عادي
العالم يهدر نحو ثلث ما ينتجه سنوياً

«المليار وجبة» أول الغيث.. وقف هدر الطعام يقضي على الجوع

17:50 مساء
قراءة 4 دقائق

الإسهام في القضاء على الجوع في العالم، هدف نبيل وضعته مبادرة «المليار وجبة» التي تنفذها «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» على رأس أولوياتها، عبر استهدافها توفير الدعم الغذائي في 50 دولة.

وكان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أعلن في 10 مارس الماضي مبادرة «المليار وجبة»، لتكون امتداداً وتطويراً لمبادرتي «100 مليون وجبة» و«10 ملايين وجبة»، بعد نجاحهما في العامين الماضيين، في المساهمة في توفير شبكة أمان غذائي للفقراء والجائعين،لأن ذلك مسؤولية أخلاقية والتزام إنساني من دولة الإمارات للعالم.

هدر أطعمة تطعم ملياري إنسان

وكشفت دراسات حديثة، عن تحدي الجوع وهدر الطعام، أن هناك 9 ملايين يموتون جوعاً في العالم سنوياً، بحسب إحصاءات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

وفي الوقت نفسه، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، يهدر طعام تقدر قيمته بتريليون دولار، أي ما يكفي لإطعام ملياري شخص، أي أكثر من ضعف عدد الذين يعانون الجوع ونقص التغذية في كل أنحاء العالم، وهو ما يؤكد أن هناك حاجة متزايدة لجهود القضاء على الجوع، بالتزامن مع مبادرات وقف هدر الطعام ليصل إلى الفئات الأكثر احتياجاً.

وأشارت الإحصاءات إلى أن العالم يهدر نحو ثلث ما ينتجه من الطعام سنوياً، حيث إن نحو 33 % من مجموع المواد الغذائية التي تنتج كل عام، تبدّد أو تتلف قبل استهلاكها.

8.9 % من العالم يعانون الجوع

وفيما تؤكد الدراسات أن الجوع تحدٍّ عالمي سائد تزداد وطأته عاماً بعد عام، أفاد تقرير مفصل صادر عن الأمم المتحدة، أن هناك أكثر من 690 مليوناً عانوا الجوع خلال عام 2019، أي نحو 8.9% من سكان العالم، بزيادة سنوية 10 ملايين، ونحو 60 مليوناً في خمس سنوات، حتى قبل جائحة «كورورنا».

واليوم تشير تقارير مؤسسات دولية متخصصة في العمل الإغاثي إلى أن أعداد الذين يعانون المجاعات أو «الجوع الكارثي» تضاعف 6 مرات، من نهاية عام 2019 وحتى يونيو 2021، بسبب الجائحة وتداعياتها العميقة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات الهشّة والأقل دخلاً.

الأطفال من أشد المتأثرين

وذكر تقرير مشترك بعنوان «تقديرات سوء تغذية الأطفال»، صادر بالتعاون بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونسيف»، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، أن 191 مليون طفل دون سن الخامسة تأثروا بإعاقات في النمو أو الهزال، في عام 2019 وحده، بسبب الجوع وسوء التغذية.

الأمن الغذائي والتغذية

وكان تقرير مشترك آخر بعنوان «حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2020» صدر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة، وحذّر من أنه في حال بقاء المعدلات على وضعها الحالي، فإن العدد التقديري للمتضررين من الجوع بحلول عام 2030، سيصل إلى 840 مليوناً، يمثلون 9.8 % من سكان العالم.

أكثر الدول تضرراً

وتؤكد منظمة «الفاو» في تقريرها الدولي السنوي الخاص بأزمات الجوع، أن قائمة البلدان العشرة التي لديها أكبر عدد من الأشخاص في مرحلة انعدام الأمن الغذائي في عام 2021 هي بالترتيب: جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأفغانستان، واليمن، ونيجيريا، وإثيوبيا، وسوريا، والسودان، وجنوب السودان، ومجموعة دول الساحل (تضم بوركينا فاسو ومالي والنيجر)، وهاييتي.

وبالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تشير تقديرات للأمم المتحدة إلى أن هناك نحو 55 مليوناً يعانون سوء التغذية، أي بنسبة 12 % من سكان المنطقة.

تحدي هدر الطعام

وفي مقابل هذه البيانات المقلقة التي تعبر عن مدى عمق مشكلة الجوع وغياب الأمن الغذائي في العالم، واتساعهما، أكدت الدراسة أن هدر الطعام تحدّ كبير عالمي وإقليمي، وهو ما تؤكده منظمة «الفاو». لافتةً إلى أن الطعام المُهدر كل عام قيمته تريليون دولار، ووقف هذا الهدر سيؤدي إلى الحفاظ على ما يكفي من الغذاء لإطعام ملياري شخص، أي أكثر من ضعف عدد الذين يعانون الجوع ونقص التغذية في العالم.

وأشار تقرير «مؤشر هدر الطعام 2021» الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أن إيقاف هدر الطعام يمكنه أن ينقذ بيئة الكوكب ويحدّ من تغيّر مناخه واستنزاف موارده، في وقت يهدر فيه العالم نحو ثلث ما ينتجه من الطعام سنوياً، حيث إن النسبة نفسها من مجموع المواد الغذائية المنتجة كل عام تبدّد أو تتلف قبل استهلاكها.

ويؤكد التقرير أن ما نسبته 8 إلى 10 % من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، تتسبب بها الأغذية التي لا تستهلك، ولو كان الطعام المهدر بلداً، فسيكون ثالث أكبر منتج لثاني أكسيد الكربون في العالم، بعد الولايات المتحدة والصين.

أهداف «مليار وجبة» النبيلة

وفي ضوء البيانات الصادمة المشار إليها عن الجوع وهدر الطعام في المنطقة والعالم، فإن مبادرة «مليار وجبة»، تستهدف استثمار النجاح الذي فاق التوقعات لحملة «100 مليون وجبة» التي جرت في رمضان الماضي، وتمكنت من تخطي مستهدفاتها وجمع تبرعات لتوفير 220 مليون وجبة، وزّعت بالكامل في عدد من دول العالم، وعبر مبادرة «المليار وجبة» سيعمل على استكمال العدد الإجمالي للوجبات إلى مليار، للمساهمة في مكافحة الجوع وسوء التغذية في عدد من المناطق الأشدّ احتياجاً، خاصة لدى الفئات الضعيفة من النساء والأطفال واللاجئين والنازحين، وضحايا الكوارث والأزمات، أي أنه ستجمع تحت مظلة «مليار وجبة» تبرعات ومساهمات لتوفير 780 مليون وجبة إضافية، وتوزيعها في عشرات الدول.

4 وسائل للتبرع

وتستقبل مبادرة «المليار وجبة» التبرعات عبر أربع قنوات معتمدة هي الموقع الإلكتروني www.1billionmeals.ae والتحويل المصرفي لحساب مبادرة «المليار وجبة» على رقم الحساب المعتمد: AE300260001015333439802 في بنك الإمارات دبي الوطني بالدرهم الإماراتي. أما في حال الرغبة بالتبرع بدرهم واحد يومياً للمبادرة من خلال اشتراك شهري، يمكن إرسال رسالة نصية بكلمة «وجبة» أو «Meal» على الرقم 1020 لمستخدمي شبكة «دو» أو على الرقم 1110 لمستخدمي شبكة «اتصالات» في الإمارات. كما يمكن التبرع بالتواصل مع مركز اتصال مبادرة «مليار وجبة» على الرقم 8009999. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"