عادي
ما هو جواب السؤال الأزلي بين أسهم «القيمة» أو «النمو»؟

توصيات «جولدمان ساكس».. البحث عن الملاذ الآمن وسط صحراء الاستثمارات

17:14 مساء
قراءة 4 دقائق
إعداد: خنساء الزبير
لم يحظ المستثمرون الأمريكيون بفترة جيدة في عام 2022، فأسواق الأسهم متدهورة، وسوق السندات تشهد أسوأ عام لها في التاريخ، وتراجعت العملات المشفرة الرئيسية مثل البيتكوين، وحتى سوق الإسكان الذي كان منتعشاً في السابق بدأ في الانهيار.
وبما أن أسعار الأصول آخذة في الانخفاض فهذا يعني أن هذا العام كان وما زال مليئاً بالتحديات لمن يبحثون عن ملاذ آمن لأموالهم يحقق لهم على الأقل بعض العوائد.
وفي هذا المشهد المشوش أصدر بنك جولدمان ساكس، بقيادة مستشاره ديفيد جيه كوستين، كبير خبراء الأسهم الأمريكيين، نصائح في مذكرة حول أفضل الأماكن لإيداع الأموال وربما تكون هذه النصائح قد جاءت في وقتها المناسب لتأخذ بيد الكثيرين ممن تاهوا في صحراء الاستثمارات ولا يتمكنون من تحديد الخيار المناسب.
وكانت البداية بطرح السؤال الأزلي في سوق الأسهم: أيهما أفضل.. أسهم القيمة أم أسهم النمو؟ وماذا لو لم يكن أي من الاثنين كذلك في هذه الأيام؟
  • القيمة مقابل النمو
بالنسبة للمبتدئين فإن أسهم القيمة لها أسعار أقل مقارنة بأساسياتها (أي الإيرادات وصافي الدخل والتدفقات النقدية وما إلى ذلك)، مقارنة بمعظم الشركات المتداولة علناً، بينما يتم تسعير أسهم النمو بتقييمات أكثر ثراء؛ لأنها تتسم، بشكل ملحوظ، بمعدلات نمو أعلى من متوسط السوق.
ومن الأمثلة الجيدة على سهم النمو شركة «ليفت Lyft»، عملاق خدمة مشاركة المركبة التي من المتوقع أن تنمو بنسبة 27% هذا العام، وتحظى بتقدير كبير في السوق، لكنها سجلت صافي دخل سلبي في ربع الربيع.
وبعبارة أخرى، فإن نمو الشركة هو الشيء الذي يجب الاستثمار فيه.
وفي ما يتعلق بسهم القيمة تُعد «هيوليت باكارد» مثالاً قوياً له، حيث نمت إيرادات شركة التكنولوجيا العملاقة هذه بنسبة تقل عن 5% في ربع الربيع، ويتم تداول أسهمها بثمانية أضعاف الربح، مقارنة بمتوسط نسبة السعر/ الأرباح البالغ 13.1 للمؤشر «ستاندرد آند بورز». فهناك الكثير من القيمة الموثوقة.
ولأن المستثمر يقع دائماً في حيرة المفاضلة بين أسهم القيمة وأسهم النمو، يشكّل الاختيار مشكلة بالنسبة له، ولكن في السنوات التي تلت الأزمة المالية الكبرى شهدت أسهم النمو حقبة لا تصدق من الأداء المتفوق، بقيادة شركات التكنولوجيا الكبيرة.
  • رفع أسعار الفائدة
وعلى الرغم من ذلك، ومع قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، وارتفاع مخاطر الركود، وارتفاع التضخم إلى ذروته، يقول بنك جولدمان إن أسهم القيمة على وشك أن تتألق، وكتب فريقه: «التقييمات النسبية الحالية في سوق الأسهم تشير إلى أن عامل القيمة سيولد عائدات قوية على المدى المتوسط، وأن أسهم القيمة يجب أن تتفوق على أسهم النمو بثلاث نقاط مئوية خلال العام المقبل».
وينبّه الفريق المستثمرين إلى ضرورة توخي الحذر عند الاستثمار في أسهم النمو التي تتحرك للأمام؛ لأن هذه الأسهم ستحتاج إلى الهبوط السلس بالاقتصاد، وإلى انخفاض أسعار الفائدة حتى تتمكن من التفوق في الأداء في «ستاندرد آند بورز».
وعلاوة على ذلك، تبدو أسهم النمو عالية الثمن بشكل خاص من حيث الأرباح ومضاعفات الإيرادات. وكتب خبراء البنك: «التقييمات المرتفعة بشكل استثنائي يمكن تبريرها في بعض الأحيان بتوقعات النمو السريع للأرباح، ومع ذلك فإن التوقعات اليوم حتى لو ثبتت دقتها، لا يبدو أنها تبرر التضاعف الحالي لأسهم النمو».
  • الركود والتضخم
وأشاروا أيضاً إلى أن أسهم القيمة تفوقت تاريخياً على أسهم النمو في بداية فترات الركود، ولأن معظم الاقتصاديين يتوقعون حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة هذا العام، فربما يكون من المنطقي تجنب أسماء النمو والبحث عن القيمة.
ومما يُشار إليه هنا أن الاقتصاديين في بنك جولدمان لا يزالون يرون فرصة واحدة من كل ثلاث، لحدوث ركود في الولايات المتحدة خلال العام المقبل، واحتمال حدوث ركود بنسبة 48% بحلول سبتمبر 2024.
وفي ما يتعلق بالتضخم، فقد أكد الاقتصاديون أيضاً، أن أداء أسهم القيمة تاريخياً كان أفضل من أسهم النمو في أوقات ذروات التضخم، وهذا ما أظهره مؤشر أسعار المستهلك. ويرون أن التضخم قد بلغ ذروته بالفعل، حتى وإن كان من المرجح أن يظل مرتفعاً عن المعايير التاريخية حتى بداية العام.
وكتب فريق جولدمان يوم الأربعاء: «تفوقت أسهم القيمة على أسهم النمو في الاثني عشر شهراً بعد سبعة من آخر ثماني سنوات من ذروة التضخم الأساسي لمؤشر أسعار المستهلك».
  • ملاذ آمن
في حين أن أسهم القيمة قد تتفوق في الأداء على أسهم النمو خلال العام المقبل، فمن المرجح أن العديد من المستثمرين غير مستعدين للدخول مرة أخرى في السوق، وسط ما تحذّر منه البنوك الاستثمارية من مزيد من الضغط القادم. فعلى سبيل المثال حذر مورجان ستانلي مراراً وتكراراً من أن مزيجاً اقتصادياً ساماً، هو النار (التضخم وارتفاع أسعار الفائدة)، والجليد (انخفاض النمو الاقتصادي)، من المقرر أن يُبقي أسعار الأسهم منخفضة حتى أواخر عام 2023.
وبالفعل سعى العديد من المستثمرين إلى الانتقال إلى النقد كملاذ آمن خلال هذه الأوقات الاقتصادية العصيبة، لكن راي داليو، مؤسس أكبر صندوق تحوط في العالم (بريدج ووتر)، يقول إن النقد ما زال هراء بسبب ارتفاع التضخم.
وفي مذكرة يوم الأربعاء، أشار مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار بقسم إدارة الثروة العالمية في بنك «يو بي أس»، إلى أن هناك خياراً آخر قد يكون أكثر ربحية، وقال: «في المشهد الحالي غير الواضح، فإننا نفضل الفرنك السويسري كملاذ آمن مفضل في أسواق الصرف الأجنبي».
ويبرر وجهة نظره بأن البلاد أقل تأثراً من جيرانها بأزمة الطاقة الأوروبية، حيث يمثل الوقود الأحفوري 5% فقط من إنتاج الكهرباء فيها، كما أن العملة مدعومة من قبل بنك مركزي مستعد وقادر على إعادة التضخم إلى الهدف الموضوع له وبسرعة.
وكان الفرنك السويسري قد ارتفع بنسبة تزيد على 7% مقابل اليورو منذ يونيو، حيث استمرت مخاوف الركود المتزايدة في دفع المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن، والبنك الوطني السويسري (البنك المركزي) يقاوم ارتفاع الأسعار بمعدلات فائدة أعلى، كما أنه، على عكس صانعي السياسة الآخرين، أشار إلى استعداده للتدخل للحفاظ على قوة الفرنك السويسري.
وأيضاً لهذه العملة تاريخ من التفوق على الدولار، ومنذ إنشائها في عام 1999 ارتفعت بنسبة 30% مقابل الدولار.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/22dpf4ce

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"