عادي

دفاع «أسود الأطلس» الحديدي.. يستسلم أخيراً

01:44 صباحا
قراءة 3 دقائق

كان دفاع منتخب المغرب أحد نجوم مونديال قطر 2022 في كرة القدم، فارضاً سداً فولاذياً أمام مهاجمين عالميين من دور المجموعات حتى الأدوار الاقصائية، لكن في المباراة السادسة أثقلته الإصابات وواقعية فرنسا ليرضخ ويودّع برأس مرفوعة من نصف النهائي.

شكّل قطبا الدفاع القائد رومان سايس ونايف أكرد مع الظهيرين نصير مزراوي (بايرن ميونيخ الألماني) وأشرف حكيمي (باريس سان جdرمان) جداراً رائعاً أمام الحارس المتألق ياسين بونو (إشبيلية الإسباني).

بدأت حكاية الشباك النظيفة في المباراة الأولى ضد كرواتيا، عندما أطل «أسود الأطلس» برأسهم محققين نقطة التعادل السلبي، في محاولتهم الثانية لتخطي دور المجموعات بعد 1986.

على استاد البيت في مدينة الخور الواقعة شمال العاصمة الدوحة، عانى الظهير الأيسر مزراوي إصابة بجنبه عندما ارتمى على كرة مرتدة من الحارس دومينيك ليفاكوفيتش، فيما شعر الظهير الأيمن حكيمي بآلام في فخذه وأكمل المباراة.

لكن الظهور الثاني كان أكثر نجاعة، فتغلب أولاد المدرب وليد الركراكي على بلجيكا 2-0، في مباراة أطل فيها شبح الإصابات مع اضطرار الحارس بونو الى الانسحاب رغم وقوفه مع زملائه عند عزف النشيد الوطني، فحلّ بدلاً منه منير المحمدي وحافظ على نظافة شباكه.

المباراة الثالثة كانت الوحيدة تهتزّ فيها شباك المغرب خلال دور المجموعات. فبعد التقدّم بهدفين على كندا، حوّل أكرد مدافع وست هام الإنكليزي عن طريق الخطأ كرة هزّت شباك الفريق الأحمر للمرة الأولى.

تألق الأدوار الاقصائية

القصة الرائعة لدفاع المغرب تركت صفحاتها البهية للأدوار الاقصائية، فاحتفظ الرباعي الحديد، بمساعدة من الإبر ومسكنات الآلام بنظافة شباكه أمام تيكي تاكا إسبانيا، ورفعه في ركلات الترجيح الحارس المبتسم والبارد الاعصاب بونو.

أصبح المغرب أول منتخب إفريقي يبلغ نصف النهائي، بعد معركة ناجحة ونظيفة الشباك أمام البرتغال.. لكن شبح الإصابات لم يطلّ فقط برأسه، بل أبعد مزراوي وأكرد نهائياً عن ربع النهائي.

رغم ذلك، كانت المفاجأة الجميلة في بروز بديليهما يحيى عطية الله (الوداد البيضاوي) وجواد الياميق (بلد الوليد الإسباني)، فقاد المهاجم يوسف النصيري برأسيته العالية فوق سطح البحر، وبتمريرة جميلة جداً من المدافع عطيةالله، بلاده إلى المربع الأخير بموازاة تألق بونو أمام جواو فيليكس والبديل كريستيانو رونالدو فيما وقف الياميق سداً منيعاً أمام هجمات غونسالو راموس ورونالدو.

مواجهة تعرّض خلالها القائد قطب دفاع بشيكتاش التركي سايس لإصابة في الفخذ كان يعاني منها ضد إسبانيا، أرغمته على ترك مكانه لمدافع بريست الفرنسي أشرف داري في الدقيقة 57.

قال الركراكي في المؤتمر الصحفي عقب التأهل التاريخي إلى المربع الذهبي عقب الفوز على البرتغال «لا نعرف كم هي حظوظ اللاعبين نصير مزراوي ونايف أكرد والقائد رومان سايس لخوض المباراة المقبلة».

وأضاف الركراكي «مزراوي مريض وأكرد مصاب، الآن أصيب سايس»، مشيرا إلى أن «حكيمي بدأ المسابقة وهو ليس في حالة جيدة لكنه يقاتل وموجود في كل مباراة».

وتابع «ولكن ما يتعين علي قوله هو أنه في كل يوم تخسر لاعباً وتكسب آخر. لدي 26 لاعباً وإذا أردت الفوز بهذه المسابقة عليك أن تثق في الجميع وعندما يصاب لاعب أو يمرض يتعين عليك الدفع بلاعب آخر».

نهاية الحكاية أمام فرنسا

مرّة جديدة وأخيرة، حضر اسم أكرد على ورقة نصف النهائي ضد فرنسا، لكن في اللحظة الأخيرة، وكما غاب بونو عن المباراة الثانية، سُحب اسمه لمصلحة داري.

ثغرة دفاعية مطلع المباراة أمام نجم المباراة أنطوان غريزمان، أثمرت هدفاً سريعاً للمدافع الفرنسي تيو هرنانديز في الدقيقة الخامسة.

عرج القائد رومان سايس مطالباً بتبديله، فخرج في الدقيقة 21 ودخل لاعب الوسط سليم أملاح بدلاً منه.

غيّر الركراكي خطته من خمسة مدافعين إلى أربعة، وتعرّضت لضرر إضافي مع خروج مزراوي بين الشوطين.

رغم كل ذلك، صمد المغرب وشكل خطراً على مرمى لوريس بتسديدات وركلات حرة لزياش وأكروباتيات في القائم، حتى حُسم الأمر بالهدف الثاني للبديل راندال كولو مواني.

الدفاع الحديدي للمغرب، استسلم أخيراً، وودّع برأس مرفوعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxz8wpy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"