«كورونا».. بين الهلع والحذر

04:07 صباحا
قراءة دقيقتين

فيما يوسع فيروس «كورونا» انتشاره في دول جديدة، ويحصد المزيد من الضحايا، وتتواصل الجهود الدولية لاحتوائه والسيطرة عليه، فإن العالم يقف أمام حالتين متناقضتين؛ الهلع والخوف من جهة، والحذر والحيطة من جهة أخرى.
من حق الناس أن يخافون نظراً لطبيعة هذا الفيروس غير المعروفة، ولعدم اكتشاف الأدوية الشافية له حتى الآن، وللعدد المتزايد من المصابين به. لكن في المقابل يجب ألا يتحول الخوف إلى مرض بحد ذاته، لأنه يذهب بالعقل ويشل الإرادة والحركة. وقد قيل: «لا بد من التغلب على الخوف كي نعيش الحياة».
يجد العالم نفسه أمام فيروس جديد، وتسعى كل الدول التي انتشر فيها أو لم ينتشر إلى بذل كل جهد ممكن للسيطرة عليه واحتواء مفاعيله، من منطلق الإصرار على مواجهة الخطر وحماية الإنسان، والعمل في إطار التعاون والتكافل الإنساني، باعتبار أن هذا الفيروس لا يهدد بلداً بعينه، إنما خطره عابر للحدود والأجناس والألوان والملل، مثله مثل الإرهاب والتعصب والعنصرية.
إذاً، المطلوب في حالة كهذه، المزيد من الوعي والحيطة والحذر باعتبارها طريق السلامة، والمدخل الصحيح للتغلب على هذا الفيروس الخبيث، وعدم الانجرار وراء الشائعات، أو تصديق التخاريف والأقاويل والأكاذيب التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي حول الفيروس، والتي لا تستند إلى أي منطق، أو تفسير علمي صحيح.
مختبرات ومستشفيات العالم تعمل ليل نهار بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وبتعاون الدول مع بعضها على اتخاذ كل الخطوات الممكنة لمحاصرة هذا الوباء وهزيمته، وهي لا شك ستنجح في وقت قريب في اكتشاف العلاج الشافي والقضاء عليه، مثلما تمت مواجهة أمراض أخرى وتغلبت عليها.
فالعقل البشري بلا حدود، وهو قادر على الإبداع والاختراع وتحقيق المستحيل، وكذلك إرادة الإنسان.
لعلنا نتذكر، أن فيروس «إيبولا» أودى بحياة أكثر من خمسة آلاف شخص في الدول التي تفشى فيها، ومعدل نسبة الوفيات بين المصابين بلغ خمسين في المئة، في حين أن نسبة الوفيات بين المصابين بفيروس «سارس» بلغت نحو عشرة في المئة. وهذا يعني أن فيروس «كورونا» ليس أخطر من غيره، كما يعني أن حالة الهلع التي تجتاح العالم ليست مبررة، طالما أن الإنسان قادر على هزيمة «كورونا» كما هزم غيره من الأوبئة والأمراض.
إن الوعي بهذا المرض، والإيمان بالعلم والعقل، والتمسك بالإرادة والقوة، واتخاذ ما يلزم من وسائل الحيطة والحذر، كلها مقدمة للانتصار على «كورونا» وغيره من الأمراض الحالية أو التي قد تستجد.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"