عادي
لإعداد جيل يمتلك المهارات الرقمية والابتكار

«نافس».. مبادرة ترفع آفاق المبرمج الإماراتي

01:48 صباحا
قراءة 4 دقائق
المبرمجون
مريم المهيري
تاج الخياط
حسن عثمان
عمّار المالك

تحقيق: محمد الماحي

تواصل الإمارات تمكين الطاقات الشبابية في مجالات التكنولوجيا، لإعداد جيل يمتلك المهارات الرقمية ويقود المنافسة والابتكار والتميز على الساحة العالمية، بما يسهم في تعزيز المكانة الريادية للدولة لتدخل الأعوام الخمسين المقبلة بطاقات إيجابية تخدم مصالح شعبها وطموحاته.

وأصبحت الإمارات منطلقاً لمبادرات تمكين الشباب داخل الدولة وخارجها وفق توجيهات قيادتها للاستثمار في دعم الشباب على كافة المستويات، وإعداد أجيال متمكنة واعية تسهم في تنمية مجتمعاتها واقتصاداتها، لبناء عالم أفضل باستخدام أحدث المهارات الأدوات، لذلك جاء إطلاق برنامج «مزايا» ضمن المشاريع ال13 التي يقدمها برنامج «نافس» الذي سيقوم بدعم المواطنين العاملين في وظائف المبرمجين ومنحهم علاوة ثابتة فوق الراتب، مقدارها 5000 درهم شهرياً لمدة خمس سنوات، أياً كان راتبهم الفعلي.

وأكد مسؤولون وخبراء في قطاع تكنولوجيا المعلومات، أن دعم القيادة الرشيدة للمواطنين المبرمجين بإطلاق برنامج «مزايا» ضمن المشاريع ال13 التي يقدمها برنامج «نافس» يرسّخ خطط صناعة مستقبل رقمي مزدهر قائم على المعرفة والابتكار، من خلال شباب المواطنين رقمياً وتوفير البيئة المناسبة للمبرمجين العاملين في الدولة لتطوير مهارات البرمجة ذات المستوى العالمي.

يقول عمّار المالك، مدير عام مدينة دبي للإنترنت: «تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بوتيرة متسارعة وخطوات ثابتة للوصول إلى الريادة العالمية في مختلف المجالات، وبات الجميع يترقب كل يوم إطلاق الدولة لمبادرات ومشاريع استثنائية تهدف لتحقيق هذا الهدف». وقال: «لاشك في أن من يقف خلف هذه المبادرات، هي قيادة رشيدة لديها رؤية استشرافية وخطة واضحة تعمل من خلالها على تعزيز ريادة الدولة والوصول إلى الرقم واحد، وسبيلها في ذلك هو الاستثمار في شباب الوطن وإتاحة الفرصة لهم ليكونوا أساساً قوياً لبناء مستقبل الوطن»، مشيراً إلى أن البرمجة أداة حيوية لتطوير تقنيات المستقبل المتقدمة.

وأضاف «أن مبادرة للمواطنين المبرمجين ومنحهم علاوة ثابتة شهرياً لمدة خمس سنوات، تؤكد الرؤية الاستشرافية الثاقبة لقيادتنا، التي تتطلع بشكل مستمر نحو صناعة المستقبل وليس انتظاره، وتحويل تحديات اليوم إلى فرص يستفاد منها في الغد لجعل الإمارات دولة رقمية ذات اقتصاد رقمي رائد على مستوى العالم».

رفاهية المجتمع

وتتفق مريم المهيري مدير مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات مع ما سبق وتضيف: «مع التطورات المتسارعة في عالمنا والتحول الرقمي في كل ما يحيط بنا، أصبح من الواضح أن البرمجة ستكون مهارة مستقبلية أساسية، ولهذا عملت القيادة الرشيدة لإطلاق مبادرة تمكين الشباب المواطنين رقمياً لصناعة مستقبل رقمي مزدهر قائم على المعرفة والابتكار، والاقتصاد التنافسي القائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية، ما يسهم في تعزيز جودة ورفاهية المجتمع، كما أن هذا التمكين للشباب سيفتح لهم المجال لصناعة فرصهم، وتغيير مستقبل أوطانهم نحو الأفضل».

وقالت: «إن دعم القيادة الرشيدة للمواطنين المبرمجين ومنحهم علاوة ثابتة فوق الراتب، مقدارها 5000 درهم شهرياً لمدة خمس سنوات، امتداد لجهود ومبادرات وطنية رائدة تتعلق بالتحول الرقمي المستقبلي للدولة، ومنها مبادرة المليون مبرمج عربي وجميعها جاءت لتؤكد إيمان القيادة بأن التكنولوجيا لغة العصر، وأن لغة البرمجة من أهم أدوات شباب المستقبل».

رقمي وشمولي

أما تاج الخياط المدير الإقليمي لشركة «سيتركس» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيرى أن تأسيس قوة عاملة ماهرة وشابة، وتشجيع الابتكار ضمن بيئة القطاع الخاص، عاملان أساسيان للانتقال نحو اقتصاد رقمي وتعزيز مستقبل رقمي وشمولي.

ولفت إلى أنه من بعد وضوح الآثار الإيجابية التي تم إحرازها في هذا الإطار، تخطو الإمارات مجدداً خطوات واثقة لتصبح قوة ليست إقليمية فحسب؛ بل عالمية في مجال التكنولوجيا، وهو ترجمة فعلية لنهج مستقبل رقمي أكثر شمولاً.

وتابع: «أثبتت السنوات القليلة الماضية، وخصوصاً العام الفائت مع بداية جائحة كورونا، أن الاقتصاد الرقمي والتحول التكنولوجي في شتى القطاعات، ضرورة لضمان تنافسية الدول وجاذبية الاقتصادات، وكعادتها كانت الإمارات سباقة إلى التعامل مع تأثيرات الجائحة بفضل احتضانها لأفضل الشركات والعقول، حيث تضافرت الجهود وتجاوز الجميع تأثيرات الأزمة؛ بل نجحوا في تحويل التحديات إلى فرص. والبرمجة هي في قلب هذه التحولات سواء على صعيد تطوير البرمجيات والحلول والتطبيقات الرقمية أو برمجة الآلات، وهي ركيزة لصناعات المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، وغيرها».

بخطى ثابتة

ويرى حسن عثمان الباحث المتخصص في تكنولوجيا الاتصالات، أن دولة الإمارات تنطلق بخطى ثابتة نحو المستقبل، وتعمل على امتلاك الأدوات الرقمية التي تليق بدولة صعدت إلى الفضاء، وتجاوزت مرحلة ما بعد النفط، عن طريق استقطاب مبرمجين من دول العالم، وعقد شراكات مع كبريات شركات التكنولوجيا العالمية، مشيراً إلى أن دعم الموظفين المبرمجين وتدريبهم يساعد على خلق نهضة تكنولوجية في عالم اليوم، وتركز على المستقبل بشكل كبير.

وأضاف أن دعم المواطنين العاملين في وظائف وتخصصات مهنية مميزة في مؤسسات القطاع الخاص، وفي مقدمتهم المبرمجون سيضيء الطريق أمامهم ليكونوا قاطرة التحول الرقمي في المنطقة، مشيراً إلى أن الشباب يشكلون نسبة كبيرة من السكان في الدولة ومبادرة تدريب الشباب وتأهيلهم تكنولوجياً، ستمكنهم من التعرف إلى الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، وكذلك التشبيك والتعرف إلى الثقافات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"