العرّافون وقارئو الكف ومن إليهم!

03:07 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

لا أدري كيف مرّ ما سأتطرق إليه اليوم مرور الكرام ولم يتوقف عنده أي أحد سوى الصديق الذي أخبرني به.
فعندما حاول أحد الأصدقاء إنجاز معاملته عبر موقع لجهة رسمية، ووصل للمربع الخاص بالمهنة وبحث عن مهنته من بين المهن المذكورة المسجلة في تلك الخيارات تفاجأ بمهنة وجودها في موقع حكومي يثير التساؤل والاستغراب والاستهجان، إذ إن تلك المهنة ممنوعة شرعاً وقانوناً وعرفاً ومجتمعياً، حيث ضمت تلك الخيارات، تحت بند أصحاب الحرف ومن في حكمهم ليختار من بينها من يرغب في إنجاز معاملته إلكترونياً مهنة كان نصها «العرّافون وقارئو الكف ومن إليهم»، فهل هذه مهنة معترف بها في الدولة؟ وهل يجيزها القانون لتذكر ضمن الوظائف المذكورة في الموقع؟
هل يمكن لأي شخص أخذ ترخيص من دوائر التنمية الاقتصادية في أية إمارة من إمارات الدولة للعمل بهذه المهنة من غير أن يكون تحت طائلة القانون؟
هل يمكن لأي شخص إصدار بطاقة للعمل بهذه المهنة في الدولة، علماً أن موقع وزارة الموارد البشرية والتوطين لا يصنف هذه المهنة بتاتاً ضمن الوظائف الواردة في خانة «الأوصاف الوظيفية»؟
وهل تعلم الجهة الحكومية الرسمية أن ممارس تلك المهنة يجرم ويقع تحت طائلة قانون العقوبات الاتحادي في مادته رقم 316 التي أشارت في نقاطها الخمس إلى عدم مشروعية أعمال السحر والشعوذة وذكر من ضمنها: التمويه على أعين الناس أو السيطرة على حواسهم أو أفئدتهم بأية وسيلة لحملهم على رؤية الشيء على خلاف الحقيقة بقصد استغلالهم أو التأثير في معتقداتهم أو عقولهم، وادعاء علم الغيب أو معرفة الأسرار أو الأخبار عما في الضمير بأية وسيلة كانت بقصد استغلال الناس، وعاقب بالحبس والغرامة من يقوم بها أو أعان عليها أو استعان بها.
وقبل كل ما ذكرت فالأمر محسوم دينياً وشرعياً حيث يقول الله تعالى في محكم تنزيله في سورة النمل الآية 65 «قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ». وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل وضوح: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» وبرواية أخرى: «من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقة بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد».
لا أشك بأن هناك خللاً ما، لا بد من التنويه له، وإصلاح سريع لا بد أن تقوم به الجهة الرسمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"