عادي

الابن المدلل

01:28 صباحا
قراءة دقيقتين

كتب: أمير السني

يعيش (ر.أ) في منزل فخم، وينعم بالرفاهية والدلال منذ صغره، فوالده من الأثرياء ولديه شركات داخل البلاد وخارجها، ويمتلك الابن مصروفاً كبيراً في جيبه، وكان يحصل على كل ما يريد بسهولة، ووالده كان لا يرفض له طلباً، كان يعطيه أي مبلغ يحتاج إليه ظناً منه أن ابنه يستخدم هذا المال في تحسين مستواه التعليمي في الجامعة، ولا يكتفي والده بذلك بل يشترى له السيارات من آخر الموديلات.

وتعرف (ر.أ) إلى أصدقاء سوء، كانوا يتعاطون المخدرات ويتناولونها أمامه ثم شيئاً فشيئاً، قرر أن يجرب، حيث إن رؤيته لأصدقائه وهم يضحكون، ويستمتعون بالمخدرات شجعته على أن يجربها،ويرجع إلى البيت، في ساعات متأخرة من الليل ولم يكن أحد من أسرته يسأله أين كنت؟ وماذا كنت تفعل؟

وأصبح (ر.أ) مدمناً شرهاً للمخدرات،وما جعله يستمر في هذا الأمر هو إهمال أسرته، فوالده ووالدته يجلسان معه عندما يكون في حالة هدوء ولا يبدو عليه شيء، ولم يلاحظ أحد من أخوته حالته، وكان يحرص أن يخفي أي شيء يمكن أن يكشفه.

وفي يوم من الأيام رجع (ر.أ) إلى البيت في ساعة متأخرة من الليل، وقد كان والده مستيقظاً ينتظر ابنه، وعندما دخل البيت كانت حالته متدهورة جداً، وآثار تعاطي المخدرات واضحة عليه، فسأله والده عن حاله فطمأنه وقال له إنه بخير، ولكن الوالد لم يقتنع بالإجابة وتركه يذهب إلى غرفته، وبعد فترة دخل عليه في الغرفة فوجده نائماً، فحاول أن يوقظه لكنه كان غارقاً في النوم، فقام بتفتيش جيوبه بعد أن شك في أنه يتعاطى شيئاً، ووجد لفافة، وأخذها واتصل بطبيب الأسرة الذي يتعامل معه، وطلب منه الحضور على وجه السرعة وأخبره عبر الهاتف حول شكوكه، وتحرك الطبيب تجاه منزل الأسرة واستقبله الوالد وذهب معه إلى غرفة الابن.

وقام بالكشف عليه والابن في نوم عميق أشبه بالغيبوبة، وأخبر الطبيب الوالد أن العلامات الأولى تدل على تعاطي الابن مواد مخدرة، ولكن يجب فحص عينة الدم وبالفعل أخذ عينة دم وذهب بها إلى المستشفى وعلى وجه السرعة طلعت النتيجة بوجود مواد مخدرة بالفعل، وعندها أصيب الأب بالصدمة من هول المفاجأة، لم يتمالك نفسه ودخل في نوبة من البكاء بعد أن عرف أن ابنه مدمن مخدرات، فطلب من الطبيب الشروع في معالجة ابنه.

وشرع الطبيب في إجراءات دخول (ر.أ) إلى مركز علاج الإدمان والذي يتطلب إجراءات لدى الشرطة أولاً، والتي استدعت والده ووالدته، وبالتحري معهما سلم الوالد اللفافة المخدرة، وأرشد على أصدقاء ابنه الذين كان يخرج معهم، ودخلوا جميعهم في دائرة التحري وألقى القبض على بعضهم بعد أن ثبت تعاطيهم المخدرات، وتم تقديم الشباب بمن فيهم (ر.أ) إلى المحكمة التي قضت بسجنهم عامين، وإخضاعهم للعلاج خلال تلك الفترة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"