الخرطوم: عماد حسن
تراجع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك عن استقالته بعد تدخل مسؤولين في الحكومة وسياسيين طلبوا منه عدم الاستقالة والاستمرار في منصبه، فيما أكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أن الجيش سيظل «صمام أمان» لحماية البلاد.
ووافق حمدوك على الاستمرار في المنصب من أجل استقرار البلاد، وفقاً لتقارير أشارت إلى أن حمدوك أعلن لدائرة قريبة منه، نيته الاستقالة بعد خلافات حول تدخلات في تعييناته قيادات الخدمة المدنية.
وعقد اجتماع عاجل، أمس الأربعاء، بين حمدوك وبعض القوى السياسية للوصول إلى تفاهمات مشتركة حول الفترة المقبلة، سبقه اجتماع آخر جمع حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
ولفت حمدوك، حسب مصادر مقربة، إلى تدخلات المكون العسكري الذي يرفض قراره الخاص بإعادة لقمان أحمد إلى منصب مدير هيئة التلفزيون السوداني بعد استبعاده خلال الفترة الماضية، ويتمسك المكوّن العسكري بأن يكون مدير الهيئة يخضع في عمله لسلطة إدارة التوجيه المعنوي التابعة للجيش.
وأضافت المصادر أن حمدوك لا يشعر بقدرته على إحداث توافق سياسي مع تصاعد الاحتجاجات في البلاد الرافضة لاتفاقه مع البرهان. وأشارت إلى أن حمدوك «غاضب جداً من موقف الحرية والتغيير وتصعيدها لخطاب سياسي ضده شخصياً، ورفضها كذلك مناقشة مشروع ميثاق سياسي مقترح من شخصيات قومية يدعمها حمدوك».
وحصل حمدوك، حسب المصادر، على تعهدات من الوساطة بدخول المكونين العسكري والمدني في حوار جديد يساعد على عمل الحكومة وتنفيذ أجندة الانتقال الديمقراطي. واستنكر خالد عمر يوسف، القيادي بحزب المؤتمر السوداني، تحميل قوى «إعلان الحرية والتغيير» مسؤولية نية حمدوك الاستقالة من منصبه.
إلى ذلك، أشاد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بالدور الذي ظلت تضطلع به القوات المسلحة وذودها عن حياض الوطن، وبذل الغالي والنفيس لحماية أرضه وعرضه.
وهنأ البرهان لدى مخاطبته، أمس، بكلية القيادة والأركان، دارسي دورة القيادة والأركان المشتركة رقم (48)، الشعب السوداني وقواته المسلحة والقوات النظامية الأخرى بمناسبة إعلان الاستقلال من داخل البرلمان، والذكرى الثالثة لثورة ديسمبر المجيدة، والذكرى السادسة والستين لاستقلال السودان، والإخوة المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد.
وشدد البرهان على ضرورة مراجعة وتقييم الأداء خلال الفترة الماضية واستصحاب معاني التضحيات الجسام التي قدمها الرعيل الأول الذي صنع هذا الاستقلال، معرباً عن أمله أن ينتظم الجميع في ركب الوحدة والبناء والتطوير.
وأكد أن القوات المسلحة ستظل على العهد «صمام أمان»، بارة بقسمها في حماية السودان والمحافظة على أمنه وسلامته.
