عادي
أوراق قضائية

جريمة في الحي الصيني

22:53 مساء
قراءة 3 دقائق

كتب: محمد ياسين

في إحدى بنايات الحي الصيني بدبي، يعمل فني إصلاح هواتف متحركة في ورشة صيانة تابعة لمعرض متخصص ببيع وصيانة الإلكترونيات، يمتلكهما مستثمر صيني؛ يدير أعماله ويتابع عملاءه بشكل يومي حيث يتواجد في مكتبه بشكل شبه دائم.

مع زيادة زبائن المعرض توسع المستثمر في أعماله وتجارته ومع صباح كل يوم يأتي الفني إلى ورشة المعرض في مكتب داخل البناية ذاتها ليتسلم مفتاح الورشة، بعد شهور عدة من عمل الفني لدى المستثمر، راودته فكرة شيطانية من أجل الثراء السريع من خلال سرقة أموال المستثمر، فخطط مع آخر من نفس جنسيته لسرقة الأموال والهواتف الموجودة في المعرض.

وضع الفني خطة لتنفيذ جريمته، فبعد انتهاء وقت العمل وفي تمام الساعة العاشرة من مساء اليوم المحدد، توجه الفني كعادته لتسليم مفتاح الورشة الفنية التابعة لمعرض المستثمر ولكن هذه المرة بصحبة آخر بحوزته أداة حادة ولاصق لتقييد حركة المستثمر أحضرهما شريكه.

دخل الفني إلى المعرض وأغلق بابه فيما باغت المستثمر بضربه على رأسه وتمكن رفيقه من تقييد حركته ووضع لاصق على فمه وكامل وجهه، وباشر الفني ورفيقه سرقة 400 هاتف متحرك و12 ألف درهم الموجودة في المعرض.

بعدها خرجا من المعرض، تاركين المستثمر مكبل اليدين والقدمين ولاصق يغطي وجهه داخل المعرض، حيث اتصل الفني بشخص آخر وأخبره بما حدث وأعطاه الهواتف المسروقة وطلب منه بيعها وتحويل الأموال إليه.

وافق الشخص الثالث على عرض الهواتف للبيع لمساعدة الفني الذي سافر في ذات اليوم من الدولة متجهاً إلى موطنه بصحبة شريكه في الجريمة، فيما توجه صديق الفني إلى شخص آخر وسرد عليه ما دار بينه وبين الفني وشريكه وما طلبه منه بشأن بيع الهواتف وإرسال الأموال إلى موطنه.

لم يلق طلب الفني مرتكب الجريمة قبولاً لدى صديق الأخير، واقترح عليه التصرف في الهواتف والاستيلاء على الأموال دون إرسالها إلى مرتكبي الجريمة، مؤكداً له عدم عودة الفني أو شريكه إلى الدولة، راقت الفكرة للأخير وطلب من صديقه بيع الهواتف وتحصيل ثمنها وتقاسمها.

في اليوم التالي من الجريمة وصل أحد أقارب المستثمر إلى المعرض وحاول مراراً طرق الباب إلا أنه لا يجد إجابة فحاول الاتصال برقم هاتف المستثمر؛ حيث سمع صوت هاتفه داخل المعرض، فأبلغ الشرطة، حيث قامت بفتح باب المعرض.

وجد رجال الشرطة المستثمر مكبلاً؛ فتم استدعاء مركبة إسعاف وأفاد المسعفون بأن المستثمر توفي نتيجة حبس أنفاسة باللاصق، فجمعت الشرطة الاستدلالات وشاهدت تسجيل كاميرات المراقبة داخل المعرض وفي البناية ومحيط المكان.

وأفاد شرطي في التحقيقات بأن فريقاً من التحريات تعرف إلى المتهمين اللذين غادرا الدولة فيما قبض على المتهم الثالث، الذي أقر بعلمه بجريمة الفني الذي تربطه علاقة صداقة به وأنه يحتفظ بهواتف سرقها المتهم الأول وآخر لا يعرفه، وأنه عرض الهواتف للبيع عن طريق متهم رابع اتفق معه على تقاسم ثمنها فقبض على الأخير وأقر بعلمه بمصدر الهواتف.

فدانت المحكمة المتهمين ووجهت للفني وصديقه تهمة الاعتداء على سلامة شخص المفضي إلى الموت والسرقة بالإكراه وقضت بسجنهما غيابياً 10 سنوات والإبعاد، كما دانت المتهمين الآخرين ووجهت لهما تهمة الاحتفاظ بأموال متحصلة من جريمة سرقة وقضت بسجنهما 5 سنوات والإبعاد من الدولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/558mxnyt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"