برينتفورد.. ثورة «بينهام التحليلية» تقود الفريق إلى «البريميرليج»

• دبي: مصعب الفكي 

يستعد نادي برينتفورد الإنجليزي لموسم تاريخي يشهد مشاركته لأول مرة في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وسيخوض الفريق الصاعد حديثاً، المباراة الافتتاحية للدوري على ملعبه «برينتفورد كوميونيتي» أمام أرسنال يوم 13 أغسطس/ آب المقبل، حسبما أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج».

وجاء صعود برينتفورد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على سوانزي سيتي بهدفين نظيفين في نهائي ملحق الدرجة الأولى في مايو/ أيار الماضي على ملعب ويمبلي، لينهي انتظاراً دام 74 عاماً.

وسيصبح برينتفورد الذي حصل على مبلغ 255 مليون دولار كمكافأة، أحد أصغر الأندية التي تشارك في «البريميرليج» بعد عقود أمضاها في الدرجات الدنيا، حيث سيستقبل في عامه الثاني فقط على ملعبه الجديد في شمال لندن أعرق الأندية الانجليزية، وسيبدأ بمواجهة أرسنال.

تأسس نادي برينتفورد عام 1889، وكانت أغلب مسيرته في عالم كرة القدم الإنجليزية، في الدرجات الأدنى للدوري الإنجليزي لكنه سيظهر في «البريميرليج» لأول مرة منذ موسم 1946-1947، الذي احتل فيه المركز 21 وقبل الأخير، ليهبط إلى الدرجة الثانية، ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن من التأهل إلى الدرجة الأولى، وخلال تلك الأعوام الـ 74، اقترب النادي من الصعود إلى الدوري الإنجليزي لكنه فشل في مرتين قبل أن ينجح في الموسم الماضي.

ويرجع الكثيرون صعود برينتفورد إلى عقلية مالكه ماثيو بينهام الذي كان يحلم منذ الصغر برؤية فريقه المفضل يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وقاد بينهام ثورة في الفريق نجحت بعد عدة سنوات في تحقيق حلم جماهير النادي في اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ماثيو بنهام عاشق منذ صغره لبرينتفورد، وحضر أول مباراة للفريق بعمر الـ11 عاماً، حسبما ذكر في مقابلة مع وسائل الإعلام الإنجليزية، وعندما واجه النادي ضائقة مالية في عام 2007 قدم قرضاً بـ700 ألف دولار ليتمكن عشاق النادي من شرائه، وعندما قدم القرض كان لديه خيار شراء النادي إذا اختار المشجعون عدم سداد القرض، وقد فعل، ففي عام 2012 رفض المشجعون شراء النادي ليصبح بينهام مالك فريق طفولته.

وبينهام مقامر رياضي محترف، بدأ حياته موظفاً في قسم التمويل في أحد البنوك الأمريكية، لكنه لاحقاً ترك البنك وأنضم للعمل في شركة المراهنات الرياضية «بريمير بيت»، وكانت وظيفته هي تطوير نماذج المقامرة التنبؤية بواسطة تحليل البيانات، وفي عام 2004 أسس شركة للمراهنات، وكانت فكرة الشركة هي استشارة العملاء بنفس الخوارزميات والإحصاءات وأبحاث البيانات التي جعلت منه مقامراً رياضياً محترفاً، ونجحت الشركة، ويملك ماثيو بينهام الآن شركة لتبادل المراهنات أيضاً. هذه النجاحات مكنت ماثيو من الاستحواذ على ناديه المفضل برينتفورد.

ولاختبار مفاهيمه التحليلية قرر بينهام شراء نادي ميتيولاند الدنماركي، وكان يتطلع لتطبيق الأفكار التي تنجح في النادي الدنماركي على فريقه برينتفورد، وأقدم على إغلاق الأكاديمية وأنشأ فريقاً رديفاً لللاعبين أقل من 20 عاماً، وفكرة بينهام تقوم على أنه يمكن تحديد قيمة اللاعب الشاب عندما يخوض 35 مباراة، وسمح له ذلك بالعثور على لاعبين مقيمين بأقل من قيمتهم الفعلية.

ولم يكن الأمر سهلاً، واستغرق سنوات عدة من التجريب بين شراء اللاعبين الصغار ثم بيعهم، مع الإبقاء على الفريق في مستوى جيد للمنافسة على المضي قدماً، ونجحت ثورة بينهام التحليلية، كما تسميها الصحافة الإنجليزية

وأصبح الفريق الآن ضمن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.