عادي
أوراق قضائية

خطيئة خادمة

23:24 مساء
قراءة 3 دقائق
محكمة

كتبت: آية الديب
عند استقدام عاملة منزلية جديدة، عادة ما يكون التخوف من مهاراتها في إنجاز أعمال المنزل أو أمانتها والخوف من سرقة أي شيء من مقتنيات المنزل، أو قدرتها على التعامل مع الأطفال ورعايتهم، إلا أن بعض الخادمات أصبحن سبباً في أضرار أخرى للأسر يصعب التنبؤ بها.
«فاطمة» أم لابنة وصل عمرها إلى 30 عاماً ومع انشغال الأم والابنة في أعمالهما يومياً خلال ساعات النهار بات وجود خادمة في المنزل أمراً ضرورياً يصعب الاستغناء عنه، وبالفعل استعانتا بأحد المكاتب المعروفة لاستقدام العمالة، وأجرتا مقابلات إلى أن اختارتا معاً خادمتهما وقامت الأم بكفالتها ووفرت لها الإقامة في الدولة.
ومنذ الأيام الأولى لعمل الخادمة في المنزل، لاحظت الأم والابنة أن الخادمة تجيد أعمال التنظيف والكي، بشوشة الوجه ولديها حسن تصرف وهو ما بث في قلبيهما الطمأنينة تجاهها، وبعد مرور 3 أشهر لاحظتا اهتمام الخادمة غير المعتاد ببشرتها وأناقتها ورائحة جسدها، وإقبالها على شراء العطور ومساحيق التجميل، ولم تهتما بذلك فليس لديهن رجال وشباب في المنزل للخوف عليهم من اهتمام الخادمة بذاتها.
وذات يوم كانت الأم تعاني آلاماً في المفاصل، حرمتها من النوم وظلت مستيقظة حتى صباح اليوم التالي، وخلال أدائها صلاة الفجر سمعت صوتاً لغلق باب، فخرجت من غرفتها بعد الصلاة للاطمئنان على ابنتها إلا أنها وجدتها مستغرقة في النوم فاعتقدت أنه ربما تهيأ لها ذلك.
وبعد مرور أسبوع تفاجأت الأم بأن ابنتها تخبرها خلال تناول وجبة الفطور معاً بأنها سمعت صوتاً في المنزل الليلة السابقة حينما استيقظت لدخول دورة المياه وأنها دخلت عليها حينها ووجدتها مستغرقة في نومها.
دارت الشكوك حول الخادمة، فلماذا تكون مستيقظة في هذا التوقيت وبصورة متكررة، على الرغم من أنها تكون متعبة من أعمال التنظيف اليومية المرهقة وأنهما لا تطلبان منها الاستيقاظ قبل الثامنة صباحاً.
ومع تكرار الموقف لمرة ثالثة قررت كل من الأم والابنة مراقبة الخادمة خلال هذا التوقيت، من خلال تسجيل كاميرات المراقبة التي قامتا بتثبيتها أعلى الدرج المؤدي إلى غرفة الخادمة، وبصورة غير ملحوظة حتى لا تنتبه الخادمة لها، وبعد أسبوع ومع مراجعة ما سجلته كاميرات المراقبة، اكتشفت الأم والابنة بأن الخادمة تدخل رجالاً من الجنسية الآسيوية إلى الفيلا بصورة شبه يومية.
وعلى الفور رفعت كل من الأم والابنة دعوى قضائية جزائية بحق الخادمة، أشارتا فيها إلى أن الخادمة تعمل لديهما وعلى كفالة الأم في الفيلا المملوكة للابنة، وأن الخادمة قامت بإدخال رجال من الجنسية الآسيوية للفيلا دون علمها بشكل مستمر بغرفة الخادمات، وقضت المحكمة الجزائية بإدانة الخادمة ومعاقبتها بغرامة ألفي درهم وفق حكم نهائي وبات.
ورفعت الأم والابنة بعدها دعوى قضائية مدنية طالبتا فيها بتعويض 60 ألف درهم عما لحق بهما من أضرار مادية ومعنوية جراء فعل الخادمة، والذي يتمثل في تعريض حياتهما للخطر من خلال دخول أشخاص للفيلا دون علمهما والتأثير في سمعتهما لدى الجيران وانتهاك حرمة مسكنهما.
أما المحكمة المدنية فارتأت أن المدعيتين (الأم والابنة) لم تبينا ماهية الأضرار المادية التي لحقت بهما، ولم تقدما أي بينة على الخسائر التي تكبدتها أي منهما، ورفضت تعويضهما عن الأضرار المادية بينما أيدت حقهما في التعويض المعنوي، وقضت بإلزام الخادمة بتعويضهما بمبلغ 15 ألف درهم عن الأضرار المتمثلة في انتهاك خصوصيتهما وانتهاك حرمة مسكنهما من خلال دخول أشخاص غرباء للفيلا دون علمهما، بما كان من شأنه الإساءة لسمعتهما لدى الجيران والآخرين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"