نتائج إيجابية لمبادرة سلطان

00:19 صباحا
قراءة 3 دقائق
بدأت مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حول إنشاء ألف بيت شعر في أقطار الوطن العربي تؤتي بثمارها بعد أن تم افتتاح بيتين من هذه البيوت منذ أن أطلقت في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، حيث تم افتتاح بيت الشعر في محافظة المفرق بالأردن في أواخر شهر يوليو/تموز وتلاه افتتاح بيت الشعر في نواكشوط بموريتانيا في بداية شهر سبتمبر/أيلول، واتضحت هذه الرؤية من خلال أول ملتقى شعري لهذه البيوت الذي انطلق قبل أيام في بيت الشعر في المفرق، وقد لامست شخصياً ما سببه هذا المشروع من ردة فعل لدى المثقفين والشعراء والنقاد والمهتمين بالشعر والشأن الثقافي الأردني، وقد تبدو بعض ردات الفعل في ظاهرها سلبية ومحبطة، إلا أنها في الواقع تحمل الكثير من الإيجابية، حيث أن هذا البيت استطاع أن يعمل حراكاً شعرياً نشطاً وفتح الباب على مصراعيه لمحاولات عديدة من أجل فتح آفاق أخرى لطموحات الكثيرين، فمنذ حفل الافتتاح والتواصل بين بيت الشعر وإدارته في الأردن و بيت الشعر في الشارقة لا ينقطع، وردات الفعل هذه مختلفة في الرؤى والهدف، فبعضها يبدي رأياً حول ما تم تقديمه من فعاليات خلال الفترة الماضية، وحول الأسماء التي شاركت في حفل الافتتاح والفعاليات الدورية وملتقى المفرق للشعر العربي الأخير، وبعضها اقترح فتح أبواب للتعاون بين البيتين، وهو ما تم فعلاً من خلال أيام المفرق الثقافية لمديرية ثقافة المفرق - وزارة الثقافة الأردنية في شهر أغسطس/آب الماضي، كما تم اجتماع الهيئات الثقافية في محافظة المفرق بإدارة بيت الشعر للتباحث حول تفعيل الشأن الثقافي في المحافظة، وتوالت المقترحات على البيت في هذا الجانب من جهات أخرى، كما أن بيت الشعر في المفرق استطاع أن يحرك البعض من الذين أوجد فيهم الغيرة وردة الفعل وطلبوا من بعض الجهات الدعم لفتح بيوت أخرى، وأتت بعض ردات الفعل سلبية في ظاهرها من قبل الذين لم يشاركوا إلى الآن في فعالياته، وهو في الواقع أمر طبيعي نتيجة الهالة الإعلامية التي رافقت هذا الافتتاح فالكل يريد أن يسجل اسمه في سجلات هذه الانطلاقة الظافرة الموفقة، والأكيد أن أي فعل جميل سيرافقه جانب يتحدث عن إيجابياته ويشد على يد من يقوم على تهيئة المناخ الملائم لهذا الفعل الشعري، كما سيرافقه من يعمل على نقده نقداً إيجابياً من أجل الصالح العام، وكذلك لن يسلم مثل هذا الحراك من معاول هدم ومشارط تجريح، وهذا أمر طبيعي، وكما قال ابن الوردي في بيت ضمن لاميته المكتنزة بالحكمة:

ليسَ يخلو المرءُ من ضدٍّ وإن

      حاولَ العزلةَ في رأسِ الجبلْ

لكن العمل المهني يحتاج إلى صبر طويل، وإلى دراية وخبرة في كيفية التعامل مع كل هذه التفاعلات، وهذا ما تقوم به الإدارة المكلفة بتفعيل دوره وأنشطته بالتنسيق مع دائرة الثقافة والإعلام وبيت الشعر في الشارقة، ويتم ذلك من خلال مشاورات واتصالات واجتماعات وتنسيق مستمر من أجل تقديم الشاعر والناقد والمثقف الأجمل.

إن أهمية هذه المبادرة الكريمة جعلت من وسائل الإعلام في الأردن تلتفت إلى البيت وما يقدمه بمهنية ومصداقية، فقد كتب العديد من الإعلاميين عن البيت من خلال الإعلان عن فعالياته أو محاورة القائمين عليه لإيصال صوت الفعل إلى الجميع ونشره في وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك من خلال مبادرات شخصية من محبي هذه المبادرة والشعر في نشره في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المختلفة.

محمد عبدالله البريكي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"