محمد بن سلطان: الكلاب البوليسية.. ترويض وحماية للبشر والممتلكات

الكلاب أشكال وأحجام مختلفة، والأكثر انتشاراً الكلب البوليسي لدوره في الحياة الأمنية، خاصة في تأمين المنشآت المهمة، ويستخدم في بعض الأحيان تبعاً للمهام الخاصة المطلوبة لها، وقليلون من يتخصصون في تدريبهم وخاصة من ضابط الشرطة ومنهم الإماراتي محمد عبد الله بن سلطان الذي أتقن في هذا المجال ترويض الكلاب في مشاهد تقطع أنفاس المشاهدين، وتثير دهشتهم وإعجابهم، وكذلك تدريبهم على الكشف عن المتفجرات، ويعد أول ضابط في شرطة دبي يتخصص في تدريب الكلاب البوليسية. في الحوار التالي نقترب منه ونتعرف أكثر على أفكاره وطموحه وسبب توجهه إلى هذا المجال.
* كيف كانت بدايتك في العمل بقسم الكلاب البوليسية ؟
- بدايتي في العام الماضي، وعندما سنحت الفرصة باشرت بطلب النقل إلى هذا التخصص وحصلت على العديد من الدورات منها دورة تأسيسية لمدربي الكلاب البوليسية والدورة المتوسطة للمدربين، دورة أمن وسلامة وكيفية الحفاظ على الأدلة والآثار المادية في مسرح الجريمة وأن الرغبة الكبيرة بهذا العمل كانت موجودة بداخلي.
* كيف تخصصت في تدريب الكلاب البوليسية؟
- حين تعاملت مع الكلاب البوليسية اختلفت تماماً نظرتي في البداية أخذت معلومات شاملة عن تدريب الكلاب بكافة أنواعها ولكل الأقسام، وكانت بدايتي تدريب القضايا الجنائية والفعاليات، ثم مكافحة المخدرات، قسم المتفجرات وتعرفت على طرق الكلاب البوليسية في الكشف عن الأسلحة والمخدرات والقضايا الجنائية والإنقاذ بالإضافة إلى كلاب الاستعراض، وكيفية التدريب في كل المجالات وكل شخص في النهاية يتميز بمكان معين يتخصص فيه، ووجدت نفسي أميل إلى الكشف عن المتفجرات.
* في أي مجال تخصصت ؟
- تخصصت في المتفجرات، وقمت بتدريب كلبي عمره سنة ونصف السنة، وأطلقت عليه اسم «تشيس» الذي أصبحت تربطني به علاقة وطيدة، من نوع «كوكر سبانيل»، وهو كلب متفجرات، إلا أن الاعتقاد الذي كان سائداً لديّ أن الكلاب التي نقتنيها في البيوت تختلف عن الكلاب البوليسية، ولكن كلاب البيوت مختصة بحماية الممتلكات الخاصة والكلاب البوليسية دربت على خدمة الشرطة والتي بدورها تؤهلها لأن تكون في خدمة المجتمع.
* هل واجهتك معوقات في عملك؟
- لم أجد صعوبات من قبل كل من حولي في العمل، فالإدارة والزملاء متعاونون ويوجد روح جميلة، ويذللون أي صعوبات ممكن أن تواجهنا في مجال العمل.
* من هو صاحب الفضل ؟
- لن أنسى فضل الرائد صلاح خليفة المزروعي، مدير إدارة التفتيش الأمني «كي 9»، الذي زرع فينا روح المنافسة الشريفة، فأصبحت مع زملائي في العمل نتنافس، ونسعى للتميز.
* ما هي مراحل التدريب ؟
- لدينا قاعدة أساسية في كل التخصصات في تدريب الكلاب، وهي مرحلة التآلف والتعارف بين المدرب والكلب، وهذه المرحلة تختلف بمدتها كفترة تعارف وتآلف على حسب المدرب وقدرته على التواصل مع الكلب وإحساسه بذاته، لذا فعملي مثلاً في تدريب الكلاب البوليسية يقوم على تنشيط الكلاب كما نقوم بتنشيطها في التدريب اليومي، فالكلاب هنا وبكل حالاتها تعتمد على حاسة الشم.
* ما هو المطلوب للاهتمام بصحة الكلاب ؟
- الاهتمام بصحة الكلب البوليسي ونظام غذائه يأخذ الحيز الأكبر من الجهد والوقت، كذلك مكان تدريبه أيضاً يجب أن يكون متطوراً وحديثاً، ويتضمن مركز تدريب الكلاب البوليسية أماكن للمبيت وساحات ومستشفى وصيدلية ومطبخاً، وأماكن المبيت التي تنام فيها الكلاب مكيفة في الصيف وفي الشتاء، والساحات مجهزة للتدريب وتشمل حواجز للقفز وسيارات للتفتيش.
* ما أهم مواصفات مدربي الكلاب؟
- يقول إن هناك مواصفات عدة يجب أن تتوفر في مدربي الكلاب، أهمها الرغبة في العمل مع الكلاب واللياقة البدنية، والشجاعة والصبر، خاصة وأن الكلب البوليسي جدير بالاعتماد عليه سواء كان في كشف المخدرات أو المفرقعات فهو أقوى من أجهزة الكشف عن المفرقعات بكثير، ويتم تدريب الكلاب على كافة أنواع المخدرات المعروفة والتقليدية والمصنعة، وما تشهده سوق المخدرات من أنواع جديدة يتم إدراجها على جدول المنع، ويتم تدريب الكلاب على الأنواع الجديدة.
* كم مدة التدريب ؟
- تخضع الكلاب للتدريب لمدة ساعتين يومياً، خاصة بالتدريبات الميدانية، وتستخدم شرطة دبي الكلاب البوليسية في البحث، وللكلب البوليسي ثوابت للعمل بكفاءة مستمرة، منها أنه يعمل ساعتين ويأخذ 8 ساعات راحة، كما أنه لابد من تغييره أو إعطائه إجازة شهرين على الأقل إذا عمل لمدة 3 أشهر متواصلة، وذلك لأنه إذا كان تخصصه في كشف المخدرات سيُصبِح مدمنًا، وكذا في المفرقعات سيتأثر برائحتها.
* ماذا استفدت من عملك على الصعيد الشخصي؟
- التدريب عزز بداخلي أشياء كثيرة وجعلني أفهم مَن حولي من خلال نظرات عيونهم، الكلاب لها مشاعر خاصة وقدرة على الإحساس بصاحبها بشكل كبير، فهي تشعر بصاحبها وتحزن وتفرح معه، ولا تكون قادرة على العمل بشكل فعال لو شعرت بضيق مدربها.
* كيف تتعامل مع الكلاب البوليسية؟
- الكلب يشعر بعطف مدربه واهتمامه، لذا يرتبط به، فهناك توافق نفسي غريب بين المدرب والكلب، ولا يمكن أن نقول عن الكلب إلا أنه يفهم من يتعامل معه، ولذا نجد كلباً لا يكون مطيعاً لأوامر مدربه 100%، إذا كان هذا المدرب يتعامل معه بالأوامر فقط.
* كيف يتم تدريب الكلاب على كشف القضايا المختلفة؟
- بالنسبة في تتبع الأثر، يتم تدريب الكلب مثلاً على حدث معين، مثل الكشف عن السارق بشم الأثر الذي تركه الجاني، وبمجرد أن يتعرف الكلب إلى رائحة الجاني في مسرح الجريمة سهل عليه أن يتعرف إليه بأسرع الطرق، فيتتبع الأماكن التي مشى فيها الجاني. ومن هنا تأتي أهمية تدريب كلاب الأثر، وإذا لم يتم العبث بمكان الجريمة فإن الكلب بإمكانه التعرف على الجاني حتى بعد 24 ساعة، أما إذا تم العبث بمسرح الجريمة وتراكمت (الروائح) فإن الكلب هنا يتشتت وتضعف عملية بحثه لاختلاط الروائح عليه.
* هل يمكن أن يُخفق الكلب في تتبع الأثر؟
- من المستحيل أن يُخفق الكلب، ويرى البعض أن الكلاب من الممكن أن تختلط عليها الرائحة، وأقصد هنا أن الشخص لو أغرق نفسه بالعطور فهذا لن يؤثر في حاسة الكلب وتتبعه للأثر، فهو يميز الشخص من إفرازات جسمه والبكتريا التي تخرج منه.

كرنفال لمحبي الكلاب

تقيم إدارة التفتيش الأمني «9-k» في شرطة دبي، بتوجيهات القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، فعالية «محبي الكلاب» بشكل سنوي بعد أن حققت نجاحاً كبيراً.
ويجذب الملتقى العشرات من محبي الكلاب بمختلف أنواعها، الذين يحضرون برفقة كلابهم، ويحصلون على تطعيمات مجانية لها، ويقدم مختصون، و3 عيادات بيطرية، خدمات عناية، وفحوصاً مجانية للكلاب، ويعرض عدداً من الكلاب للتبني لأفراد الجمهور، كما يتضمن الملتقى ساحة مخصصة لتدريب كلاب أفراد الجمهور، وتقديم النصائح وإرشادات حول كيفية التعامل معها.