ظلت منظمة الصحة العالمية طوال السنوات حتى يوم 31 مايو/ أيار الماضي تطمئن مستخدمي الهواتف المتحركة بأن استخدام مثل هذه الهواتف لا يمثل أي مشكلة صحية، حتى أصدرت تحذيرها في 1 يونيو/ حزيران ،2011 حيث أوضحت المنظمة أن الإشعاع الصادر عن الهواتف المتحركة يرتبط بتزايد احتمال الإصابة بأورام دبقية في المخ .
قامت بهذا البحث الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، من خلال 31 عالماً من 14 دولة، حيث قامت هذه المجموعة بالعديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت في هذا الموضوع . ونظرت مجموعة العلماء في إحدى الدراسات التي ربطت التحدث في جهاز الهاتف المتحرك لمدة 30 دقيقة كل يوم بنسبة 40% من انتشار الإصابة بالأورام الدبقية خلال السنوات العشر الأخيرة . كما أشارت دراسة أخرى نشرت في شهر فبراير في مجلة أمريكان ميدكال أسوسيشن أن الإشعاع الصادر عن جهاز الهاتف المتحرك يغير كيمياء المخ من خلال رفع مستويات الجلوكوز .
ولا شك ان الجدل حول المخاطر التي يمثلها استخدمها الهاتف المتحرك ليس جديداً، بل هو جدل قديم . حيث نشر موقع بي بي سي منذ عدة سنوات نتائج الدراسة التي أجراها معهد كارولنسكا بالسويد وجامعة واين بالولايات المتحدة الأمريكية . وقد تبين من خلال الدراسة أن الإشعاع الصادر من أجهزة الهاتف المتحرك قد تتسبب في حالة من الأرق والصداع والشعور بالارتباك . وأشار البحث إلى إمكانية تسبب أجهزة الهاتف المتحرك في تقليل استمتاع الشخص بالنوم العميق وتأثيره في قدرة الجسم على تنشيط نفسه .
على النقيض من ذلك، أشارت دراسة أجراها على مدار ست سنوات برنامج اتصالات الهاتف المتحرك وأبحاث الصحة في المملكة المتحدة في سبتمبر 2007 أن استخدام الهواتف المتحركة لا يشكل تهديداً للمخ على المدى القصير . ومع ذلك، لم يستبعد بعض الباحثين احتمال تعرض الإنسان لخطر الإصابة بالسرطان على المدى البعيد .
وللخروج من هذا الجدل الدائر، واستناداً إلى التأكيد الأخير الصادر عن منظمة الصحة العالمية، نذكر فيما يلي مجموعة من الاحتياطات التي تقلل من التعرض لإشعاعات الهاتف المتحرك .
1- استخدام سماعة الرأس:
لا شك أن استخدام سماعة الرأس يقلل من التعرض للإشعاع، لأن هناك فرقاً كبيراً بين استخدام سماعة وإبعاد الهاتف عن الرأس، واستخدام الهاتف مباشرة ووضعه على الأذن .
2- لا تكثر من التحدث، واعتمد على إرسال الرسائل النصية:
من الخيارات الأخرى التي تساعد على تقليل المخاطر سالفة الذكر، أن يقلل الإنسان من التحدث بالهاتف المتحرك قدر الإمكان، وأن يعتمد بشكل أكبر على الرسائل النصية حيث يقل الإشعاع الصادر عنها عن نظيره الصادر من المكالمات الهاتفية .
3- لا تجعله على وضع التشغيل طوال اليوم:
حتى وإن كنت تستخدمه من أجل العمل، فليس من المنطقي أن تترك هاتفك المتحرك في وضع التشغيل لمدة 24 ساعة يومياً؛ فمن الأفضل أن تغلقه أثناء نومك على الأقل . وبدلاً من استخدام الهاتف المتحرك كمنبه للاستيقاظ، يمكنك الاستعانة بمنبه منفصل .
4- لا تجعل البطارية فارغة تماماً:
عندما تصل البطارية إلى درجة منخفضة من الشحن أو عندما يكون المستخدم في مكان ليس فيه إرسال كاف، يعمل جهاز الهاتف المتحرك بشكل مضاعف، مما يضاعف الإشعاع الصادر عن الجهاز .
