مواقع التواصل.. وسؤال نهاية العام

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

حسين أبو السباع

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في مثل هذه الآونة كل عام، مزيجاً من الكوميديا، على الدراما السوداء، إضافة إلى تأملات البعض، وتعليقات المتابعين التي تصلح وحدها لأن تدور حولها أبحاث كثيرة في التحليل النفسي، ما بين أن تكون معبرة عن اضطرابات عقلية بين الوعي واللاوعي في العقل الباطن، واستحضار المخاوف والصراعات المكبوتة في اللاوعي إلى الوعي.. زحام لطيف على صفحات علماء الفلك، والأبراج (كذب المنجمون ولو صدقوا)، يليه زحام آخر أكثر لطفاً على صفحات النوستالوجيا (الحنين إلى الماضي) الذي اكتسب صفة الجميل جيلاً بعد آخر، حتى لو كان الحديث عن أحداث الحربين العالميتين، إلا أن البعض أو ما يمكن تسميتهم «الماضويين» يرون الماضي أجمل على كل حال.

في هذا الوقت من كل عام يتساءل البعض وهو يحتسي كوباً من القهوة أو الشاي، أو أي مشروب ساخن مناسب لبرد الشتاء، ليقول «كان عاماً مملوءاً بال..». البعض يكمل النقاط بال«المشاكل والإفلاس والحرب والبحث عن وظيفة، والبحث عن عروسة أو عريس، وارتفاع الأسعار..»، لكن هذا العام اختلف كثيراً عند الذين عبروا عن النقاط الثلاث بقولهم «لقد كان عاماً مملوءاً بالستر»، تلك الكلمة الشاملة الجامعة المانعة المعبرة عن حالة الكفاية، والامتنان التي يشعر بها الإنسان السويّ الذي يرى مجرد الخروج من الجائحة، والعودة إلى الحياة الطبيعية، شيئاً كبيراً من الستر؛ أن تمر بالوقت أو يمر الوقت بك، وأنت على قيد الحياة، من دون آلام فقد، فذلك نوع من الستر، وهو مظلة كبيرة بمفهومها الشاسع.

أستطيع أن أذهب مع الذين ذهبوا إلى أن عام 2022، كان مملوءاً بالستر، وليس هناك أبلغ من أن يقنع الإنسان ويرضى بأن مرور عام من دون أن يكون سبباً في كراهية أحد، أو جرح مشاعر أحد، أو التفريق بين الناس، أو الحاجة إليهم، أو التسبب في إيذاء أحد، فذلك ستر.

أنادي بأن يكون الحب شعار كل عمل نقدّمه، لتكون الحياة أفضل من حولنا، نتعلم ونعلم ثقافة الامتنان إلى كل ما حولنا، نمتن للشجرة.. للشمس، للأم للزوجة، للعامل، نمتن لمشاعر الحب، فكما يقول فنان التكعيبية بابلو بيكاسو: «أفضل منعش للحياة هو الحب».

كل من حولنا له رؤية تعبر عن ذاته، فالإنسان يرى الآخر بعين طبعه، ضع النقاط كما هي لكل من حولك، لترى دواخلهم على حقيقتها، واسأل: «لقد كان عاماً مملوءاً بال..»، وستسمع العجب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/rjphtkc4

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"