عادي
بيتر نيكولاي أربو فنان التاريخ النرويجي

«معركة جسر ستامفورد» ترسم نهاية الفايكنج

14:38 مساء
قراءة 4 دقائق
الشارقة: عثمان حسن
عرف النرويجي بيتر نيكولاي أربو (1831 - 1892) بوصفه رساماً للتاريخ، وقد تخصص في الصور الشخصية والمشاهد الرمزية من التاريخ النرويجي والأساطير الإسكندنافية. نشأ بيتر نيكولاي في جلسكوجين بالنرويج. وهو ابن مدير المدرسة كريستيان فريدريك آربو (1791-1868) أما والدته فهي ماري كريستيان فون روزين. وكان لنيكولاي شقيق اسمه كارل يعمل طبيباً عسكرياً ورائداً في الدراسات الأنثروبولوجية.
بدأ نيكولاي تدريبه على الرسم في سن مبكرة، في مدرسة الفنون في كوبنهاغن، وبعد ذلك درس في أكاديمية الفنون في دوسلدورف. من 1853 إلى 1855 درس على يد كارل فرديناند سون، ومن 1857 إلى 1858 تحت قيادة إميل هونتن الذي كان رساماً للمعارك والخيول، وفي دوسلدورف تعرف إلى الرسم الكنسي، كما تعرف إلى أستاذي أكاديمية الفنون أدولف تايديماند وهانس جود، وأصبح صديقا لهما، وذلك أثناء تلقيه الفنون في هذه المدرسة.
*أسلوب
في عام 1861 عاد أربو إلى النرويج، وفي 1863 رسم النسخة الأولى من قطيع الخيل على الجبال العالية، وهو الرسم الذي أعاد تكراره في وقت لاحق عدة مرات، واللوحة ضمن مقتنيات المتحف الوطني للفنون والعمارة والتصميم في أوسلو، كما رسم نيكولاي إحدى لوحاته الشهيرة وهي بعنوان «معركة ستامفورد بريدج»
من لوحاته العديدة: «مطاردة أودين البرية» و «فالكيري» التي تصور شخصية أنثوية من الأساطير الإسكندنافية، كما قدم سلسلة من رسومات الخيول التي برع فيها كذلك، ورسم «رحلة الملك سيفير» و «معركة جسر ستانفورد».. وهذه اللوحة تظهر أسلوبه اللافت في الرسم، وتعتبر من اللوحات الرائجة بين مختلف متاحف أوروبا خاصة في السويد والنرويج وألمانيا.
تصور لوحة «معركة جسر ستانفورد» وقائع معركة ستامفورد بريدج في 25 سبتمبر 1066م. وفي المعركة، هزم هارولد الثاني (ملك إنجلترا) جيشاً غازياً بقيادة هارالد هاردرادا (ملك النرويج) واللوحة محفوظة اليوم في متحف فنون نوردنورسك، ترومسو، النرويج.
صور نيكولاي في هذه اللوحة حرارة المعركة في جسر ستامفورد، حيث كانت هناك مواجهة دموية حامية.
ومعركة ستامفورد تم الاعتراف بها كرمز لنهاية عصر الفايكنج، وكون نيكولاي آربو مؤرخاً إسكندنافياً، فقد أراد التركيز على النرويجيين في المعركة.
في اللوحة يظهر الملك هارالد هارداردا كشخصية مركزية باللون الأزرق الكلاسيكي اللامع، وهو يتأرجح إلى الوراء بعد إطلاق سهم حارق في حلقه.
ويؤثث نيكولاي أربو المشهد بالجثث والخيول المقطعة، التي تكاد تغطي وسط وحواف اللوحة، وتظهر اللوحة مزيداً من التفاصيل عن سير المعركة وبألوان شديدة اللمعان، وأكثر دينامية في التكوين العام للوحة.
*تقنية
ظل نيكولاي آربو مخلصاً لموضوعه، وتراثه كنرويجي، كما حافظ على تكويناته قوية ومحتشدة، في حين حافظت لوحاته على بساطتها.. تلك التقنية التي تعلمها وهو تحت إشراف أساتذته في المقام الأول، وظل على اتصال بهم، خاصة أساتذة مدرسة الفنون الجميلة في باريس.
سمح لتكويناته بالانفتاح على رحابة من الغنى والثراء الفني، وأصبحت تصاويره أكثر تنوعاً في المناظر الطبيعية، متجاوزاً المواقف الرومانسية السائدة.
*خلفية
وقعت معركة جسر ستامفورد في قرية ستامفورد بريدج، إيست ريدنج أوف يوركشاير، في إنجلترا، في 25 سبتمبر 1066، بين جيش إنجليزي بقيادة الملك هارولد جودوينسون وقوة نرويجية غازية بقيادة الملك هارالد هاردرادا وشقيق الملك الإنجليزي توستيج جودوينسون.. بعد معركة دامية، قتل كل من هاردرادا وتوستيج، وعدد كبير من الجنود النرويجيين. على الرغم من أن هارولد جودوينسون صد الغزاة النرويجيين، إلا أن جيشه هزم على يد النورمانديين في هيستيغز (وهي مدينة تقع في جنوب إنجلترا) بعد أقل من ثلاثة أسابيع. عرفت المعركة في أدبيات التأريخ للحرب بأنها ترمز إلى نهاية عصر الفايكنج، على الرغم من أن الحملات الاسكندنافية الكبرى في بريطانيا وإيرلندا تواصلت في العقود التالية، مثل تلك التي قام بها الملك سوين إستريثسون ملك الدنمارك في 1069-1070 وملك النرويج ماغنوس بيرفوت أعوام 1098 و 1102 و 1103.
*الفلكلور الإسكندنافي
ومن اللوحات التي يشار إليها بالبنان لهذا الفنان الكبير واحدة بعنوان: «وايلد هانت أوف أودن» 1872 أو «الصيد البري لأودن» وهي من نماذج أعماله التي أنجزها بينما كان يقضي إجازة تدريبية في باريس، وقد كان واقعاً تحت تأثيرات مدرسة الفنون الجميلة. واللوحة تصور أحوال الصيد البري في الفولكلور الاسكندنافي، وتستند إلى قصيدة كتبها يوهان سيباستيان ويلهافن، واللوحة محفوظة اليوم ضمن مقتنيات المتحف الوطني للفنون والهندسة والتصميم في أوسلو.
واللوحة بالنسبة لنيكولاي تعبر عن تمثيله لوطنه الأم النرويج في أواخر القرن التاسع عشر، وهي على وشك استقلالها عن السويد، وكانت مزيجاً من تأثيرات مدرسة باريس للفنون والمدرسة الألمانية في دوسلدورف.
من عام 1863 عاش نيكولاي آربو في باريس حتى عام 1870، وعندما عاد إلى النرويج واستقر في أوسلو، تم تعيينه مديراً في مدرسة الفنون.
كما شغل عدة مناصب في حياته منها: منصب محلف في ستوكهولم عام 1866 كما كان عضواً في لجنة معرض قسم الفن بفينا عام 1873. وكان كذلك عضواً في المتحف الوطني بالنرويج، وظل مديراً في معرض الفنون بأوسلو، من عام 1882 حتى وفاته.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/287kurap

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"