بيوت العريش.. دفء الماضي وذاكرته

نقوش الماضي
01:12 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: فدوى إبراهيم

لبيوت العريش التي صنعت من النخيل ذاكرة لا تزال حاضرة لدى كبار المواطنين، فمنهم من بناها ومنهم من استعان بحرفيين لبنائها، ورغم بساطة ذلك البناء الصيفي، فإنه كان الحضن الدافئ للعائلة واللقاءات الاجتماعية.
بيوت العريش التي تشكل مساكن الصيف لسكان الإمارات، كانت تُبنى بأقل كلفة ممكنة، فهي بيوت مؤقتة حتى انقضاء حرارة الصيف، تُبنى من سعف وجريد وجذوع النخيل، وتحتاج إلى «مهارة أساتذة»، كما كان يطلق على بنائيها، وبأقصر وقت ممكن، ومن الجميل أننا ما زلنا نشاهد بيوت العريش حتى يومنا هذا في المحافل والقرى التراثية، كما أنها حاضرة بقوة في المسلسلات التلفزيونية التراثية التي أحيت هذا النمط من البناء في تصاميم قرى التصوير الخاصة بها.وتنقسم بيوت العريش لنوعين: الخيادي، والمقصص، ويختلف النوعان في حجمهما وقوتهما، على حسب كلفتهما ومهارة صناعهما. العريش «الخيادي» يصنع من سعف النخل من دون قص أوراقه، ولذلك فهو أقل جهداً ولا يحتاج عماله إلا لبضعة أيام للانتهاء منه، ويشير باحثو الإمارات إلى أن «الخيادي» سمي بهذا الاسم لأن بيت العريش يحتاج إلى حزمة من الجريد العاري الذي يربط سوياً ويسمى «خيدة».
أما العريش «المقصص» أو اللقط، فيعتمد على أطوال السعف، فتجرد أجزاؤه السفلية وتقص أطرافه العلوية لتتساوى على ارتفاع واحد، بينما تكون دعاماته الأفقية معتمدة على حبال مصنوعة من النخيل أيضاً، فتربط «الصمايد» أي الدعامات بعضها بعضاً، بما يسمى «اللقط» بطريقة تمنحه المتانة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"