عادي

روسيا.. موعد مع الموت يومياً في «المنطقة الحمراء»

17:26 مساء
قراءة دقيقتين
الوضع الوبائي في روسيا

سان بطرسبورج - أ ف ب

 في مستشفى مارينسكايا في سان بطرسبورج بروسيا، كل الأسرّة مشغولة بسبب الموجة الجديدة من فيروس «كورونا» والمتحورة «دلتا»، بينما يصل أشخاص بين حين وآخر حاملين زهوراً، فيوجههم حارس قائلاً «المشرحة من هنا».

ويقول حارس المستشفى الذي خصص قبل أسابيع لاستقبال مرضى «كوفيد - 19» في مواجهة الارتفاع السريع للإصابات في ثاني مدن البلاد: «منذ منتصف حزيران/يونيو يستقبل المستشفى عدداً أكبر من المرضى والسبب فيروس كورونا».

وسجلت روسيا الأسبوع الماضي أرقاماً قياسية في الوفيات اليومية في موسكو وسان بطرسبورج، البؤرتان الرئيسيتان للوباء. كما سجلت البلاد أعلى إصابات منذ منتصف كانون الثاني/يناير، عندما خرجت من موجة ثانية قاتلة.

ويزداد الوضع سوءاً في حين أن حملة تلقيح السكان بطيئة جداً. ووفقاً لموقع «غوغوف» الذي يجمع بيانات من المناطق ووسائل الإعلام، تلقى 18,3 مليوناً فقط من 146 مليون روسي الجرعتين، أو نسبة 12,57%.

وفي «المنطقة الحمراء» من مستشفى مارينسكايا جميع الأسِرَّة المتوفرة البالغ عددها 760 سريراً مشغولة. يقع المستشفى في وسط هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 5,4 مليون نسمة وتعد وجهة مرغوبة للسياح.

ويقول الدكتور أليكسي ليباكوف: «الوضع هادئ في الصباح. عادة يصل معظم المرضى بعد الظهر»، مشيراً إلى الغرفة التي يتم فيها استقبال المرضى، حيث يوجد عدد منهم نقلوا بسيارات إسعاف.

ويرتدي ليباكوف حلة واقية وقفازين ويضع كمامة، وعليه كجميع العاملين في المستشفى أن يعمل لساعات في درجات حرارة مرتفعة استثنائياً ضربت سان بطرسبورج في الأسابيع الأخيرة، مع درجات قياسية لهذا الموسم تصل إلى 30 درجة مئوية.

ويضيف ليباكوف: «إنه أمر صعب للغاية. في بعض الأحيان نخسر حتى ثلاثة كيلوجرامات في اليوم بسبب الحر لكننا اعتدنا على ذلك».

التلقيح ضروري

قسم العناية المركزة وصل إلى قدرته الاستيعابية القصوى، حيث تعمل الطواقم الطبية في هذا القسم بجهد كبير لإنقاذ المرضى الذين هم بين الحياة والموت.

ويقول رئيس القسم بافل إرماكوف: «في الوقت الحالي هناك 24 مريضاً في العناية المركزة. جميع الأسرَّة مشغولة».

ويضيف: «يأتي المرضى إلينا وهم في حالة خطرة. فرص النجاة تعتمد على الحالة الجسدية للمريض: فعدا عن كوفيد يعاني الجميع من مشاكل صحية كمرض السكري أو الوزن الزائد».

ويقول الطبيب: «آسف لكن هنا قسم الإنعاش. لحسن الحظ معظم المرضى ينجون رغم ذلك»، مشيرا إلى أن «هذا هو حال ميخائيل كونوفالوف الذي بقي لأيام في العناية المركزة قبل أن يتعافى».

ويقول هذا الموظف البالغ من العمر 45 عاماً الذي يعمل في مطار المدينة، وهو جالس على سريره في المستشفى: «شكراً للأطباء الذين أنقذوا حياتي. بعد هذه التجربة أستطيع أن أقول للجميع إن التلقيح ضروري».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"