وثبات الطموح عند أحمد علي العويس (2)

13:51 مساء
قراءة دقيقتين

كما أشرت في الحلقة الماضية فإن مجلة الرسالة المصرية، لو لم تتوقف في العام ،1951 لكانت المجلة نشرت مقالة أحمد علي العويس في أعدادها التالية، والدليل على ذلك أن رئيس تحرير المجلة أنور المعداوي قام بالرد على أحمد العويس، رداً فيه إعجاب بشخصية العويس وطموحه، وليستمر أحمد العويس بنشر إنتاجه الأولي كالشعر والقصص والمقالات.. وننشر هنا رسالة أحمد علي العويس بالنص أنا يا سيدي واحد من المعجبين بك، وإني لأخشى أن يخذلني القلم إذا ما حاولت أن أعبر عن هذا الإعجاب الذي أخذ يشتد على مر الزمن وينمو في نفسي ويترعرع.. وهل في ذلك غرابة وأنت الذي تتحفنا على صفحات الرسالة بين حين وآخر بروائع من الأدب العربي الحديث؟

وكيف نستطيع أن ننسى التعقيبات التي تشرف بها كما أعتقد من ربوة عالية على ما يستجد في الأدب العربي، وتزنه بموازين عادلة وتميز بين غثه وسمينه! إنني لأبارك فيك روحك الوثابه يا سيدي، وأسأل الله أن يكثر من أمثالك في الجيل العربي الحديث.

إن الرسالة الغراء هي مدرستي الأولى التي استطعت بفضلها العميم أن أتفهم الأدب الخالد وأتذوق روائعه وأنا في هذا البلد الأجنبي.. وبفضل الرسالة استطعت أيضاً أن أكتب مقالات متنوعة وقصصاً قصيرة. ولما لم يكن لي حظ من التعليم العربي العالي ولم أتخرج على أيدي أساتذة عرب، فإني لم أجد في نفسي الشجاعة الكافية لكي أنشر تلك المقالات التي كتبتها، بل ظلت حبيسة في الأوراق المتناثرة بين ثنايا مكتبي هنا وهناك، حتى خطر لي أن أرسل شيئاً منها إليك لأعرف قيمته وأطلع على رأيك الحكيم فيه. وسوف تجد ضمن هذه الرسالة مقالاً تحت عنوان العالم المرائي، فإذا رأيت أنه صالح للنشر على صفحات الرسالة فافعل، وإلا فأرجو أن تطلعني على رأيك في المقال وماذا ينقصه ليكون صالحاً للنشر؟

وإني إذ أختم هذه الكلمة أتوسل إليك أن تسدي إلي من نصائحك الغالية على صفحات الرسالة، ما يعينني على تحسين كتابتي لأنني لم أتخط العشرين، ولا يزال أمامي متسع من الوقت لكي أحاول إصلاح كتابتي وجعل موادها مقبولة لدى الأوساط الأدبية.. ولك مني خالص الشكر وأصدق التمنيات.

أحمد العويس.

وللحديث صلة غداً إن شاء الله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"