التوسل «2 - 2»

05:24 صباحا
قراءة 5 دقائق
د. عارف الشيخ
قلنا في مقال سابق إن التوسل نوعان: توسل مشروع، وتوسل ممنوع، فالتوسل المشروع هو أن يتوجه العبد إلى ربه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، والأعمال الصالحة، وبدعاء الصالح الحي، أو يتوسل إلى الله تعالى بذكر حاله.
والتوسل الممنوع هو أن يتقرب إلى الله تعالى بما لم يرد في الكتاب أو السنة، ولم يفعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمل الصحابي حجة ومصدر من مصادر التشريع.
والعلماء عندما فصلوا التوسل الممنوع قالوا: 
التوسل إلى الله تعالى بذات مخلوق أو بجاهه أو بحقه أو التوجه المباشر إلى الميت بطلب شيء، أو أن يقسم على الله تعالى بفلان أن يعطيه كذا، كل ذلك من التوسل الممنوع.
نعم.. قد يقول قائل: إن التوسل بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم جائز، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاهه عظيم عند الله تعالى وهو له الشفاعة العظمى وله شفاعات عدة.
لكننا نقول: نتفق معك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم له المقام المحمود وله حق الشفاعة، وأنت عندما تدعو وتقول: بجاه نبيك تعني بذلك شفاعته، لكن المشكلة أن الذين يدعون، يطلبون تحسين أحوالهم والشفاء من أمراضهم، وزيادة رواتبهم، وكل هذه الأشياء مطالب دنيوية، وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لن تكون إلا في الآخرة، والشفاعة لن تكون إلا لمن أذن الله تعالى له، والرسول صلى الله عليه وسلم يأذن الله تعالى له بالشفاعة يوم القيامة.
لذلك فإن لابن تيمية قولاً جميلاً حيث يقول: «السؤال بالمعظم كالسؤال بحق الأنبياء فهذا فيه نزاع، وقد تقدم عن أبي حنيفة وأصحابه أنه لا يجوز ذلك، ومن الناس من يقول بجواز ذلك».
«لكنا نقول: قول السائل لله تعالى: أسألك بحق فلان وفلان من الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم، أو أسألك بجاه فلان، أو بحرمة فلان، يقتضي أن يكون لهؤلاء جاه عند الله تعالى، وهذا صحيح، لأن هؤلاء لهم عند الله تعالى منزلة وجاه وحرمة تقتضي أن يرفع الله تعالى درجتهم، ويعظم أقدارهم، ويقبل شفاعتهم إذا شفعوا، مع أنه سبحانه وتعالى قال: «من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه» (آية الكرسي).
«لكن ليس مجرد قدرهم وجاههم، يقتضي إجابة دعائه إذا سأل الله تعالى بهم حتى يسأل الله تعالى بذلك، بل جاههم ينفعه إذا اتبعهم الداعي وأطاعهم فيما أمروا به عن الله تعالى، أو تأسى بهم فيما سنوه للمؤمنين، وينفعه أيضاً إذا دعوا له وشفعوا فيه.
وأما إذا لم يكن منهم دعاء ولا شفاعة ولا منه سبب يقتضي الإجابة، فلم يكن متشفعاً بجاههم، ولم يكن سؤاله بجاههم نافعاً له عند الله تعالى، بل يكون قد سأل بأمر أجنبي عنه ليس سبباً في نفعه».
ثم قال: «لو قال رجل لمطاع كبير: أسألك بطاعة فلان لك، وبحبك له على طاعتك وبجاهه عندك الذي أوجبت طاعته لك، لكان قد سأله بأمر أجنبي لا تعلق له به، فكذلك إحسان الله تعالى إلى هؤلاء المقربين ومحبته لهم، وتعظيمه لأقدارهم مع عبادتهم له، وطاعتهم إياه، ليس في ذلك ما يوجب إجابة دعاء من يسأل بهم.
وإنما يوجب إجابة دعائه بسبب منه لطاعته لهم، أو سبب منهم لشفاعتهم له، فإذا انتفى هذا وهذا فلا سبب، لكن لو سأل الله تعالى بإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم، ومحبته له وطاعته له واتباعه، لكان قد سأله بسبب عظيم يقتضي إجابة الدعاء».
قلنا في مقال سابق إن التوسل نوعان: توسل مشروع، وتوسل ممنوع، فالتوسل المشروع هو أن يتوجه العبد إلى ربه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، والأعمال الصالحة، وبدعاء الصالح الحي، أو يتوسل إلى الله تعالى بذكر حاله.
والتوسل الممنوع هو أن يتقرب إلى الله تعالى بما لم يرد في الكتاب أو السنة، ولم يفعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمل الصحابي حجة ومصدر من مصادر التشريع.
والعلماء عندما فصلوا التوسل الممنوع قالوا:
التوسل إلى الله تعالى بذات مخلوق أو بجاهه أو بحقه أو التوجه المباشر إلى الميت بطلب شيء، أو أن يقسم على الله تعالى بفلان أن يعطيه كذا، كل ذلك من التوسل الممنوع.
نعم.. قد يقول قائل: إن التوسل بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم جائز، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاهه عظيم عند الله تعالى وهو له الشفاعة العظمى وله شفاعات عدة.
لكننا نقول: نتفق معك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم له المقام المحمود وله حق الشفاعة، وأنت عندما تدعو وتقول: بجاه نبيك تعني بذلك شفاعته، لكن المشكلة أن الذين يدعون، يطلبون تحسين أحوالهم والشفاء من أمراضهم، وزيادة رواتبهم، وكل هذه الأشياء مطالب دنيوية، وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لن تكون إلا في الآخرة، والشفاعة لن تكون إلا لمن أذن الله تعالى له، والرسول صلى الله عليه وسلم يأذن الله تعالى له بالشفاعة يوم القيامة.
لذلك فإن لابن تيمية قولاً جميلاً حيث يقول: «السؤال بالمعظم كالسؤال بحق الأنبياء فهذا فيه نزاع، وقد تقدم عن أبي حنيفة وأصحابه أنه لا يجوز ذلك، ومن الناس من يقول بجواز ذلك».
«لكنا نقول: قول السائل لله تعالى: أسألك بحق فلان وفلان من الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم، أو أسألك بجاه فلان، أو بحرمة فلان، يقتضي أن يكون لهؤلاء جاه عند الله تعالى، وهذا صحيح، لأن هؤلاء لهم عند الله تعالى منزلة وجاه وحرمة تقتضي أن يرفع الله تعالى درجتهم، ويعظم أقدارهم، ويقبل شفاعتهم إذا شفعوا، مع أنه سبحانه وتعالى قال: «من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه» (آية الكرسي).
«لكن ليس مجرد قدرهم وجاههم، يقتضي إجابة دعائه إذا سأل الله تعالى بهم حتى يسأل الله تعالى بذلك، بل جاههم ينفعه إذا اتبعهم الداعي وأطاعهم فيما أمروا به عن الله تعالى، أو تأسى بهم فيما سنوه للمؤمنين، وينفعه أيضاً إذا دعوا له وشفعوا فيه.
وأما إذا لم يكن منهم دعاء ولا شفاعة ولا منه سبب يقتضي الإجابة، فلم يكن متشفعاً بجاههم، ولم يكن سؤاله بجاههم نافعاً له عند الله تعالى، بل يكون قد سأل بأمر أجنبي عنه ليس سبباً في نفعه».
ثم قال: «لو قال رجل لمطاع كبير: أسألك بطاعة فلان لك، وبحبك له على طاعتك وبجاهه عندك الذي أوجبت طاعته لك، لكان قد سأله بأمر أجنبي لا تعلق له به، فكذلك إحسان الله تعالى إلى هؤلاء المقربين ومحبته لهم، وتعظيمه لأقدارهم مع عبادتهم له، وطاعتهم إياه، ليس في ذلك ما يوجب إجابة دعاء من يسأل بهم.
وإنما يوجب إجابة دعائه بسبب منه لطاعته لهم، أو سبب منهم لشفاعتهم له، فإذا انتفى هذا وهذا فلا سبب، لكن لو سأل الله تعالى بإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم، ومحبته له وطاعته له واتباعه، لكان قد سأله بسبب عظيم يقتضي إجابة الدعاء».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"