انتخابات المجلس الوطني القادمة

الاستعدادات لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي تجري على قدم وساق، حيث أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات 2019 آليات الانتخابات القادمة وحددت المحاذير العشرة الرئيسية للمرشحين لضمان سير العملية الانتخابية وفق الضوابط والقوانين والاشتراطات المعمول بها، وأصدرت أيضاً التعليمات التنفيذية للانتخابات المشتملة على قواعد وأحكام العملية الانتخابية، وأعلنت يوم أمس القوائم الانتخابية والتي زاد عددها على 337 ألف ناخب وناخبة بزيادة كبيرة عن الدورة السابقة، حيث من المتوقع فتح باب الترشح في شهر أغسطس القادم، هذه الانتخابات سيكون لها شكل مختلف ومغاير، إذ إنها ستجرى والمرأة الإماراتية لها الحق في نصف مقاعد المجلس.
بعيداً عن كل تلك الضوابط والقواعد والاشتراطات، دعونا نراجع ما قدمه المجلس في دورته الماضية، ولا أقصد المجلس كمجموعة وأداء عام، بل كأفراد توسموا في أنفسهم القدرة على تمثيل تطلعات الشعب الإماراتي والعمل على مصالحه ومصلحة الوطن، خصوصاً الذين رشحوا أنفسهم وفازوا بالانتخابات، هل كانوا بمستوى الثقة التي منحهم إياها الشعب، أم كانوا مجرد تكملة للعدد، «بشوت» تحضر ولا تنطق، تعجبهم كلمة «سعادة» التي تسبق أسماءهم، دورهم الرئيس هو تكملة النصاب، لكنهم لا يحركون ساكناً ولا يطرحون قضية تهم الوطن والمواطنين، لو جردنا أسماء الأعضاء السابقين للمجلس وأحصينا منهم الفاعلين المجتهدين الممارسين لدورهم المنوط بهم كممثلين للشعب، يرصدون ويناقشون ويستجوبون ويطرحون الأسئلة والحلول، لوجدناهم لا يزيدون على عدد أصابع اليدين، أما البقية فيكتفون بالهالة الإعلامية ومسمى عضوية المجلس، وما يوفره لهم ذلك من خدمات وخصوصية وحظوة اجتماعية.
لذا نرجو فيما نرجوه في تطلعاتنا لأعضاء المجلس الجديد، أن نرى من يضع الوطن نصب عينيه ويمثلنا حق التمثيل، يطرح ويناقش قضايانا بكل صراحة ووضوح، يجتهد في تمثيلنا أكثر من تمثيل نفسه، لا يعمل عن بعد، بل يبتكر من الوسائل التي تجعله في تماس مباشر مع من يمثلهم، يحرص على المصلحة العامة بكل تفان ومحبة.
ونرجو أن يقوم المنتخِبون من أعضاء الهيئة الانتخابية في كل إمارة وبكل دقة وحرص باختيار الأكفاء من المرشحين والمرشحات المعروفين بعطائهم وفاعليتهم ودورهم في خدمة الوطن وتطلعات أبنائه.
إخوتي وأخواتي المنتخِبون صوتكم أمانة فلا تمنحوه إلا لمن يستحق تمثيل الإمارات.