شهدت شركة «سويس ري» السويسرية لإعادة التأمين، خفض صافي أرباحها لعام 2022 إلى ثلاثة أقسام وسط ارتفاع التضخم والمطالبات من الكوارث الطبيعية المدمرة، لكنها قالت إنها «تتوقع مكاسب كبيرة هذا العام».
في العام الماضي، بلغ صافي أرباح الشركة 472 مليون دولار، انخفاضاً من 1.4 مليار دولار في عام 2021.
عام مملوء بالتحديات
وأقر كريستيان مومنتالر، رئيس الشركة، بأن «عام 2022 كان عاماً مملوءاً بالتحديات»، وسلط الضوء على «الحرب في أوكرانيا، وارتفاع التضخم، ونهاية جائحة كورونا، وارتفاع الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية».
وكان المحللون الذين استطلعت وكالة «ايه دبليو بي» السويسرية آراءهم، يستعدون لأن تكون النتائج السنوية للشركة أسوأ، حيث توقعوا أرباحاً صافية بقيمة 440 مليون دولار فقط.
تراجع في الأسهم
وبعد الإعلان، شهدت الشركة تراجعاً في أسهمها بنسبة 0.15% فقط في وقت متأخر من بعد الظهر إلى 96 فرنك سويسري، حيث ارتفع مؤشر «اس ام اي» الرئيسي للبورصة السويسرية بنسبة 0.56 %.
وقالت «سويس ري»، التي توفر الحماية المالية لشركات التأمين: «إنها دفعت 2.7 مليار دولار في المطالبات المتعلقة بالكوارث الطبيعية الكبيرة، وهو ما كان أكثر مما توقعت». وجاء جزء كبير من ذلك مرتبطاً بإعصار إيان، الذي مر في سبتمبر/أيلول الماضي بعدة جزر كاريبية قبل أن يضرب فلوريدا، حيث قتل أكثر من 100 شخص. وجاءت التعويضات في أعقاب فيضانات مدمرة في أستراليا وجنوب إفريقيا وعواصف برد في فرنسا وعواصف شتوية في أوروبا والولايات المتحدة.
وقد أضر هذا بقسم الممتلكات والإصابات في «سويس ري»، الذي شهد تقلص صافي أرباحها إلى 312 مليون دولار، انخفاضاً من 2.2 مليار دولار في عام 2021.
كما أدى اضطراب السوق الناجم عن الحرب في أوكرانيا قبل عام، إلى خسارة 600 مليون دولار من نتائج «سويس ري».
زيادة احتياطياتها لمواجهة التضخم
ووسط ارتفاع التضخم، قالت «إنها اضطرت إلى زيادة احتياطياتها بمقدار 1.1 مليار دولار».
على الجانب الإيجابي، حقق قسم إعادة التأمين على الحياة والصحة بالشركة أرباحاً بلغت 416 مليون دولار في عام 2022، بعد أن تكبد خسارة قدرها 478 مليون دولار في العام السابق، حيث انخفضت تكاليف المطالبات المرتبطة بجائحة «كورونا» إلى 588 مليون دولار من ملياري دولار.
وبالتطلع إلى المستقبل، قالت الشركة: «إنها تتوقع أن تتضخم أرباحها الصافية إلى أكثر من 3 مليارات دولار في عام 2023، حيث من المتوقع أن تنخفض مطالبات كورونا أكثر ويتم إعادة التفاوض على عقود إعادة التأمين».
تأثير زلزال تركيا على النتائج
في غضون ذلك، قال جون داسي، المدير المالي لشركة «سويس ري»: «إنه من السابق لأوانه معرفة كيف أن الزلزال الكارثي الذي وقع الأسبوع الماضي والذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص في تركيا وسوريا، قد يؤثر في النتائج».
أما بالنسبة للبرودة الشديدة في الولايات المتحدة وكندا في بداية العام، فقد أخبر الصحفيين أن «الشركة أنشأت احتياطياً يزيد قليلاً عن 100 مليون دولار فيما يتعلق بالخسائر التي نتوقعها من هذا التجميد العميق».
وأضاف:«ما زالت الفيضانات اللاحقة في كاليفورنيا وأحداث الشتاء الأخرى في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط الحالي قيد التقييم». (أ.ف.ب)
