هدر الوقت .. آفة الشباب اللبناني

60 % يضيعونه في المقاهي والسهرات
03:52 صباحا
قراءة دقيقتين

بيروت:رنه جوني

لم يعد أحد يحترم الوقت وسط يوميات يتخطى ضجيجها دخان النرجيلة، والتسكع في المقاهي، بدلاً من استغلاله لتغيير الواقع. وعدم احترام الوقت مشكلة لدى عامة الناس، وإنما أصبحت أكبر بين الشباب اللبناني بشكل صارخ، والسؤال الذي نطرحه هنا كيف يتعامل هؤلاء مع الوقت وما مدى تأثيره في حياة كل فرد فيهم ؟
تبدو حوراء غملوش، طالبة المسرح والرسم في الجامعة اللبنانية في قمة الغضب، بعد أن تخلّف شقيقها عن الحضور في الموعد المحدد ليقلها إلى حيث تدرس. وبغضب تقول : مش معقول» ما حدا بيحترم الوقت»، تقدس حوراء وقتها. تحاول أن تستفيد من كل لحظات يومها، فالوقت بالنسبة إليها كنز يجب الاستفادة منه، لا تخفي امتعاضها من تحول الوقت سلعة للهدر عند شريحة كبرى من الناس على حد تعبيرها، علماً أن إضاعته تكلفنا الكثير، تخيّل أن تحضر متأخراً عن موعد العمل، وتخسره فقط لأنك لا تحترم الوقت.
أحمد الذي يدرس الهندسة المدنية في فرنسا أمضى أكثر من سبع سنوات في مدينة نيس الفرنسية. تعلم احترام الوقت، وبرمج يومه ووقته، ولكن في لبنان اخترع توقيته الخاص، الأربعة يعني 4 ونص، والموعد الصباحي يعني الساعة الحادية عشرة، ومع ذلك التأخير بات سمة ترافق أحمد في كل مشاويره، لا يتردد في أن يقول : ما حدا يحترم الوقت في لبنان وهذا يدفعك للتأقلم مع الواقع حتى لو كان ضد قناعاتك وآرائك،
تشير دراسة أعدتها الجامعة الأمريكية في بيروت ، إلى أن 60 في المئة من الشباب لا يحترمون الوقت، ولا يوظفونه في خدمة أبحاثهم ودراستهم، بل يضيعونه في المقاهي والسهرات والأرجيلة، فيما سجلت 20 في المئة من الشباب تربطهم علاقة تحد وسباق معه، ومنهم ميراي، شابة يافعة، تعشق المطالعة، تدرس علم النفس التربوي، وتهوى الرياضة وممارسة لعبة الشطرنج ، إذ وضعت رزنامة يومية لحياتها. تقسمها بين الدراسة وممارسة هوايتها والمطالعة، وبرأيها أن توزيع الوقت على يومنا بحد ذاته تحد، لاسيما أننا في عصر لا يوجد التزام بأي شيء، وهذا سبب من أسباب انحدار المجتمع وتشرذمه.
استطاعت ميراي أن تحقق إنجازاً في حياتها، برمجتها وفق أولوياتها وصاغتها وفق حسابات الميدان، فتمكنت من تحقيق الكثير من التفوق في حياتها .
بالمقابل يستثمر إبراهيم وقته في إعداد الدراسات وتأسيس جمعية ثقافية، إضافة إلى التنقل في الطبيعة فهو لا يغفل من قيمة الوقت بل ينظر إليه على أنه أداة تتحكم بحياتنا ، وعلينا أن نحدد أولوياتنا لنسير على خط متواز معه.
أخصائية علم النفس الاجتماعي منال زعيتر انطلقت في تحديد أولويات الشباب عبر دراسة أعدّتها حول انعكاس الوقت على شخصية جيل اليوم وترى أن الغاية من الوقت هي تنظيم الحياة بما يناسب طموحات الشباب، واحترامهم لأحلام تحتاج إلى مثابرة وتحد واجتياز للصعوبات بحنكة ودهاء.
ولفتت زعيتر إلى أن أغلب أزمات واقعنا أنتجها هدر الوقت.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"