عادي
حللوا 95 حالة الـ 20 عاماً الماضية

باحثو «جامعة خليفة» يكشفون أسباب زيادة الأمطار في الإمارات

21:45 مساء
قراءة دقيقتين
عقب الأمطار خلال فصل الربيع في الإمارات

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

كشف فريق بحثي من مختبر العلوم الجيوفيزيائية والبيئية في "جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا" في أبوظبي، نتائج دراسة أمطار فصل الربيع في دولة الإمارات، خلال ال 20 عاماً الماضية، حيث وجدوا زيادة في كمية الأمطار في فصل الربيع، في المرحلة الحالية، مقارنة بالعقود الماضية، وحددوا نتائج خصائص الأحوال الجوية، ليتسنى لهم التنبّؤ ونمذجة هذه المرحلة الماطرة.

وأوضح الفريق، أن النتائج أسهمت في تفسير حدوث تلك الأمطار والتنبّؤ بها مستقبلاً، لارتفاع درجات الحرارة وتسارع دورة المياه عالمياً، مؤكدين أن ارتفاع درجات الحرارة العالمي يسهم في إطالة مدة سقوط الأمطار في فصل الربيع وتكرار حدوثها.

وأشارت الدكتورة ديانا فرنسيس، بقسم العلوم الجيوفيزيائية والبيئية، والكاتبة الرئيسة في هذه الدراسة، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يسهم في زيادة الاحتفاظ بكميات المياه، ما يعني سقوط الأمطار لمدة أطول، ليعود بالفائدة على منطقة تُعرف بقلة الأمطار، وقد يشكل سقوط الأمطار لأوقات طويلة، وبشكل متكرر، ضرراً على المدينة لعدم جاهزية البنية التحتية للتصدي للكميات الهائلة.

وقام الفريق البحثي والمكون من الدكتور ناريندرا نيللي، زميل دكتوراه، والدكتورة ديانا فرنسيس، عالمة بحثية أولى ورئيسة مختبر العلوم الجيوفيزيائية والبيئية، والدكتور ريكاردو فونسيكا، زميل دكتوراه، ومايكل ويستون، مهندس بحثي، والدكتور يوسف وهبي، مدرس مساعد في بحوث الدراسات العليا، وطه الحوصري، من المركز الوطني للأرصاد بتحليل 95 حالة لسقوط الأمطار، خلال الربيع التي أثرت في الدولة بين عامي 2000 و2020.

وأوضح الفريق أن الأنظمة المناخية في دولة الإمارات، تعرف بأنها أنظمة الحمل الحراري المتوسطة المدى، وهي مجموعة من العواصف التي تتحرك كنظام واحد، ولتطوير بيئة شديدة الجفاف، لا بدّ من توافر مجموعة من العوامل المحلية والإقليمية وتشمل تدرجاً حاداً بدرجات الحرارة على سطح الأرض، بين اليابسة والمناطق المحيطة بها، فإذا التقى الهواء البارد القادم من البحر، بالهواء الحار القادم من الصحراء، تظهر احتمالية تشكل أنظمة الحمل الحراري متوسطة المدى.

وقال الدكتور ناريندرا «تشمل أنظمة الحمل الحراري المتوسطة المدى في المناطق القاحلة، معظم عمليات سقوط الأمطار السنوية، وترتبط بشكل وثيق مع الأمطار الغزيرة التي تسبب الفياضانات والانهيارات الأرضية، وما يرافق ذلك من اضطرابات في الحياة اليومية، حيث أسهمت الأحوال الجوية القاسية الماضية في منطقة شبه الجزيرة العربية، في حدوث تأثيرات مدمّرة على السكان المحليين، لذلك، يعدّ فهم تلك الأنظمة الجوية وطريقة تطورها، أمراً في غاية الأهمية، لتسهيل محاكاتها والتنبّؤ الصحيح بحدوثها مستقبلاً».

ووجدت الدراسة أن الأنظمة التي تحدث خلال فصل الربيع، هي نتاج دورة المياه العالمية التي تتجمع في الغلاف الجوي للدولة، على العكس من أنظمة الحمل الحراري في الصيف التي تتطور محلياً. وأضاءت الدراسة على المدة الزمنية لتلك الأنظمة التي تتزايد مسببةً كميات كبيرة من الأمطار.

يذكر أن الفهم الأفضل لأسباب حدوث الأنظمة في منطقة قاحلة خطوة مهمة تجاه التنبّؤ الدقيق بها وتحقيق الفائدة المرجوّة من سقوط الأمطار المصاحب لها، لا سيما أنه من المتوقع تكرار حدوثها نتيجة التغيرات المناخية العالمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"