مسقط: راشد النعيمي
في مشهد نادر وتفاصيل متفردة، تبدو قرية الحشاة في سلطنة عمان، كسفينة، خصوصاً عندما يمتلئ الوادي بالمياه، تبدو كأنها تبحر فيه بعيداً عن اليابسة التي انفصلت عنها في تكوين غريب، وعلى متنها قرية متكاملة من بيوت ومساجد وقلاع.
يضم وادي بني هني في ولاية الرستاق الذي كان يطلق عليه قديماً اسم «البصرة الصغيرة» لما تنتجه من خيرات وفيرة ترفد بها السوق العماني، وتوفر مياهه لعدد من القرى الجميلة كقرية «الحشاة» التي تحيط بها المياه من جميع الجهات، كأنها سفينة وسط البحر، خصوصاً عند جريان مياه الأمطار وهو من الأودية الجميلة التي تمتاز بطبيعة خلابة وبوفرة مياهها الغيلية على مدار العام، كما يعد من الأماكن السياحية التي يرتادها السياح من داخل الولاية وخارجها لوفرة المياه والظلال به، وتطل على ضفتيه بساتين النخيل والمزروعات التي توفر الظل والمكان الفسيح للزوار.
ينقسم الوادي إلى ضفتين شرقاً وغرباً، ويمتد من قرية «الحشاة» الى قرية «المدينة» ويضم أكثر من 36 قرية وأكثر من 32 فلجاً، منها الداوودية والغيلية وبها عيون مائية وتمتاز قرى الوادي بخصوبة أرضها للزراعة، حيث تضم أراضيها الزراعية جميع أصناف النخيل منها: «الخلاص والخنيزي والفرض والبرشي وقش الطبق والمبسلي والخصاب والزبد وبو نارنجة وصباع العروس» وغيرها.
وفي مكان بارز من (الحشاة) يبرز حصن الحشاة وهو عبارة عن مجموعة من البيوت الأثرية المبنية من الطين والصاروج التي تم تأسيسها على تلة صخرية في وسط مجرى الوادي والتي يُطلق عليها من قبل البعض بــ «سفينة الوادي»، وهي تعد رمزاً ومعلماً بارزاً للقرية ويعد «بيت الجبل»، من أهم التحصينات الدفاعية سابقاً لحماية القرية من أي خطر قد يهددها، كما يوجد بها جامع «الحشاة» الذي يعد أكبر جامع بالوادي ويتسع لأكثر من 400 مصلٍ.
