ورود في حدائق العقل

01:28 صباحا
قراءة دقيقتين
القراءة سفر إلى عوالم الدهشة، وبناء حاضر الإنسان ومستقبله، ومنذ أن أطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2016 عاماً للقراءة والأجواء تشبعت بالكتاب، وسافر المجتمع بكل مكوناته معه، وكما يتزود الإنسان بشكل يومي من الطعام ليمتلك الطاقة التي تقود للحركة والعمل والإنتاج، فإن القراءة تمثل طاقة أكبر ووقوداً لا يفنى داخل الإنسان، ولقد حركت مبادرات القراءة تاريخاً عميقاً من المعرفة الإنسانية، وهيأت الفرصة إلى اقتناص الحروف من أصول الكتب، وجعلت للتماهي مع المطالعة وروداً تنبت في حدائق العقل، تروى بماء الفكر وتنمو على جدار الحرية الإبداعية.
منذ قيام دولة الاتحاد، ومنذ أن غرس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه، شجرة المعرفة في بستان الإمارات والآفاق تتسع، وسماء العلم ترتقي، والنشيد اليومي لتثقيف الإنسان يتردد على أنغام الكلام، والإمارات تعيش حضارة الإنسان، وتدعو الفرد إلى أن يكون ذا بصيرة ليغني روحه بمادة الحياة إشراقاً وفرحاً وغناءً شجياً.
لم أكن مستغرباً في هذه الأجواء التي هيأت النفوس إلى التفاعل مع هذه المبادرات أن أجد في بيئات العمل المختلفة وخصوصاً في وقت راحة بعض الموظفين في كثير من الدوائر وهم يسندون رؤوسهم إلى الخلف وفي أياديهم كتباً يطالعونها بنهم، الكتاب أصبح هنا، جزءاً من العمل اليومي، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على محيط الأسرة.
وقد تعجبت من أطفال في عمر الزهور يلخصون ما قرأوا ويعبرون بشفافية عن فهمهم للمطالعة اليومية سواء داخل المناهج أو خارجها.
وإذا كانت الحفاوة بالقراءة بلغت هذا المبلغ وعتقت رؤوس الكبار والصغار فإن نظرة عميقة إلى المقروء تظهر أن هناك من يدرك أهمية الاطلاع على تراث الأمة العربية العريق في الفنون والآداب يوم أن كانت زاد الوجود المعرفي على الصعد كافة، وهو ما يجعلنا نفكر في استثمار هذا الرصيد الوافر في تاريخنا التليد وأن نربي أبناءنا على كتب التراث العربي التي تزخر بالثراء وتشبع العقول وتمنحها التوهج الحقيقي حتى ينشأ هذا الجيل على ثقافة رصينة، فيرى بعد ذلك عمق ثقافة الآخر، وتجتمع لديه فنون مختلفة، ولن يحدث ذلك إلا بتوجيه سبل القراءة بخطط مدروسة على مدى سنوات طويلة.

ومن ضمن المبادرات التي تشع عبيراً مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي - رعاه الله، المتمثلة في المشروع العربي الكبير المشجع على القراءة وهو «تحدي القراءة العربي»، الذي يشارك فيه أكثر من مليون طالب عليهم أن يقرؤوا خمسين مليون كتاب خلال عامهم الدراسي.

هناك الشارقة التي تحمل لواء الفكر والأدب والثقافة وتتماهى مع كل مبادرات القراءة وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يدرك ببعد نظره دور الكتاب في بناء الإنسان على أسس تكفل له عيشاً آمناً وفكراً مستنيراً .

إن مبادرات دولة الإمارات الخاصة بالقراءة شعلة مضيئة تؤكد أنها تستند إلى معايير التقدم الحضاري، هذا هو سر نجاح هذا الوطن في المجالات كافة.

محمد عبدالله البريكي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"