السيارات و”الكروس أوفر” الأكثر أماناً في 2015

إعداد: نابغ نورالهدى
هل أصبحت السيارات اليوم أكثر أمانا أم أن شركات صناعة السيارات صارت باختصار أكثر مهارة في تصميم السيارات التي تحقق نتائج جيدة في اختبارات التصادم؟ هذا هو ما كان منذ فترة طويلة مثار تساؤل وقلق المحللين والمستهلكين، حيث إن كل عام يجلب تشكيلة أكبر من النماذج للسوق، والتي تخضع قبل ذلك لاختبارات الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة، ومعهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة .
وطبقت كلتا المنظمتين في الآونة الأخيرة برامج اختبارات أكثر صرامة تركت شركات صناعة السيارات تلهث وراء اللحاق بها . فالإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة قامت بتحديث برنامج تصنيف السلامة لطرز عام 2011 مع تقييمات متشددة للاصطدامات الأمامية والجانبية، في حين عمد معهد التأمين إلى إضافة صغيرة في اختبارات التصادم الأمامي في عام 2012 في محاكاة لما يحدث عندما تصطدم الزاوية اليسرى الأمامية للسيارة بعمود أو أي شيء .
ويعترف المعهد، بأن هناك صناعاً يصممون سياراتهم على وجه التحديد لكي تؤدي جيداً في اختبارات التصادم الخاصة بهم . وفي بيان صحفي حول نتائجها الأخيرة، استشهد المعهد بشركة هوندا التي أعادت هندسة سيارتها CR-V الكروس أوفر المدمجة، وشركة تويوتا في تعديل بريوس الهجين الاستيشن واغن . وحصلت كلتا السيارتين على أعلى تقدير لعام 2015 .
أما سيارة هيونداي جينيسيس، فقد كانت واحدة من بين 33 طرازاً منحها معهد التأمين على سلامة الطرق السريعة، أعلى درجات الحماية في الاصطدامات، ودرجة الامتياز في نظام تجنب الصدمات الأمامية .
وفي حين أن من السهل أن تصبح متشائماً في هذا الصدد، فمن الصعب أن تجادل في النجاح . فالتحسن في الحماية من الصدمات في السيارات الجديدة، مقروناً مع قوانين السلامة الاتحادية الاضافية، والتشدد في أحزمة الأمان، والقيادة تحت تأثير الكحول، ومنح التراخيص للذين بلغوا سن الرشد على مستوى الولايات، أسهمت جميعها في خفض وفيات الأصطدامات إلى مستوى متدن تاريخي، بلغ 1 .1 ضحية مقابل كل 100 مليون ميل للسيارات في 2013 .
ولكن الرغم من ذلك، لا يزال عدد الوفيات كبيراً، حيث بلغ 32719 ضحية في العام الماضي، ما يعني أن الطريق لا يزال طويلاً أمام الصناعة لإنتاج سيارات آمنة حقيقية .
والقضية الأحدث في موضوع سلامة السيارات في الوقت الراهن، هي منع السيارات من الاصطدام في المقام الأول . وكانت الحكومة الاتحادية في الولايات المتحدة أمرت منذ وقت طويل بتزويد جميع السيارات والشاحنات الخفيفة بنظام منع انغلاق المكابح، ونظام التحكم بالاستقرار لمساعدة السائقين في المحافظة على السيطرة على سياراتهم في حالات التوقف المرعبة، والمناورات العنيفة . والأفضل من ذلك، هو تزويد عدد متنامٍ من السيارات بنظم تحذير من المخاطر المحتملة، ويشمل ذلك انحراف السيارات من دون قصد عن خطوط المسارات في الطرق السريعة، أو نظام رصد السيارات في المنطقة العمياء .
والأفضل من ذلك هي نظم تجنب الاصطدامات الأمامية، والتي تحتوي على تحذيرات مسموعة ومرئية عندما ترصد أجهزة الاستشعار على وجه السرعة اقتراب السيارة من مركبة أخرى أو عقبة في مسارها، وأكثر من ذلك تقوم هذه النظم بشد الأحزمة، وتهيئ الفرامل مسبقاً لأقصى قوة كبح للمساعدة في تجنب، أو على الأقل تلطيف شدة الاصطدام في حال لم يتجاوب السائق بسرعة كافية . ومعظم هذه النظم مصممة للتدخل في السرعات العالية، على الرغم من أنها، لا تعمل للحماية من الاصطدامات الخلفية خلال تحرك وتوقف الحركة المرورية .
ولهذه الغاية، قام المعهد بتحديث برنامجه المسمى "Top Safety Pick+" والذي سيقيم ليس فقط الموديلات التي تحقق أعلى الدرجات في الاصطدامات الأمامية، والجانبية، وتهشم السقف، وحماية الرأس في الاختبارات، وإنما أيضاً تلك التي نجحت في تجنب الاصطدامات، أو تخفيض السرعة بدرجة كبيرة في اختبارات حددت فيها السرعة ب 12 و25 ميلاً . والمركبات التي حصلت على أعلى تقييم "المتفوقة" هي تلك التي نجحت بالفعل في تفادي الحوادث أو على تقليل سرعة السيارة بدرجة كبيرة في كلا الاختبارين . فلكي تحصل السيارة على تقييم "متقدم"، يجب عليها أن تتزود بوظيفة الكبح التلقائي، وتكون قادرة على تجنب وقوع حادث أو تخفيض سرعاتها بما لا يقل عن 5 أميال في الساعة في أي من الاختبارين .