مكر التاريخ

06:04 صباحا
قراءة دقيقتين

هل كان ممكناً أن تصمت الإمارات، وتغض الطرف عن حال مصر وهي تنزلق إلى هوة عميقة من الفوضى والارتجال وانسداد آفاق الوفاق الوطني والنهوض التنموي في زمن الإخوان .

هل كان من الوطنية والأخلاق والمصالح العليا القومية، أن تدير الإمارات ظهرها، ومصر الكنانة على وشك التحول إلى دولة فاشلة، تحكمها جماعة، غلبت عليها شهوة الحكم، من غير معرفة ولا دراية بتدبير الحكم وبإدارة الخلاف بين أفرقاء الوطن الواحد؟

هل كان ممكناً أن تغفل الإمارات عن واقع عربي مختل في توازن قوته مع قوى إقليمية محيطة مثل إيران وتركيا، بعد سقوط بغداد، وانهيار سوريا، وصعود مؤشرات ساطعة على اختطاف مصر، وهي مشلولة، لعرضها في أسواق التحالفات الشيطانية، والاستقطابات الملتبسة إقليمياً ودولياً؟

إن الذين يشككون في ما تقدمه الإمارات من عون ومساعدات سخية إلى مصر الشعب والجيش الوطني الفذ والواعي، والأكثر دراية بمصالح مصر العليا، يتجاهلون دور الإمارات القومي والإنساني الممتد عبر العقود الأربعة الماضية، في دعم مصر في كل العهود، تنمية وعمراناً وإسهامات ضخمة في سد عجز الميزانيات، ودعم القوة العسكرية والصناعية والأهلية .

لم تسأل الإمارات يوماً عن مردود سياسي أو معنوي لهذه المساعدات، منذ مشاركتها بقطع البترول عن دول مناهضة لمصر في حرب رمضان حتى يومنا هذا، والإمارات هي الدولة العربية التي كسرت بجسارة جدار عزلة مصر بعد كامب ديفيد سيئة السمعة والنتائج، وكان يكفيها أن ترى الشعب المصري العظيم، وهو يبكي المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد لحظة وفاته، ويتذكر بوفاء أهل النيل، أيادي الشيخ زايد البيض المعطاءة، بلا مِنّة ولا طلب مردود، ولا رد جميل .

إن الموتورين المطلين من بعض الفضائيات وميادين التظاهر العنيف، ممن يتطاولون الآن على الإمارات يجرون مصر إلى ملاعب أخرى، أقلها الاحتراب الأهلي، نعرف أن أوجاع مصر مزمنة، وأن حمولاتها باهظة، لكننا على يقين، أن شعب مصر بعافية، وبمقدوره أن يقترح نموذجه، بعيداً عن الإقصاء والأخونة والتفتيت ونكران هويته العربية القومية .

حركة الإخوان توقفت عن النمو والعقلانية، وها هي ضحية جهالتها وعماها .

ها هو مكر التاريخ يتدخل في سيرة مرسي، وسيرة الإخوان على امتداد الوطن العربي .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"