عادي
رفوف إماراتية

فاطمة المزروعي.. الإبداع رئة الحياة

15:41 مساء
قراءة 4 دقائق
غلاف
  • كتابة ذات وجوه متعددة وأطروحات مختلفة واعية
الشارقة: عثمان حسن
صدر عن دار سويد للنشر والتوزيع كتاب (فاطمة المزروعي وتشظيات الإبداع الأدبي) للناقد الدكتور هيثم الخواجة، والكتاب عبارة عن دراسة في إبداع الكاتبة الإماراتية المعروفة فاطمة المزروعي، ويسوغ المؤلف الخواجة أسباب تصديه لأعمال المزروعي، بأن هذه الكاتبة تفردت بالشمولية، وأن إنتاجها الإبداعي متميز يستحق أن يضاء عليه، فقد كتبت المزروعي الرواية، والقصة القصيرة، والمسرح، والشعر، وأدب الأطفال، كما نالت جوائز عديدة، وكرمت في محافل متنوعة، وإذا كانت المؤلفة قد دخلت ميدان الأدب بقوة، فإن ما يمكن قوله عن هذا الأدب أنه نوعي، ويتميز بالجدة والتجدد والابتكار، وأنه يعكس صورة مشرقة عن الأدب الإماراتي.
جاء الكتاب في سبعة فصول هي: في حدائق الرواية، في بساتين القص، في دوحة الشعر، في رحاب المسرح، في فضاءات المقالة، حوار من أجل الإبداع، و نماذج إبداعية وسيرة.
ويستهل الناقد هيثم الخواجة كتابه بقوله: «إن قراءة النتاجات الإبداعية عند الكاتبة فاطمة المزروعي تعني فوائد لا حصر لها، فهي تمثل حقلاً منيراً وبستاناً مزهراً وحديقة مشرقة للمعرفة والأفكار والثقافة والجماليات والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية المعاصرة».
ويشير إلى أن قصص فاطمة المزروعي ورواياتها ذات وجوه متعددة ومختلفة لأطروحات واعية، وحوار يتغلغل في النفس الإنسانية التي تناصر الحقيقة، وترغب في أن تقف منذ الطفولة ضد من يظلم، أو يجهل معنى الحياة وإنسانية الإنسان.
  • حدائق الرواية
تحت باب «في حدائق الرواية» يمهد د. الخواجة بالإشارة إلى أن كتابة المزروعي تميل إلى محاكاة إيقاع الحياة، وفيها نبش للواقع النفسي والعلاقات الاجتماعية، وتحليق في فضاءات النسيم العليل.
ويؤكد أن وعيها كاتبةً يتشظى في فلك إبداعها في أي جنس أدبي تكتب فيه، وإن سطوة الواقع لا تعني الاستسلام، وإنما تعني المواجهة بالمنطق والانحياز للإنسان.
  • كمائن العزلة
تتوجه رواية «كمائن العزلة» للمزروعي بحسب ما يشير المؤلف إلى عمق المعاناة الإنسانية بأفكار جد مهمة وعاطفية صادقة، وهي عندما تهندس روايتها تؤكد إنسانية الإنسان ببغض النظر عن جنسه، وأهم من الدوائر المغلقة التي تسيطر على بعض المجتمعات، أو بعض البيوتات، التي تحرم الإنسان من إنسانيته، ومن حريته.
وفي معرض توصيفه لتقنية ومفهوم الكتابة عند المزروعي، يؤكد د. الخواجة، أن الكتابة عندها تمثل رئة الحياة، وعليه لا بد من ممارستها بحرص وصدق معاً.
ويقول د. الخاجة: «في أعمالها جدة وتجديد وابتكار وابتعاد عن الابتذال والتكرار، وهو منهج تنتهجه المؤلفة بإصرار حتى لا تكون إمعة أو مقلدة للآخرين، وما أراه هو أن نجاح المزروعي يستند إلى بعدين: الأول إنساني اجتماعي والثاني اقتصادي سياسي تاريخي، ويحكم ذلك رؤية استشرافية للمستقبل».
  • مواقف إنسانية
وفي معرض تناوله لرواية «قصتي الأخرى» اعتبر د. الخواجة هذا العمل نموذجاً مهماً من نماذج الرواية المعاصرة في دولة الإمارات، ولا ريب في أن الرواية تعكس مشكلات ومواقف إنسانية فيها من الواقع الكثير، وفيها من الخيال الكثير، الذي يساير الواقع ويماثله.
وقال: «إذا كانت الرواية عبارة عن سرد قصصي خرج من معطف القصة، فإن الرواية أكثر رحابة في تطور الأحداث وحركة الشخصيات، وعندما تكون الفكرة مبتكرة والمعالجة متفوقة، فإن كاتب الرواية يضمن الحصول على رضى القارئ المتلقي».
وأكد أن هذه الرواية تستحق القراءة والتأمل، لا لأحداثها المشوقة فقط، وإنما لأجل بنيتها الفنية المتماسكة أيضاً، فالسرد الروائي سلس ويتضمن شفافية وجماليات تهم القارئ ويجنح إلى الابتعاد عن التقعر، وعن الزيادة والحشو.
ويستعرض الناقد د. الخواجة رواية «زاوية حادة» مسلطاً الضوء على شخصيات الرواية، وأحداثها.
وقال: «إن اختيار المزروعي عنوان (زاوية حادة) كان موفقاً إلى درجة كبيرة كبيرة»، ثم يتوقف عند عتبة العنوان، حيث، قال: ولأن العنوان يمثل العتبة الأولى للرواية، فقد استطاعت المؤلفة توظيف هذا العنوان من حيث المعنى والدلالة بدراية وذكاء، حيث قالت: «كنت أحتفظ بالرواية بين كتبي المدرسية، وكلما فتحت كتاباً للمراجعة أو الدراسة للامتحانات جعلتها في منتصف الكتاب حتى لا يراها أحد، فرحت لامتلاكي الرواية ولم أقرأها منذ أول يوم، لقد حملتها معي إلى المدرسة، لكني لم أرها لصديقاتي وفضلت جعل موضوعها سراً بيني وبين نفسي».
وضمن هذا السياق، يتابع د. الخواجة، الحالة الشعورية للكاتبة، وتلك الشحنة العاطفية، التي جعلتها تتشبث بهذا الكنز، أي الكتابة، في إشارة إلى رواية «زاوية حادة» التي يبدو أن الكاتبة قد عاشت أحداثها بالتفاصيل، إلى الدرجة التي اخترقتها تلك الشحنات العاطفية، وتناثرت بالتالي على صفحات الورق حتى جاءت المناسبة لتصدر في كتاب.
وهذا يدل من جهة أخرى، على أن المزروعي، قد نقلت بأمانة هواجس طفولتها، ورصدت مشاعرها الذاتية بين أحضان تلك البيئة، وحاولت بدرجة كبيرة ومن خلال قراءاتها الثقافية المتنوعة أن تنسج عملاً روائياً ساحراً، من حيث أسلوبها البديع الذي أضفى على قوة مشاعرها أصداء إيجابية في الوسط الأدبي المحلي والعربي.
ويستعرض الكاتب العديد من القصص القصيرة في هذا الكتاب.. ومنها على سبيل المثال قصة «الأميرة مهرة» وهي موجهة للأطفال، حيث يؤكد د. الخواجة أن هذه القصة تعكس شروطاً مهمة في أدب الأطفال.
وقال: «من البدهي القول إن الكتابة للأطفال صعبة من حيث انتقاء الفكرة ومن حيث الالتزام بالشروط، التي يجب أن يتضمنها العمل الإبداعي الموجه بالأطفال».
وأضاف: إن فاطمة المزروعي من خلال قصة «الأميرة مهرة»، أثبتت أنها كاتبة متفوقة في هذا الميدان، وهذا الرأي لم ينشأ من فراغ، وإنما يستند إلى أدلة وبراهين، أشار إليها الناقد د. الخواجة في دراسته.
  • شعر
ويسرد د. الخواجة، فصلاً للحديث عن التجربة الشعرية للكاتبة المزروعي، ويقدم أمثلة من هذه التجربة، التي يرى أنها تضيف ميزة أخرى من ميزات الإبداع عندها وهي التي جربت في أكثر من مجال أدبي.. وكانت متفوقة في كل ما كتبت، وعززت من رصيدها الثقافي والمعرفي، وشكلت على الرغم من حداثة سنها رقماً صعباً في معادلة الكتابة في الإمارات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc4t745c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"