سلطان ورحيق السياسة

04:12 صباحا
قراءة دقيقتين

درس بليغ . . وممهور بمنهج تفكير، أملته متواليات التجربة، وقراءة التاريخ، وقلق الهوية، وأسئلة الثقافة .

حينما فاضت السياسة على كل شيء حتى أغرقت عالمنا العربي والمحلي في آن، سكنت الثقافة والتعليم عقل سلطان، ونأى بنفسه عن أشواك السياسة ومثالبها . وتفرغ لدرس التاريخ وإنتاج الأفكار، ومواجهة حالة التفكك التدريجي لكل منظومات القيم . . وطرد ثقافة الساندويتش والكسل الذهني .

وبالأمس، تفجرت من أعماقه، عصارات فكرية تختزل الحالة الراهنة، واللحظة التاريخية التي تمر بها مجتمعاتنا الخليجية العربية بخاصة ومجتمعاتنا العربية بعامة، هاهو سلطان، يمسك باللحظة، ويخاطب فلسفة اللاانتماء والأجندات المغشوشة، والتي تحولنا إلى حصى مبعثر، وهويات فرعية، وتفرغنا من الجوهر، لمصلحة الهامش والعابر والتسطيح والفئوي والنبذ المتبادل .

سلطان، منذ نحو أربعة عقود، يمسك بوصلة اخلاقية وقيمية وفكرية، لم تصب بالعطب، ولم تثقل كواهلها حمولات الحكم ومسؤولياته تجاه الوطن والمواطن، ولا مشروعها الثقافي الاجتماعي التربوي الطموح، في أزمنة عولمة جارفة ومسلحة بكل أدوات الإغراء والجذب والاقناع والهيمنة

راهن سلطان على نُبل حلمه، وعلى قوة ارادته، وعلى فطرة سليمة مبثوثة في ثنايا شرايين أبناء وبنات مجتمعه، رغم ظروف قاسية وتحولات غير متوقعة، غلبت الخاص والشخصي على العام والوطني في كثير من اللحظات والمراحل .

أمام أحد المنابر الغربية السياسية، وقف سلطان ذات يوم يقول: أنا عربي، وتحدث بشاعرية وافتخار عن هذا العربي . وعن جغرافيته الرسولية البليغة، وهاهو بالأمس، يقرع الاجراس، أمام أجيال يخشى عليها من اختلال المعاني والمفاهيم، ومن هجاء الانتماء والهوية، وتلقف أجندات سياسية متدثرة بثياب مغشوشة .

الوطن والمواطن، والمواطنة بواجباتها وحقوقها المتساوية، والهوية الوطنية المسكونة بالوعي .

في رسالة سلطان الكثير من رحيق السياسة الوطنية، والتي تحتاج منا جميعاً إلى الدعم والاحتضان .

عافاك الله دائماً ياسلطان .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"