عادي

تعرضت للتنمر في الصغر.. فاستخدمت «الفن» لمساعدة أصحاب الهمم

13:49 مساء
قراءة 3 دقائق

(رويترز)

ولدت بتشوه خلقي في أصابع يديها وقدميها، الأمر الذي جعلها تعاني التنمر والسخرية في صغرها، فقررت أن تساعد الأطفال «أصحاب الهمم» على اكتساب الثقة في أنفسهم.. فما القصة؟

التونسية شيماء قدور راقصة باليه وعازفة قانون وأستاذة موسيقى، تعرضت للتنمر والسخرية في طفولتها، فقررت أن ترد على من سخروا منها بطريقة إيجابية، هي أن تتقن شيئاً صعباً وتنبغ فيه فيتمنوا لو أنهم، في مثل نبوغها.

شيماء قررت أن تتعلم رقص الباليه، وفي سن الثامنة، تعلمت العزف على القانون دون أن تدرك أنه سيصبح حياتها بعد نحو 20 عاماً.

الشابة التونسية، أسست مركز (بيو-آرت) الثقافي وهو مركز تونسي خاص لتعليم الأطفال الصغار ذوي الاحتياجات الخاصة والطبيعيين الرقص والعزف على الآلات الموسيقية والغناء، وتطمح لتعليم الأطفال كيفية اكتساب الثقة في أنفسهم من خلال الفن.

بدأت شيماء إنشاء المركز منذ ست سنوات، وهو المكان الذي وصفته بأنه «حلم كبير» حيث تأمل أن يتمكن الأطفال أمثالها من المضي قدماً على الرغم من إعاقاتهم والعقبات التي يواجهونها بسبب ظروفهم الصحية.

وعن قصة حياتها، قالت شيماء قدور، في تصريحات ل«رويترز»، «ولدت بتشوه خلقي في أصابع يدي وساقي، منذ الصغر تعرضت للكثير من التنمر والأشياء السيئة من الكبار وأيضاً صغار السن».

وتابعت قائلة: «هذا التنمر قد ترك في داخلي غصة لكنني تمالكت نفسي وقررت أن الحل الوحيد لأفرض نفسي بالنسبة لهؤلاء ونوعاً ما آخذ بثأري قليلاً من استهزائهم بي أو احتقارهم لي هو أن أنجح في شيء صعب لأن الموسيقى والرقص النجاح فيهما مختلف عن أي شيء آخر».

واستطردت قائلة «الباليه بالنسبة لأصابع قدمي كان أصعب كثيراً من العزف على القانون بأصابع يدي، لأنها كانت من الأشياء التي ضحيت من أجلها وقمت بالعديد من العمليات الجراحية، لكنها من الأشياء التي أحبها كثيراً. لذلك السبب صممت لأتعلمها واليوم أنا سعيدة جداً لأنني أكوّن العديد من الراقصين بمستوى عالمي».

وفي ما يتعلق بالمعاناة التي لازمتها كثيراً والمصاعب التي واجهتها أثناء تعلمها قالت شيماء، «في الكثير من الأوقات فكرت في ترك الرقص عندما تضحك الفتيات عني أو لا يردن التحدث معي، لقد كنت أتدرب في برنامج ياباني وكان هناك 11 أستاذاً ، وقد كان هناك 3 أساتذة لم يقبلوا بي فقد كانوا يخفونني».

وعن تأسيسها للمركز، قالت «المركز الثقافي الخاص بي عبارة عن حلم كبير وقديم وقد كانت قوة وشجاعة لأنني قمت بفتحه، نحن نستقبل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأطفال الطبيعيين».

وأضافت شيماء، «من خلال هذا المركز أطمح لتعليم كل الأطفال الفن لأنه يساعدهم على اكتساب الثقة والطموح وتعلم الكثير من القيم الإنسانية».

وتوضح والدة إحدى الفتيات اللائي يدرسن في مركز شيماء الدور الإيجابي الذي تقوم به الفتاة لمساعدة ابنتها، ومثلها الكثير من الأطفال، فتقول السيدة راضية ذويبي، وهي أم إحدى الطالبات بالمركز الثقافي، «أنا تجربتي مع شيماء يوم قبلت بابنتي سارة لأنه ليس كل الناس يستطيعون قبول طفل استثنائي، لكن شيماء آمنت بها وباستعمال الفن وهو الموسيقى، الرقص، والرسم، سمحت لسارة بإخراج أحسن ما فيها، وقد كان للفن دور إيجابي كبير في حياتها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"