالمية: - ما نسبة سكّان العالم الذين يعيشون في فقر، ولماذا يزداد تعداد سكّان العالم، وما عدد الفتيات اللاتي يُنهين دراستهنّ المدرسية – تكون إجابتنا خاطئة منهجياً. خاطئة جداً إلى حدّ أنّ قرود الشمبانزي التي تختار الإجابات عشوائياً ستتفوّق باستمرار على المدرّسين، والصحفيّين، والحائزين جائزة نوبل، والمصرفيّين الاستثماريين.
في كتابه «الإلمام بالحقيقة»، يقدم بروفيسور الصحة الدولية العالمي هانس روسلينج، تفسيراً جذريّاً جديداً لسبب هذه الظاهرة، ويكشف الغرائز العشر التي تشوّه وجهات نظرنا – من ميلنا إلى تقسيم العالم إلى مجموعتين (عادةً «نحن» و«هم») إلى الطريقة التي نستهلك بها أخبار وسائل الإعلام إلى الأسلوب الذي نفهم به التقدّم (معتقدين أنّ كلّ شيء يزداد سوءاً)، وحتى تخميناتنا تكون مستندة إلى تحيّزات لاشعورية ومتوقّعة.
يتّضح أنّ العالم، مع كلّ ما فيه من النقائص، هو أفضل حالاً ممّا نظنّ. وهذا لا يعني عدم وجود هموم حقيقية. ولكن عندما نقلق بشأن كلّ شيء طوال الوقت بدلاً من اعتناق نظرة عالمية تستند إلى الحقائق، يمكن أن نفقد قدرتنا على التركيز على الأمور التي أكثر ما تهدّد حياتنا.