ولد مفهوم المواطنة الرقمية في بداية التسعينات في الوقت الذي بدأ فيه استخدام التكنولوجيا بالتسرب إلى الفصول الدراسية، وقد كان المفهوم معنياً بتعزيز المهارات التقنية الصعبة ومحو الأمية الرقمية، وقد دارت النقاشات في أوساط الأكاديميين وصناع السياسات في وقت لاحق بما يعزز الرابط بين المواطنة الرقمية والاندماج المجتمعي. فما هو هذا المفهوم؟ وكيف يمكن أن يخدم مجتمعاتنا؟.
حسب تعريف مجلس جودة الحياة الرقمية في الإمارات، فإن المواطنة الرقمية هي «مجموعة من المبادئ التوجيهية التي تساعد على التحلي بروح المسؤولية والوعي والحكمة عند استخدام التكنولوجيا» وكوننا مواطنين في هذا العالم الافتراضي أكثر من أي وقت مضى، فإن هذا المفهوم يساعدنا بشكل كبير على التنقل والاستفادة من أوقاتنا ومهاراتنا بطريقة تسهم بشكل إيجابي في المجتمعات الرقمية، خاصة وأن هناك ملايين الفرص للتفاعل والتواصل والعمل عبر منصات متعددة الاستخدامات، كما أن الفرص في مجالات التعليم والترفيه وريادة الأعمال واعدة ومتاحة لجميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى أساليب خلق عالم أكثر ترابطاً وتسامحاً، يدعم عالمنا الواقعي ليصبح مكاناً أفضل للعيش والعمل.
ومع تزايد أعداد المتصلين بالإنترنت -٤ مليارات شخص – ونمو وتمدد النطاق الرقمي ليشمل مختلف الجوانب الحياتية للفرد بدأت تظهر مخاوف بشأن معايير الأمن والسلامة التي تطال الفرد والمؤسسات والدول على حد سواء، ما يستدعي وضوح في المبادئ المنظمة لعمل هذا العالم، وضوابط لضمان الحقوق والواجبات وفق عناصر رئيسية تشمل: الصحة، التعليم، الإتيكيت الرقمي والقانون الرقمي.
أحد أكثر المبادرات وضوحاً في اتجاه تعزيز مواطنة رقمية إيجابية إماراتية، هو ميثاق قيم وسلوكيات صادر عن مجلس جودة الحياة الرقمية يتضمن محاور مهمة، نرى إمكانية تعميمها على القطاعات المختلفة بما يتوافق مع خصوصية كل مؤسسة وشركة، وهو يركز على: الإرث الإماراتي، السمعة الرقمية، التواصل الإيجابي، احترام التعددية والاختلاف، الخصوصية الرقمية، مسؤولية النشر، الأخلاقيات الرقمية والاستخدام المتوازن.
إن أحد سمات هذا المفهوم هو التغير، وهو لايزال محل نقاش وتطوير خاصة مع دخول أدوات رقمية جديدة مثل الواقع المعزز والافتراضي وتعلم الآلات والذكاء الاصطناعي، وهو قابل بذلك لإضافة المزيد من وجهات النظر، فهو يشكل قضية تؤثر في مفاهيم اجتماعية وإنسانية مهمة بالنسبة لاستمرار حياتنا على وجه البسيطة.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
