لؤلؤ الهذيان

لحظة حرية
02:11 صباحا
قراءة دقيقتين

حكايتنا الأحلى تستمد من المعنى حكايتها، وتمضي في اتجاهات منحوتة على مهل، وتمضي في صور ماكرة كفخاخ نحيلة نسيها ثعالب غابرون.

فمن يكمل الحكاية؟

نحن نحن، ولا أحد سوانا. الجواب الجاهز قادر على محاصرة رؤيتنا وكل رؤية، في صحارى وهمية، وأخيلة مبعثرة، وأضغاث أحلام. في صحارى مسكونة بهياكل عظمية لعمالقة الجن والإنس، أولئك السالفين، الذاهبين في أعمارهم ودموعهم ولم يعودوا.

الترتيب المقترح: نجمة في جبين حصان جامح. نجمة جامحة، غير أن لسماء عينيك أسماء الماء وعناوين البذور، وتلك اللغة الناتئة وكأنها مستقبل الحيرة. غير أن لسماء عينيك سماء عينيك.

من يحاول التشكيل حتى يكتبك قطرة ضوء أو لون؟.. من يحاول وضع طلاسمك على ورق الشجر وورق الليل؟.. من يسجلك، كل لحظة، في شهادة ميلاده وشهادة وفاته، وبينهما، في شهادة تطعيمه ضد الكوليرا وشهادته الابتدائية والجامعية، وفي شهادة خلوه من أمراض العصر الأخير؟ من يحاول تجسيدك في كلمة أو مجموعة كلمات؟.. في شراع أو بحر؟.. في فراشة أو غابة؟ في نافذة أو عمر؟ في ذاكرة أو شتاء؟ في رنيم موسيقا أو عبير غيمة؟ في كل ما يأتي مقبلاً من أقصى الحزن، ناشراً في الرأس أوردة الغيم؟

وأحبك، وأبتعد عنك حتى لا أحترق أو أفقد الذاكرة. هذا النأي يا حبيبتي يشبه، إلى حد التطابق، نأي العرب العذريين في وقتهم السحيق، والدوائر من بعد تتداخل. تتكامل وتختلط، فمن كان يظن أن عاشقاً محترفاً مثلي، يكتفي، ذات يوم أو ذات كتابة يومية، بهذه العذرية الواضحة؟

لؤلؤ الهذيان استوى.

وقيعانه أثمرت جزراً من رخام.

وبحوراً.

وغرقى جميلين.

غرقى يعودون منصف الليل. ليل الهوى، نحو زوجاتهم.

أيُّ حضن يؤرخ شوق الزمان؟

لؤلؤ الهذيان استوى

لؤلؤ الهذيان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"