عادي

السجدة المغربية.. رسالة رائعة إلى العالم

22:48 مساء
قراءة 3 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي

رفع منتخب المغرب في مونديال قطر طموحات الشعوب العربية كثيراً بعد أن تمكن من التغلب على منتخبات عالمية معروفة وأعادها بوقت مبكر جداً إلى بلدانها ومن أبرزها بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، حتى وصل إلى دور الأربعة مما جعل الأمنيات العربية تطمح بأن تراه يتواجد في المباراة النهائية للمونديال، بل تعدى الطموح إلى أكثر من ذلك بعد أن وجد البعض أن لقب المونديال قد يكون مغربياً، وهذا الطموح وبرغم صعوبته،إلا أنه بات مشروعاً وفقاً للقياسات الكروية التي رسمتها نتائج ومستويات المنتخبات المشاركة في مونديال قطر.

قدم المنتخب المغربي صورة رائعة جداً عن الكرتين العربية والإفريقية إلى العالم أجمع،وطرح نفسه بكل قوة كمنتخب عالمي يشار له بالبنان وترفع له القبعات احتراماً وتقديراً، لذلك وبرغم خسارته أمام حامل اللقب منتخب فرنسا بهدفين دون مقابل، إلا أن تلك الصورة لم تهتز في أذهان محبي ومشجعي ومناصري المنتخب المغربي، لأنه قدّم الذي عليه بكل أمانة وإخلاص.

عانى المنتخب المغربي كثيراً في مباراته مع منتخب فرنسا الذي يمتلك قوة هجومية ضاربة وخط وسط متميز ودفاع صلب،بسبب الهدف المبكر الذي هز شباك حارس مرماه ياسين نونو، وكنا نخشى على «أسود الأطلس» من التعرض إلى فقدان التركيز الذي يؤدي إلى زيادة الأخطاء ومن ثم إلى الانهيار،إلا أن هذا الأمر لم يحصل والحمد لله،إذ سرعان ما استعاد المنتخب المغربي قوته وبدأ يبادل المنتخب الفرنسي الهجمات، وكان يمكنه الحصول على ركلتي جزاء في شوط المباراة الأول، لو عاد الحكم إلى تقنية «فار» كما أوضح الخبير التحكيمي، الحكم المصري المونديالي السابق جمال الغندور، إلا أن حكم «فار» لم يكلف نفسه بدعوة حكم المباراة المكسيكي لكي يشاهد الحالتين، ليتسبب بصورة أو بأخرى في خسارة المنتخب المغربي للمباراة وفقدان أمله في التواجد بالمباراة النهائية.

توقعنا،كما توقع الجميع منذ أن تمكن المنتخب المغربي من الفوز على المنتخب البلجيكي في دوري المجموعات، بأنه سيمضي طويلاً في المونديال بشرط ألا يلاقي المنتخبين البرازيلي أو الفرنسي، لأنهما كانا وما زالا يمثلان القوتين الأقوى في المونديال برغم خروج راقصي السامبا على يد المنتخب الكرواتي بفارق ركلات الجزاء الترجيحية، لكن شاءت الاقدار أن يلتقي المنتخب المغربي مع نظيره الفرنسي في دور نصف النهائي، وهذا أمر مقبول وأفضل من مواجهته في الأدوار السابقة. وتوقعنا هذا استند على معطيات قدّمها «أسود الأطلس» في المونديال منها ثقته بقدراته بأنه من المنتخبات العالمية وليس من المنتخبات المكملة للمونديال، كذلك اتباعه أسلوباً مميزاً في اللعب، المتمثل باللعب الجماعي وعدم ترك ثغرات متباعدة بين خطوطه الثلاثة وغيرها من الأمور.

جميع الصور التي قدّمها المنتخب المغربي في مونديال قطر كانت رائعة جداً، وتدعو للفخر والاعتزاز، ولاسيما لقاءات اللاعبين المغاربة مع أمهاتهم على المدرجات بعد كل مباراة وقيامهم بتقبيل أيديهنّ واحترامهنّ والتفاخر بهنّ أمام الملأ،وحرص لاعبو منتخب المغرب ومدربهم الرائع وليد الكراكي كذلك على السجود شكراً لله سبحانه وتعالى بعد نهاية كل مباراة، وقد فعلوا ذلك عند الفوز وحتى بعد الخسارة أمام المنتخب الفرنسي ليرسلوا رسالة رائعة جداً للعالم عن الثقافة الإسلامية الجميلة وليجسدوا القول الجميل الذي يقول:«نحن أمة إذا أعطانا الله سجدنا، وإذا منعنا حمدنا». لذلك ستبقى السجدة الرائعة جداً للاعبي منتخب المغرب بعد نهاية مباراتهم مع المنتخب الفرنسي تمثل صورة رائعة جداً عن الإسلام والمسلمين، كما تؤكد على روح الترابط بين اللاعبين وقبول النتيجة مهما كانت قاسية أو غير متوقعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/vysa3r26

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"