عادي

سباق دولي لتطوير أول لقاحات للفيروس

05:15 صباحا
قراءة 6 دقائق

يحتدم التنافس بين مختبرات الأبحاث وصناعة الأدوية في أنحاء العالم للتوصل بسرعة إلى لقاحات وعلاجات لفيروس كورونا المستجد باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات. وبعد إعلان الولايات المتحدة إجراء اختبارات وتطعيمات أولية، نشرت وسائل الإعلام الصينية نبأً ساراً حول الإعلان رسمياً عن بدء الاختبارات السريرية لأول لقاح تم تركيبه في البلاد ضد «كوفيد 19». وأضيف الإعلان الصيني إلى خطوات أخرى تتخذها دول عديدة مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا وروسيا وغيرها من الدول، إلا أن التوصل إلى علاج قد يحصل في وقت قريب، إذ يظهر علاج مضاد للفيروسات نتائج مبكرة واعدة وهو حاليا قيد التجربة قبل حصوله على موافقة الهيئات الناظمة.

وذكر التلفزيون المركزي الصيني، أمس الثلاثاء، «حصل فريق من الباحثين بقيادة الأكاديمي تشين واي، في الساعة 20:18 بالتوقيت المحلي، على سماح ببدء الاختبارات السريرية». وأصبحت مسألة إيجاد لقاح مضاد لهذا الفيروس أمراً حيوياً للغاية لأجل إنقاذ العالم من أزمة إنسانية لم تحدث منذ أجيال.

أشار تقرير التلفزيون الصيني إلى أن التجارب الأولية أكدت أن اللقاح، الذي ركبه فريق تشين واي، يعد آمناً وفعالاً.

ووصل فريق الخبراء بقيادة تشين واي، العضو في الأكاديمية العسكرية الطبية الصينية، واللواء في جيش التحرير الشعبي الصيني، ومديرة معهد الهندسة البيولوجية التابع للجيش الصيني، يوم 26 يناير إلى مدينة ووهان في مقاطعة هوبي والتي تعتبر مصدراً لتفشي فيروس كورونا المستجد، الذي صنفت منظمة الصحة العالمية انتشاره وباء عاما، حيث أطلقت العمل على دراسة المرض وسعت لإيجاد وسائل لردعه.

وتترأس العالمة الصينية البارزة في الوقت الراهن مختبراً يعمل في نظام المستوى الأعلى للحماية البيولوجية يقع في ووهان، ويجري تجارب اللقاح الذي تم تصميمه من قبل فريق الأكاديمية الصينية. وسبق أن أكد علماء صينيون تركيب 8 لقاحات مختلفة ضد فيروس كورونا المستجد، قائلين إن بعضها أثبت فعاليته نتيجة الاختبارات التي أجريت على الحيوانات.

وأعلنت روسيا الثلاثاء أنها بدأت اختبار لقاح على الحيوانات ضد فيروس كورونا وتأمل في التوصل إلى نماذج أولى واعدة في يونيو المقبل. وقال الرئيس فلاديمير بوتين إن بلاده تملك كل ما يلزم لانتاج لقاح لفيروس كورونا، مضيفاً أن الوضع في روسيا تحت السيطرة.

ألمانيا وفرنسا

نشرت وسائل إعلام ألمانية، أمس الثلاثاء، نبأً آخر حول إعلان مختبرات عالمية عن نتائج إيجابية تطمئن الجمهور من فيروس «كوفيد-19». وتقترب شركة CureVac الألمانية من تطوير لقاح ضد الفيروس، حسب صحيفة «بيلد أم زونتاج».

وينشط مختبر VirPath بقوة لإيجاد عقار يعالج الفيروس القاتل ويقوم المختبر بعمل تحاليل على الجهاز التنفسي للإنسان، وتحديداً على الخلايا التي يصلها فيروس كورونا، وقد طلب المختبر من السلطات الفرنسية أن تتيح له إجراء اختبار إكلينيكي على المرضى في حالات حرجة.

إيطاليا

تعمل شركتا Takis وEvvivax الخاصتين بتطوير الأدوية والعقارات، بجد على تطوير اللقاح المناسب، وتعمل الشركتان بخطة مشتركة أساسها استخدام تقنيات التلقيح الوراثي القادرة على توليد أجسام مضادة للفيروسات، حسب موقع clinicaltrialsarena المتخصص في متابعة أخبار الأدوية.

حوافز أمريكية

من جهته، حض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلماء وشركات الأدوية على تسريع العملية، لكن الخبراء يقولون إن قيوداً أساسية قد لا تترك هامشاً كبيراً للتحرك. وكتب إتش. هولدن ثورب رئيس تحرير مجلة «ساينس» رداً على دعوات الرئيس «يجب أن يكون للقاح أساس علمي. يجب أن يكون قابلا للتصنيع. يجب أن يكون آمنا. قد يستغرق هذا الأمر عاما ونصف العام أو أكثر من ذلك بكثير».

وأضاف: «المسؤولون في قطاع صناعة الأدوية يملكون كل المحفزات للتوصل إلى لقاح بسرعة، فهم سيبيعونه في النهاية، لكنهم يعرفون أيضاً أنه لا يمكنهم خرق قوانين الطبيعة لإنتاجه». وتمول الولايات المتحدة العديد من شركات صناعة الأدوية من خلال وزارة الصحة والمعاهد الوطنية للصحة.

شركة جلعاد للعلوم

من بين كل الأدوية المرتبطة بالفيروس الذي يسبب وباء كوفيد 19، قد يكون لقاح ريمديزفير من صنع شركة جلعاد للعلوم هو الأقرب ليطرح في الأسواق. وهو ليس جديداً بل تم تطويره لمحاربة الفيروسات الأخرى بما في ذلك إيبولا (ثبت أنه غير فعال) ولم تتم الموافقة عليه بعد لأي وباء.

ومع ذلك، فقد أظهرت نتائج مبكرة واعدة في معالجة بعض مرضى فيروس كورونا المستجد في الصين، وفقا للأطباء، والشركة تمضي قدما في التجارب السريرية النهائية في آسيا (المعروفة ب«المرحلة 3»). كذلك استخدم لمعالجة مريض أمريكي واحد على الأقل حتى الآن.

وقال أنطوني فاوسي من المعاهد الوطنية للصحة وأحد كبار العلماء الحكوميين الذين يشرفون على الاستجابة لفيروس كورونا، إنه قد يكون متاحا في «الأشهر القليلة المقبلة». وأوضح المسؤول في منظمة الصحة العالمية بروس أيلوارد خلال مؤتمر صحفي عقد أخيراً في الصين أن «ثمة عقاراً واحداً فقط نعتقد أنه قد تكون له فعالية حقيقية وهو ريمديزفير». ويطرأ تغيير على ريمديزفير داخل جسم الإنسان ليصبح مشابها لواحدة من أربع كتل للحمض النووي تسمى نوكليوتيدات.

شركة موديرنا

خلال أسابيع من كشف باحثين صينيين عن مجين الفيروس للعامة، تمكن فريق من جامعة تكساس في أوستن من إنشاء نموذج طبق الأصل لبروتينته الخبيثة، وهي الجزء الذي يتشبث بالخلايا البشرية ويلحق الضرر بها، وتصويرها باستخدام مجهر إلكتروني مبرد.

ويشكل هذا النموذج الآن أساسا للقاح محتملاً لأنه قد يثير استجابة مناعية في جسم الإنسان دون التسبب في ضرر، الطريقة الكلاسيكية لتطوير اللقاحات على أساس مبادئ تعود إلى لقاح الجدري في عام 1796.

وتعمل المعاهد الوطنية للصحة مع «موديرنا»، وهي شركة جديدة نسبيا أطلقت في العام 2010، لصنع لقاح باستخدام المعلومات الوراثية للبروتين لزراعته داخل أنسجة العضلات البشرية بدلا من حقنه فيها. وتخزن هذه المعلومات في مادة عابرة وسيطة تسمى «آر ان إيه مسنجر» تنقل الشيفرة الوراثية من الحمض النووي إلى الخلايا. وقد بدأت تجربة اللقاح البشرية الأولى في 16 مارس بعدما أثبت فعاليته لدى الفئران.

وإذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يكون اللقاح متاحاً في السوق في غضون عام ونصف العام تقريبا، وجاهزاً في حال استمرار تفشي فيروس كورونا حتى موسم الإنفلونزا المقبل، وفقا لفاوسي.

شركة ريجينيرن

طورت شركة ريجينيرن العام الماضي دواء يحقن في الأوردة أظهر زيادة كبيرة في معدلات البقاء على قيد الحياة بين المصابين بفيروس إيبولا باستخدام ما يعرف باسم «مضادات حيوية وحيدة النسيلة».

وللقيام بذلك، قام العلماء بتعديل الفئران وراثياً لمنحها أجهزة مناعة مشابهة للانسان. وقال كريستوس كيراتسوس نائب رئيس الأبحاث في الشركة لوكالة فرانس برس إنه تم تعريض الفئران لفيروسات أو لأشكال مخففة منها لإنتاج مضادات حيوية بشرية.

وعزلت هذه المضادات الحيوية وفحصت للعثور على الأكثر فعالية بينها لتزرع في المختبرات وتنقى وتعطى للإنسان عن طريق الوريد.

وقال كيراتسوس «إذا سار كل شيء كما هو مخطط، يجب أن نعرف ما هي أفضل المضادات الحيوية خلال الأسابيع القليلة المقبلة» مع بدء التجارب البشرية بحلول الصيف. ويمكن أن يعمل الدواء كعلاج ولقاح إذا أعطي للأشخاص قبل تعرضهم للفيروس رغم أن تأثيره سيكون مؤقتاً.

شركة سانوفي

تتعاون شركة الأدوية الفرنسية سانوفي مع حكومة الولايات المتحدة لاستخدام ما يسمى «منصة الحمض النووي المؤتلف» لإنتاج لقاح محتمل. وتتيح هذه الطريقة أخذ الحمض النووي للفيروس ودمجه مع الحمض النووي لفيروس غير ضار، ما يحدث وهما قد يثير استجابة مناعية، ويمكن بعد ذلك زيادة المستضدات التي ينتجها.

وهذه التكنولوجيا هي أساس للقاح الإنفلونزا الذي طورته سانوفي ويعتقد أن موقعها جيد في هذا السباق بسبب لقاح سارس الذي ابتكرته ووفر حماية جزئية لدى الحيوانات.

وأفاد ديفيد لوي رئيس قسم تطوير اللقاحات في الشركة، بأن سانوفي تتوقع أن يكون هناك لقاح محتمل جاهز للاختبار المختبري في غضون ستة أشهر وللاختبارات السريرية في غضون عام ونصف العام.

شركة إينوفيو فارما سوتيكل

عملت إينوفيو، وهي شركة أدوية أمريكية أخرى، منذ تأسيسها في الثمانينات على لقاحات الحمض النووي التي تعمل بطريقة مماثلة للقاحات الحمض النووي الريبي (آر ان إيه) لكنها تعمل في حلقة سابقة من السلسلة.

على سبيل المقارنة، يمكن اعتبار الحمض النووي ككتاب مرجعي في مكتبة في حين أن الحمض النووي الريبي يشبه نسخة من صفحة في هذا الكتاب تحتوي على تعليمات للقيام بمهمة ما. وقال جيه جوزيف كيم رئيس الشركة ومديرها التنفيذي في بيان «نخطط لبدء التجارب السريرية البشرية في الولايات المتحدة في إبريل نيسان وبعد ذلك بوقت قصير في الصين وكوريا الجنوبية حيث يؤثر تفشي الفيروس في نسبة كبيرة من الأشخاص». وأضاف «نحن نخطط لتقديم مليون جرعة بنهاية العام بالموارد والقدرات الحالية التي نملكها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"