عادي
«فولدينج أت هوم» يجري 400 مليون مليار حساب في الثانية

كمبيوتر افتراضي «خارق» لتطوير علاج ضد «كورونا»

04:01 صباحا
قراءة 3 دقائق

يشارك عشرات آلاف لاعبي الفيديو ومنقبو بيانات عملة «بتكوين» الافتراضية والشركات في مشروع غير مسبوق لتوحيد الموارد المعلوماتية من أجل تسريع البحوث لإيجاد علاج ضد فيروس كورونا المستجد.

ويقول المحامي البرتغالي بدرو فالاداس: «هذا علاج رائع ضد الشعور بالعجز الذي ينتابنا في هذه اللحظات». ويتولى هذا الرجل تنسيق أعمال مجموعة تمثل أحد أكبر المساهمين في المشروع وتضم 24 ألف شخص من المولعين بأجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو.

ويربط هذا المشروع المسمى «فولدينج أت هوم» والذي يقوده اختصاصيون في علم الأحياء المعلوماتية، آلاف الآلات في ما بينها تطوير جهاز كمبيوتر خارق افتراضي.

ويضيف «هذا الكمبيوتر سيكون الأقوى في العالم، وسيجري آلاف مليارات الحسابات في الثانية، ما من شأنه السماح بفهم بنية الفيروس.

حمّل أكثر من 400 ألف شخص تطبيق تشارك البيانات والموارد المعلوماتية خلال الأسابيع الماضية، بحسب جريج برومان أستاذ الكيمياء والفيزياء الجزيئية الحيوية في جامعة واشنطن في سانت لويس حيث مركز المشروع.

ويوضح فالاداس: «كثيرون من بيننا عانوا أو رأوا أقرباء لهم يعانون. من المحفز حقاً أن يكون أي شخص من منزله وعلى حاسوبه الشخصي قادر على أداء دور في المساعدة بمكافحة المرض في سبيل المصلحة العامة».

انطلق المشروع في جامعة ستانفورد في سيليكون فالي قبل 20 عاماً. بهدف تشارك القدرات الحسابية المعلوماتية لإجراء عمليات محاكاة على نطاق واسع بشأن الأمراض، وخصوصاً بشأن عملية «طي البروتينات» التي تؤدي دوراً في الوفيات الناجمة عن بعض العوامل المسببة للأمراض. وتسمح عمليات المحاكاة مراقبة كيف تتطور كل ذرة.

ويسعى الباحثون إلى إيجاد ما يشبه «الجيوب» داخل الفيروس تتيح تثبيت الجزيئات العلاجية لتعطيل أثره.

ويثق الخبير جريج برومان بهذا الأسلوب في تطوير الأدوية عن طريق المعلوماتية، لأنه سمح سابقاً بتحديد هدف في فيروس إيبولا، ونظراً إلى التركيبة المتشابهة بين كوفيد - 19 وفيروس «سارس» (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة)، وهو ما شكّل موضوع دراسات كثيرة.

ومن بين الجزيئات الموجودة التي قد تصلح لهذا الدور، يبرز العلاج ضد الملاريا كخيار قد يكون ناجعاً في التصدي لفيروس كورونا المستجد.

وسمح مشروع «فولدينج أت هوم» بزيادة القدرات المعلوماتية لهذا الحاسوب الخارق الافتراضي إلى 400 بيتافلوب (كل بيتافلوب يوازي مليون مليار حساب في الثانية)، ما يجعله أقوى بثلاث مرات من أفضل أجهزة الكمبيوتر الخارقة المتوفرة في العالم.

ويؤكد برومان «في المبدأ لا حدود لقوة الحساب التي في إمكاننا استخدامها».

ويمكن لأي شخص يملك جهاز كمبيوتر من الطرازات الحديثة أو حتى جهاز «بلاي ستايشن» لألعاب الفيديو، المساهمة في المشروع عبر تحميل التطبيق واختيار البحث الذي يرغب في دعمه. وتشارك شركات كبرى عدة من بينها «جيت هاب» التابعة ل«مايكروسوفت» بالمشروع.

ويلخص كوينتن رودز هيريرا من شركة «كريتيكل ستارت»، المشروع قائلاً: «الأمر أشبه بتصنيع عملة بتكوين لكن في خدمة الإنسانية». وتزود الشركة هذا المشروع بجهاز كمبيوتر صُمم خصيصاً لتشفير كلمات السر المستخدمة في «فولدينج أت هوم».

كذلك دعت شركة «نفيديا» المصنعة للمعالجات وبطاقات العرض المرئي، لاعبي الفيديو إلى المساهمة في المشروع، إذ إن هؤلاء يكونون غالباً مجهزين جيداً على صعيد قوة الحساب.

ويوضح المتحدث باسم «نفيديا» هكتور مارينيز أن «الرد أتى مذهلاً إذ انضم عشرات آلاف الأشخاص إلى المشروع».

وتُستخدم أجهزة كمبيوتر خارقة أخرى في مشاريع مشابهة. ويستعين مختبر أوك ريدج الأمريكي على سبيل المثال بجهاز حساب خارق تابع لمجموعة «آي بي إم» الأمريكية العملاقة.

وفي مطلع مارس/آذار الحالي، أعلن المختبر أنه حدد 77 مكوناً محتملاً لديها القدرة على التثبت بالبروتين الرئيسي لفيروس كورونا لتعطيل عناصره المسببة للأمراض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"