دبي: حمدي سعد
تتنافس شركات الأغذية العالمية على سوق الأغذية «الحلال» في الإمارات، عبر الإعلان عن التزامها بالمعايير المعترف بها في هذا المجال، لا سيما بمعناه الواسع الذي يشمل اللحوم الحيوانية والدواجن والمشروبات، إضافة إلى استخدام المواد الحافظة والتعبئة والتغليف التي تدخل في هذه الصناعة المتنامية. ويواصل سوق الحلال العالمي الذي يشمل الأغذية ومستحضرات التجميل والأدوية والملابس والترفيه والسياحة والتمويل والخدمات المالية وغيرها، مدعوماً بتوسعات واستثمارات المنتجين ونمو السوق العالمية.
وشهدت الدورة ال 28 لمعرض «جلفود 2023»، الذي اختتم فعالياته الجمعة، اهتماماً كبيراً من قبل أجنحة الدول والشركات العارضة بالأغذية الحلال، لتلبية متطلبات أسواق الإمارات والمنطقة من هذه المنتجات.
نظام واضح
وتمتلك دولة الإمارات نظاماً واضحاً، يهدف إلى بناء الثقة في المنتجات وفقاً لمتطلبات الحلال في الدولة عبر جهات محددة يمكن من خلالها الحصول على الاعتماد وبيانات جهات إصدار شهادات الحلال المسجلة.
وتمتلك دولة الإمارات، منظومة متقدمة وتنافسية عالمية في صناعة الحلال، مكنتها من الانتشار بموثوقية في مختلف قارات العالم، ما دفع بالدولة إلى مراكز متقدمة في قيادة الجهود الإقليمية والدولية في هذا الملف، انطلاقاً من النظام الإماراتي للحلال، والذي يتكون من العناصر الأساسية المتعلقة بالمنتجات الحلال وشهادات المنشأ وهيئات الاعتماد، فيما اعتمدت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، شعاراً لأول «علامة وطنية للحلال» على المستوى الإقليمي.
مركز لشهادات الحلال
وشهد «جلفود 2023» إطلاق مركز لاعتماد شهادات الحلال في «مركز دبي للسلع المتعددة» من خلال برنامج لتعزيز النظام الخاص بمنح «شهادة حلال» رسمية موثقة وموحدة للمصدرين والمستوردين، لتعزيز تدفقات تجارة الأغذية والمنتجات والسلع الحلال.
ويوفر مشروع المركز القائم على شراكة بين «مكتب مراقبة جودة الحلال» الدولي، ومجموعة «غسّان عبود جروب»، شهادات الاعتماد وحلول الأعمال التي تساعد في المحافظة على الالتزام بأهم اللوائح والمعايير بما يتماشى مع متطلبات شهادات الحلال الدولية.
وقال غسان عبود، مؤسس ورئيس مجلس إدارة «غسّان عبود جروب»، في مؤتمر صحفي على هامش جلفود 2023: إن دولة الإمارات رسخت مكانتها الإقليمية والعالمية في قطاع الحلال الذي يشهد نمواً كبيراً على المستوى الإقليمي والعالمي، مشيراً إلى أن المشروع الذي تم تأسيسه ضمن منظومة أعمال مركز دبي للسلع المتعددة، يستهدف منح الشركات شهادات الحلال، فيما يساعد في إيجاد طرق جديدة، لتعزيز التداول والتجارة من خلال شهادات الحلال والتدريب.
من جانبه، قال الدكتور عبد المحسن الشامان، مؤسس مكتب مراقبة جودة الحلال والممثل الأوروبي للمجلس العالمي للأغذية الحلال: إن المركز سيعمل على سد الفجوة في الطلب المتزايد على منتجات الحلال وتصديرها، وستشهد عملية التطبيق الشاملة تقييم الشركات وفق مجموعة من المقاييس بما في ذلك بيئة الإنتاج وعمليات التنظيف، وتنتهي بالتدقيق في الموقع من خلال مدققين شرعيين وتقنيين من مكتب مراقبة جودة الحلال.
التزام فرنسي ماليزي
من جانبها، أكدت الوكالة الوطنية لدعم تنمية الاقتصاد الفرنسي دولياً «بيزنس فرانس» أن جميع الأجنحة الفرنسية المشاركة في «جلفود 2023» تحظى برعاية: وكالة مراقبة جودة المنتجات الحلال، المسؤولة عن التصديق على المنتجات والخدمات الحلال في أوروبا.
وأكدت مؤسسة تنمية التجارة الخارجية الماليزية تطلعها إلى التعاون مع الإمارات ودول المنطقة من أجل تعزيز النظام البيئي الحلال وما يشمله من فرص كبيرة للسوق العالمي والتي تقدر قيمتها الآن ب 3.1 تريليون دولار، فيما حافظت ماليزيا على مركزها الأول في المؤشرات الاقتصادية الإسلامية العالمية لمدة 8 سنوات متتالية في مجال الاقتصاد الحلال.
جاهزية إماراتية
وتتوقع غرفة تجارة وصناعة دبي أن يحقق قطاع الأغذية الحلال نمواً في السوق العالمي للمنتجات والخدمات الحلال بنسبة 5.9% سنوياً ليصل إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2026.
وفي السياق، أعلن مركز حاضنة التجارة الحلال للأغذية والمشروبات التابع للمنطقة الحرة في مبنى (جافزا ون) توفيره مزايا تسهم في خفض التكاليف التشغيلية لشركات المنتجات الغذائية الحلال، وتلبي احتياجات القطاع المتنامي؛ والمتوقع أن تصل قيمته عالمياً إلى 739.59 مليار دولار عام 2025، حسب توقعات شركة «غراند فيو» للأبحاث، ومن المتوقع أن يحقق اقتصاد الأغذية الحلال العالمي وحده إيرادات تصل إلى 2.4 تريليون دولار بحلول عام 2024، وفقاً للتقرير الصادر عن حالة الاقتصاد الإسلامي العالمي.
