صيدلية أبواب الخير

من يريد فعل الخير لا يوقفه شيء، ولا تعجزه الوسيلة، بل يبتكرها ابتكاراً، وهذا ما عملته بالفعل جمعية دار البر، حيث افتتحت صيدلية وقفية تحت مسمى «أبواب الخير»، تقدم أدوية محددة مجاناً لمن يعانون الأمراض المستعصية والخبيثة الخطرة، ولا يتمكنون من تحمل كلفة شرائها لارتفاع أسعارها، بل يتم إيصال تلك الأدوية إليهم بشكل مجاني كذلك، فما على المحتاج المعسر إلا أن يتواصل مع الجمعية، ويسجل طلبه وينتظر الموافقة، أما إذا كان من الذين يتعاملون مع جمعيات أخرى، فإنه يستطيع التسجيل ومن ثم الحصول على الأدوية بأسعار مخفضة، أو بزيارة الفرع الرئيسي للصيدلية في دبي، للحصول على كل المعلومات التي يحتاج إليها الشخص للحصول على هذه الخدمة الإنسانية، مع العلم أنه خلال الشهور القليلة القادمة سيتم افتتاح 30 فرعاً للصيدلية في مختلف إمارات الدولة، لتصل هذه الخدمة إلى كل محتاج لها في الإمارة التي يعيش فيها.
هذا المشروع المبتكر الذي طرحته جمعية دار البر مشكورة، عبارة عن مشروع مشترك بينها وبين عدد كبير من المؤسسات في دبي، هادفة خدمة الوطن والمجتمع وأهله والمقيمين على أرضه، ممن يعانون الأمراض المستعصية، ولا تمكنهم إمكاناتهم المادية من تحمل هذه التكاليف الباهظة، منطلقة من مبدأ وضع كعنوان على باب الصيدلية التي تم افتتاحها، وكتب عليه «من المجتمع للمجتمع» كنوع من رد الجميل وبطريقة فعالة ومبتكرة، وبأسلوب جميل وجذاب ومهذب، يبتعد عن العلنية، وإراقة ماء الوجه.
مثل هذه الفكرة وغيرها من الأفكار التي فيها ابتكار نوعي، ينقل الخدمات الإنسانية إلى رحاب أوسع وآفاق أرقي، وبحرفية عالية تحفظ الجانب الإنساني، وتراعي المشاعر وتصل إلى الهدف دون ضجة إعلامية، قاصدة وجه الله، وخدمة المجتمع وناسه، وتحقق أقصى استفادة في الوصول إلى المحتاج الحقيقي، ودعمه بشتى الطرق والسبل والوسائل.
لجمعية دار البر والمؤسسات المختلفة التي ساهمت في إطلاق هذا المشروع الإنساني الرائد، كل الشكر والتقدير والاحترام والإشادة، بهذا المستوى من الوعي في خدمة المجتمع، متمنين أن تكون هذه المبادرة باباً لمبادرات أخرى تخدم أفراد المجتمع من قبل، ليس فقط، الجمعيات الخيرية، بل من الشركات الكبرى التي تعلن عن الأرباح المليونية والمليارية، كل في حقله ومجاله، بحيث تخصص جزءاً من أرباحها مجتمعة، لتقديم مشاريع مبتكرة تخدم المجتمع وأفراده في كافة المجالات، سواءً التعليم، أو الطبابة، أو الإسكان، أو الثقافة، وغيرها من المجالات.
أبواب الخير واسعة، المهم مَنْ يبدأ بالمبادرة، وبكل تأكيد سيهيئ له الله الوسيلة ويبارك له.