عادي

حرائق الجزائر تحت السيطرة ..واليونان تتنفس الصعداء

21:30 مساء
قراءة 3 دقائق

أصبحت أغلبية حرائق الغابات التي تجتاح شمالي الجزائر تحت السيطرة أمس الجمعة، خصوصاً في منطقة تيزي وزو (إقليم القبائل) الأكثر تضرراً، وتنفّست اليونان الصعداء الجمعة، مع إعلان فرق الإطفاء السيطرة على الحرائق الضخمة التي اجتاحت البلاد، على الرغم من بقاء جنوب أوروبا بأكمله في حالة تأهب قصوى في مواجهة تعدد بؤر النيران التي تسهل موجة الحر اندلاعها.

نصر جزائري كبير

وبعد إعلان «إخماد كل حرائق الغابات في تيزي وزو»، أفادت الحماية المدنية باندلاع «خمسة حرائق» في هذه الولاية. ويواصل عناصر الإطفاء ومتطوعون مكافحة 35 حريقاً في 11 محافظة أخرى، من بينها جيجل وبجاية وبومرداس، وفق أحدث تقرير للحماية المدنية.

وفي المجموع أخمد 76 حريقاً من أصل مئة أحصيت الخميس، في 15 محافظة في البلاد. وشاركت طائرتان فرنسيتان، الخميس، في الجهود المبذولة في منطقة القبائل، انضمت إليها الجمعة ثلاث قاذفات ماء أخرى من إسبانيا وسويسرا. ولقي ما لا يقل عن 71 شخصاً حتفهم في هذه الحرائق، «المفتعلة» وفق السلطات، وقد أججتها الحرارة الشديدة.

وكان محافظ الغابات لولاية تيزي وزو محمد ولد يوسف، كشف أن الحرائق التي تشهدها الولاية أدت إلى إتلاف 20 ألف هكتار. ووجه ولد يوسف نداءه للمواطنين بعدم البقاء في بيوتهم القريبة من ألسنة اللهب وطلب منهم التوجه إلى مراكز الإيواء، مشيراً إلى أن درجات الحرارة ستواصل الارتفاع مع تسجيل رياح قد تعيق عمليات إخماد الحرائق.

وتونس أيضاً

وفي تونس المجاورة تم تسجيل نحو ثلاثين حريقاً أججتها موجة الحر منذ الاثنين الماضي في المناطق الجبلية في الشمال الغربي، والوسط الغربي للبلاد، حيث تم إجلاء العديد من العائلات.

اليونان تتنفس الصعداء

وقال متحدث باسم فرق الإطفاء اليونانية، أمس الجمعة: «منذ الخميس لم تعد هناك جبهة نشطة رئيسية؛ بل جيوب متناثرة»، بفضل هطول أمطار في مناطق عدة وانخفاض درجات الحرارة. وما زالت فرق الإطفاء المنتشرة بالمئات مع التعزيزات الأجنبية، في حالة تأهب لمواجهة مخاطر عودة النيران في جزيرة إيفيا الأشد تضرراً من الحرائق، وفي منطقة أركاديا في شبه جزيرة بيلوبونيز، وفق المصدر ذاته. ومن المتوقع أن تهب رياح شديدة خلال اليوم السبت وغداً الأحد، من شأنها أن تسرع انتشار حرائق محتملة.

وقضت الحرائق إجمالاً على أكثر من مئة ألف هكتار من الغابات في اليونان منذ نهاية يوليو، في مشاهد مروّعة. وأتت النيران على مئات المنازل ومؤسسات صغيرة في جزيرة إيفيا، على بعد مئتي كيلومتر شمال شرقي أثينا، وعلى جزء من بيلوبونيز وضواحي أثينا الكبرى.

امتداد الخطر في جنوب أوروبا

وفي مؤشر على أن موسم الحرائق هذا الصيف في أوروبا لم يشرف على نهايته بعد، وأن جبهتها هي التي انتقلت فقط، وجّهت فرنسا ثلاث طائرات مخصصة لمكافحة الحرائق كانت أرسلتها على عجل إلى اليونان، إلى صقلية التي تتصدى لحرائق مماثلة على غرار جارتها كالابريا.

ويعبر إيطاليا حالياً إعصار مضاد سمي «لوسيفر» (الشيطان) تسبب في تسجيل درجات حرارة قصوى وصلت إلى 48,8 درجة مئوية في صقلية، ما قد يشكل رقماً قياسياً جديداً على صعيد أوروبا.

وفي مواجهة الحرائق التي أودت بحياة أربعة أشخاص، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي مساء الخميس «برنامج إغاثة للأشخاص والمؤسسات المتضررة، بموازاة خطة خاصة لإعادة التشجير».

وفي إسبانيا التي تجتاحها الحرارة أيضاً، اندلعت حرائق في أراجون وريوخا وكتالونيا، وهي ثلاث مناطق شمالي البلاد. وبدا أن حريق كتالونيا هو الأكثر خطورة، خاصة أنه يؤثر في منطقة غابات محمية تبلغ مساحتها 41 هكتاراً. وقد تمت السيطرة عليه بعدما كافح مئة من رجال الإطفاء النيران التي دمرت نحو 75 هكتاراً على شواطئ منطقة طركونة. وحذرت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية من أن مخاطر اندلاع الحرائق لا تزال «عالية» أو «عالية جداً» أو «شديدة» في جميع أنحاء إسبانيا تقريباً، أمس الجمعة، في اليوم الثالث من موجة الحر هذه.

وفي البرتغال وضعت الحكومة 14 منطقة من أصل 18 منطقة على نظام إنذار الحريق بدءاً من ظهر أمس الجمعة، حتى منتصف ليل الاثنين. وقال رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا: «نعلم مسبقاً أن الأيام القليلة المقبلة ستكون صعبة». وأشار إلى «التحدي الدائم الناجم عن التغيرات المناخية»، داعياً السكان إلى تجنب «السلوكيات الخطرة». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"