عادي
بُنيت في ذروة الحرب الباردة وبقيت قيد الكتمان لعقود

قاعدة غواصات سوفييتية سرية.. متحف مفتوح للزوار

23:22 مساء
قراءة دقيقتين

أصبحت قاعدة الغواصات السوفييتية في خليج بالاكلافا، وهي مدينة صغيرة تطل على المحيط في شبه جزيرة القرم، وجزء من مدينة سيفاستوبول، متحفاً مفتوحاً أمام الزوار بعد أن بقيت سرية لعقود.

ويمكن للزوار اكتشاف الماضي السري والغامض لهذه القاعدة التي أنشئت عام 1957 في ذروة الحرب الباردة، وترتبط أقسامها بقناة مياه عميقة يبلغ طولها ما يقرب من 2000 قدم، وتعرف القاعدة الآن باسم مجمع متحف بالاكلافا البحري.

وبفضل المتحف اشتهرت بالاكلافا، التي لم يكن أحد من السكان يعلم عنها سوى أنها قاعدة عسكرية تحت الأرض، باستثناء البعض ممن تسلل إليها واستكشفها.

وتتيح القاعدة الآن للضيوف التقاط الصور بجوار جدرانها المهجورة والتعرف إلى تاريخها، ويمكن لهم السير عبر أنفاق القاعدة واستكشاف القطع الأثرية والتذكارات من وقت تشغيل قاعدة الغواصات إلى الآن.

وأنشئت القاعدة المعروفة باسم «Objekt 825»، لإيواء أسطول من غواصات الاتحاد السوفييتي إذا أرادت قيادته القيام بضربة نووية انتقامية ضد الولايات المتحدة.

وكان خليج بالاكلافا موقعاً للقاعدة العسكرية البحرية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية لأنه لا يمكن رؤية المنطقة من البحر وكانت ميناء عسكرياً، وموقعاً لإصلاح وصيانة أسطول البحر الأسود السوفييتي. وبنيت القاعدة بأوامر من جوزيف ستالين، لتكون جاهزة للحرب النووية في أية لحظة، واستغرق البناء أربع سنوات وتطلب إزالة أكثر من 120 طناً من الصخور خلسة لوصل الأنفاق مع البحر. وكانت القاعدة تحتوي على مؤن تكفي أفراد طاقم التشغيل لمدة 30 يوماً في حال وقوع هجوم نووي، ولضمان أقصى درجات الأمان، زودت بأبواب كبيرة مصنوعة من الفولاذ ومغطاة بطبقة من الخرسانة.

وجهزت القاعدة بتهوية كافية وطعام وإمدادات وقود ومياه وكهرباء ل 1500 عسكري، إضافة إلى سكان بالاكلافا في حالة حدوث هجوم نووي.

وبحسب الخبراء، فإن القاعدة قادرة على تحمل ضربة مباشرة بقنبلة نووية تصل إلى 100طن، أي ضعف قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما خمس مرات، وتعتبر واحدة من أكبر القواعد العسكرية السرية في العالم.

وقال خبراء عسكريون: «القاعدة كانت تضم ورش إصلاح، ومخازن للطوربيدات والأسلحة الأخرى، ومراكز قيادة، وملاجئ مضادة للأسلحة النووية، ومكاتب إدارية للأفراد العسكريين، ولا يستطيع أحد الدخول إليها بمن فيهم أفراد عائلات أولئك الذين عملوا فيها، دون إجراءات مشددة. وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ظلت القاعدة تعمل لسنوات حتى إيقاف تشغيلها في 1993، ومنح الاتحاد الروسي القاعدة للبحرية الأوكرانية، قبل إزالة آخر غواصة روسية من الخليج في عام 1996، بعد خمس سنوات من سقوط الاتحاد السوفييتي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"