عادي

قمة مستقبل الغذاء تختتم أعمال نسختها الأولى في دبي

00:05 صباحا
قراءة 4 دقائق

اختتمت أعمال قمة مستقبل الغذاء في مركز دبي للمعارض في موقع إكسبو 2020 دبي والتي استمرت يومين، بمشاركة نخبة من أبرز صناع السياسات في القطاع العالمي والذين توحّدت كلمتهم تحت شعار الشمولية والإبداع والابتكار كحلول فاعلة للوصول إلى أنظمة أغذية مستدامة، وضمان إنتاج غذاء عالي الجودة للجميع في ظل النمو المتزايد لسكان العالم.

جمعت القمة على مدار يومين نخبة من قادة العالم والمبتكرين والشركاء العالميين والمنظمات الدولية، وفي مقدمتها البنك الدولي، وعدد من أبرز الأطراف والجهات العالمية المعنية بالقطاع، لدراسة ملامح المشهد المستقبلي للأمن الغذائي، وطرح حلول للتحديات المتنامية في هذا المجال.

وألقى جابرييل فيريرو واي دي لوما - أوسوريو رئيس لجنة الأمن الغذائي العالمي كلمة في اليوم الثاني من منتدى قادة العالم، أشار فيها إلى أن الذكاء الاصطناعي والتطبيقات وعلوم البيانات والأتمتة أتاحت مستوى غير مسبوق من الابتكار في الأنظمة الغذائية، ما أدى إلى نمو الإنتاج بنسبة تتجاوز 150% مقابل زيادة بنسبة 13% فقط في استخدام الأراضي مقارنة بعام 1960.

وشجّع الجهات المعنية في القطاع على تبنّي رؤية شمولية وإرساء شراكات على نطاق أوسع بهدف إطلاق العنان لآفاق الابتكار وضمان حماية منتجي الأغذية.

وقال: «لا تزال أنظمتنا الغذائية تواجه تحديات معقدة فالابتكارات الحالية لا يمكن تطبيقها لدى الجميع.. كما أننا بحاجة إلى تعزيز الابتكار في طرق حوكمة الأنظمة الغذائية على الصعيد المحلي والوطني والعالمي.. يقوم الابتكار في الحوكمة على دراسة النظام الغذائي وربطه بحوكمة القضايا الأخرى من الطاقة والمياه والبيئة والمناخ والعمل إلى التعليم وحماية المجتمع والمستهلكين.. كما يولي أهمية كبيرة لتشجيع البرامج والحلول المخصصة وتوفيرها لأصحاب المزارع الصغيرة والعائلات التي تعمل بالزراعة مع استثمار النماذج المحلية والأصلية».

وأضاف: «يستند الابتكار في الحوكمة إلى مشاورات شاملة واتخاذ قرارات مدروسة بالإجماع وتمكين مجموعة متنوعة كاملة من الجهات المعنية، بما في ذلك أصحاب المزارع الصغيرة والعائلات التي تعمل بالزراعة والسكان الأصليين من خلال أطر العمل وعمليات صنع القرار الشاملة.. فسبيلنا الوحيد لمواجهة التحديات هو الابتكار في حوكمة الأنظمة الغذائية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».

بدوره قال الدكتور خوان كارلوس موثمايور، المدير التنفيذي لقطاع الغذاء - نيوم إن الإبداع قد يشكل عاملاً مهماً في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، وأوضح أن منطقة مجلس التعاون الخليجي تملك تاريخاً طويلاً في التعامل مع الظروف التي تحد من إنتاج الغذاء ونوه بقدرتها على تغيير قواعد اللعبة والمساهمة في صناعة الغذاء عبر طرح حلول مستدامة تتكيف مع تحديات التغير المناخي.

وأضاف أن شركات المنطقة بوسعها الاستفادة من التقنيات المتاحة لإيجاد حلول نموذجية لإنتاج الغذاء، مع التقليل من الآثار البيئية الضارة الناجمة عن استخدام الأراضي والمياه.

وقال إن زراعة كيلو جرام واحد من الطماطم بالطريقة التقليدية تتطلب نحو 100 لتر من الماء، أما في حالة استخدام الأنظمة التقنية التي تعمل على تطويرها نيوم فإن زراعة نفس المقدار من الطماطم لا يحتاج لأكثر من 4 لترات من الماء.

وأكد قدرة المنطقة على قيادة مستقبل الغذاء في ظل توافر الإرادة السياسية الصلبة والتركيبة السكانية الجذابة والقوة الشرائية المستدامة، لدعم تطوير التقنيات الناشئة.

ومن بين الجلسات التي استأثرت بالاهتمام خلال ثاني أيام القمة حلقة نقاشية بعنوان «تمويل ابتكارات التكنولوجيا الزراعية والغذائية - دعم الشباب والنساء» وسلطت الضوء على جوانب متعددة وشاملة حول التحول في صناعة وإنتاج الغذاء في مواجهة تحديات الأمن الغذائي وأكدت أن الابتكار التكنولوجي، يذلل العقبات نحو مستقبل آمن للغذاء إلا أن الاستثمار الأكبر يكون في إشراك الشباب والنساء في قيادة دفة التغيير والتحول نحو إنتاج الأغذية الزراعية المستدامة.

وتطرق كلاي جلينفورد سويتينغ وزير الزراعة والموارد البحرية في جزر الباهاماس إلى التحديات التي تواجهها البلاد في جذب الشباب إلى القطاع الزراعي، حيث إن غالبية العاملين فيه يتجاوز عمرهم 60 عاماً مشيراً إلى تكاليف الغذاء المرتفعة وتحديات المناخ التي قد تتسبب بكارثة وشيكة.

وأضاف أن معظم السكان في جزر الباهاماس لا يجدون القطاع جذاباً كونه لا يدر الكثير من الأرباح والعائدات فهم معرضون لمخاطر عالية.. وقد يكون للتأمين دور بالغ الأهمية في هذا الإطار وتأمين المزارعين للتخفيف من المخاطر.. وتتيح كندا للمزارعين تمويلاً حكومياً ويتعين الاستفادة من تجربتهم وإيجاد المحفزات التي تدفع الشباب للدخول إلى هذا المجال.

وأوضحت كريستين جولد المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة ثوت فور فود أهمية تعزيز الوعي حول الفرص الكبيرة التي توفرها الصناعة واعتماد آليات فعالة في اجتذاب الشرائح المجتمعية المختلفة للانخراط في القطاع.

واستضافت وزارة التغير المناخي والبيئة قمة مستقبل الغذاء والمعرض العالمي للتقنيات الزراعية والابتكار بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).

وأطلقت سفيرة برنامج الأغذية العالمي الشيف الشهيرة منال العالم والمساهمة في مبادرة «غذاء جيد للجميع» حملة جديدة خلال القمة بعنوان: «غذاء جيد لأجيال الحاضر والمستقبل» بالتعاون مع «مانيفستو الطهاة»، لتسليط الضوء على ضرورة استخدام المكونات المتنوعة بيولوجياً ودمج العديد من المنتجات المدرجة، ضمن تقرير أطعمة المستقبل الخمسين.

ومن المقرر بثّ المبادرة على موقع يوتيوب وتستعرض وصفات تشجع المشاهدين على تناول طعام صحي وصديق للبيئة، باستخدام مكونات وطرق بسيطة، يمكن إضافتها إلى الأطباق المفضلة في الشرق الأوسط، لتعزيز قيمتها الغذائية من جهة، وتبني أسلوب مستدام من جهة أخرى. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"