عادي

“الرمس” تحتفي بمولود “شهيد البحر”

02:39 صباحا
قراءة دقيقتين

في بادرة فريدة تعكس التفاف المجتمع المحلي حول أبنائه غطت مظاهر البهجة مدينة الرمس القريبة من مدينة رأس الخيمة بولادة الطفل ناصر تكريما لروح والده شهيد البحر المواطن ناصر توي الذي ضحى بروحه قبل 3 أسابيع تقريبا بين أمواج الخليج العربي العاتية وهو يصارع لإنقاذ اثنين من أطفاله من الموت غرقا في مياه البحر.

وخيمت على الرمس وبقية البلدات القريبة والمجاورة لها وإمارة رأس الخيمة عموما مشاعر متداخلة ومتناقضة بين حالة من الفرحة والبهجة بالطفل الوليد الذي حمل اسم والده والذي تحول بدوره إلى بطل في عيون الأهالي إثر مشهد التضحية والفداء الفريد الذي قدمه لإنقاذ فلذات أكباده من الموت غرقا في إطار من مشاعر الأبوة الجياشة إلى جانب سحابة من الحزن والأسى سادت بين أبناء المجتمع المحلي حيث استعادوا ذكرى الأب الذي قدم روحه هدية لإنقاذ حياة أبنائه في الحادث الذي وقع في الثاني والعشرين من الشهر الماضي.

وتحولت حكاية الأب المواطن مع ابنيه ومشهد إنقاذه لهما وهو ما تمخض عن نجاحه فعلا في انتشالهما من بين الأمواج إلى قصة يتناقلها الأهالي بمشاعر مختلطة من الأسى والاعتزاز والفخر معا.

وقال الأهالي الذين اختلطت دموع بعضهم بحالة من البهجة والفرحة العارمة إن ولادة الطفل بعد أسابيع معدودة على رحيل والده جعل من الطفل ناصر ابنا ومولودا جديدا لأهالي المنطقة بأسرها حيث سادت مظاهر الفرحة ضمن مشهد اجتماعي آسر يعكس صورة مجتمع التكافل.

وامتدت أشكال فرحة الرمس وأبنائها ب ناصر الجديد من مستشفى صقر حيث ولد الطفل إلى منزل والد الشهيد وجده في المنطقة التي تبعد عن مدينة رأس الخيمة مركز الإمارة، 15 كيلومترا تقريبا شمالا، فيما تركزت مظاهر البهجة الصامتة حسب وصف الأهالي في تبادل التهاني مع أسرة الطفل وبين الأهالي ذاتهم الذين اعتبروه مولودا لهم جميعا إلى جانب تبادل الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف المتحركة على نطاق واسع بين أبناء المجتمع المحلي تحمل التهاني بولادة ناصر.

وخيم الحزن والأسى على الرمس إثر فقدان ابنها ناصر أحمد توي والذي لقي حتفه غرقاً في ساحل المنطقة في مساء الثاني والعشرين من مارس الماضي حين كان يحاول إنقاذ طفليه سلطان (10 سنوات) وعلي (8 سنوات) من الغرق بعدما فوجئ بالأمواج تجرفهما فما كان من الأب إلا اقتحام البحر آنذاك لإنقاذهما والتضحية بنفسه حيث نجح في انتشالهما قبل أن تنهار قواه في عرض البحر ليسلم روحه لخالقها في حادثة بقيت عالقة في ذاكرة الرمس وأبنائها.

وقال أحمد محمد التوي، جد المولود إن فرحته بقدوم حفيده ناصر لا توصف حيث وجدنا فيه ما يواسينا عن رحيل ابني (ناصر) الذي كان معروفا بين الناس بحسن الأخلاق وحب الجميع من حوله وعزائي أن يجمعنا رب العالمين به في جنة الخلد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"