عادي

«إنترنت الأشياء».. نقلة نوعية لإدارة سلاسل التوريد واللوجستيات

22:01 مساء
قراءة 3 دقائق
3

د. شيرين نصار *

أحدثت تقنيات «إنترنت الأشياء» نقلة ثورية في كل الصناعات في العالم، وأثبت أنها لا غنى عنها في مختلف الوظائف، فوفقاً لتقرير «فورتشن بيزنيس إنسايتس»، يتوقع أن تبلغ قيمة سوق إنترنت الأشياء 1463.19 مليار دولار بحلول 2027، مع إظهار معدل نمو سنوي مركب بنسبة 24.9% خلال فترة التوقعات، كما توقعت جارتنر أنه سيكون هناك 25 مليار جهاز متصل 2021.

وتلعب إنترنت الأشياء دوراً تقنياً مهماً في صناعة سلسلة التوريد، ومن المتوقع أن تكتسب الصناعة التطورات الإدارية المطلوبة من خلال إضافة قدرات إلى البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.

إضافة إلى ذلك، فإن جائحة «كوفيد 19» أكدت الحاجة القصوى إلى تبني التكنولوجيا، حيث أصابت الجائحة شركات عالمية بالشلل، وأجبرت مؤسسات كبرى على إعادة التفكير في نماذج أعمالها.

ويقدر حجم سوق إدارة سلسلة التوريد العالمية ب15.58 مليار دولار 2020، ومن المتوقع أن يصل إلى 17.41 مليار دولار 2021، بنمو سنوي مركب 12.09% من عام 2020 إلى 2026 ليصل إلى 30.91 مليار دولار 2026.

وللتغلب على تحديات مثل: إدارة النقل، وأوقات التسليم البطيئة، والتعامل غير الفعال مع المخزون وغيرها، أثبتت تقنيات إنترنت الأشياء أنها الحل الأمثل لمساعدة الشركات في خدمة عملائها بشكل أفضل وأكثر كفاءة.

ومن المتوقع أن تتجاوز القيمة السوقية الإجمالية المقدرة لإنترنت الأشياء تريليون دولار 2022، ومن المتوقع أن تشهد الخدمات اللوجستية إنفاقاً كبيراً في إنترنت الأشياء.

ووفقاً لشركة «ديلويت»، استثمرت في صناعة النقل أكثر من 70 مليار دولار حتى عام 2019، وركزت على أجهزة وبرامج تكنولوجيا المعلومات في الشاحنات، وفي ما يلي أمثلة لتطبيقات إنترنت الأشياء في مجال الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد.

تعد تقنيات التتبع والمراقبة إلى حد كبير، واحدة من أهم العناصر المدرجة في إدارة سلسلة التوريد.

ويمكن أن تساعد هذه التقنية المؤسسات في ضمان جمع المنتج وتخزينه وشحنه وتسليمه بشكل مناسب.

وتوفر مراقبة الشحنة أيضاً، شفافية معززة بين المورد وموفر الحلول اللوجستية والعميل. ويمكن توصيل التقنيات التي يتم تمكين نظام تحديد المواقع العالمي بها، وأجهزة استشعار درجة الحرارة بالشحن للمساعدة في تتبع موقعه وحالته.

ويتم نقل البيانات التي تم جمعها عبر البوابات إلى منصة، حيث يمكن لمشغلي الأساطيل ومناولي الشحن، مراقبة الشحنات وإدارتها. وإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الحلول التي تساعد في مراقبة الشحنات مفيدة أيضاً أثناء اضطرابات سلسلة التوريد التي يمكن أن تحدث بسبب ظروف غير متوقعة.

وتعد إدارة المخزون جانباً مهماً من جوانب إدارة سلسلة التوريد. ويعد الاحتفاظ بالمخزون وإدارته مهمة هائلة لأي منظمة لوجستية. مع إدخال إنترنت الأشياء في إدارة المخزون، أصبح الآن متقدماً تقنياً ويدعم القطاع بشكل إيجابي.

في الواقع، وجد تقرير صادر عن معهد ماكينزي العالمي أن المساهمات المحتملة لإنترنت الأشياء في إدارة سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية، يمكن أن تراوح بين 560 و850 مليار دولار سنوياً بحلول 2025.

وتسمح إنترنت الأشياء في إدارة الأسطول لمشغلي الأساطيل بأتمتة العمليات المختلفة وتخطيط الرحلات. وتعتمد صناعة سلسلة التوريد على العديد من آليات الحركة، من الرافعات وشاحنات التوصيل إلى الرافعات الشوكية.

وترسل المركبات المجهزة بأجهزة الاستشعار إشارات آلية وتنبيهات إنذار مبكر عندما تحتاج الأجزاء المراقبة إلى صيانة أو على وشك الانهيار.

إن ربط هذه الآلات المستخدمة بشكل متكرر بأجهزة الاستشعار التي تجمع وتزود تلقائياً بيانات الصحة والسلامة الخاصة بالآلات يمكن أن يساعد الشركات على تجنب الأضرار ومشكلات الأداء والأعطال المفاجئة.

ويمكن أن تفرض آلية وأسلوب التسليم، تكاليف وأعباء مادية على مزودي حلول سلسلة التوريد وتتطلب مزيداً من الاهتمام، ويمكن أن يكون عرضة للأخطاء مع إنترنت الأشياء، ويمكن تحسين التسليم عند الميل الأخير على نطاق واسع. إضافة إلى ذلك، يلعب تسليم المنتجات في الميل الأخير دوراً مهماً في إرضاء العملاء.

وعلى الرغم من ذلك تواجه إنترنت الأشياء تحديات تعيق تنفيذها على نطاق واسع، وأحد الأسباب الرئيسية للتبني البطيء لإنترنت الأشياء، هو الافتقار إلى الفهم والثقة، إضافة إلى مخاطر أمنية مع وجود عدد كبير من الأجهزة المتصلة بشبكات مختلفة، وقد تشكلها هذه الأجهزة، وتعقيد إدارة جوانب الأمن السيبراني.

* المدير العالمي للدراسات اللوجستية في جامعة «هيريوت وات دبي»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"