عادي

تفاقم معاناة السكان منذ بدء الحرب وحلول شهر رمضان بعدن

04:20 صباحا
قراءة دقيقتين
عدن فاروق عبد السلام:

تفاقمت حدة المعاناة الإنسانية وازدادت الأوضاع المعيشية سوءًا أكثر فأكثر، خصوصاً مع حلول شهر رمضان المبارك، وذلك منذ بدء الحرب في 26 مارس/ آذار المنصرم، في محافظة عدن (جنوب اليمن)، بين اللجان والمقاومة الشعبية والجنوبية من جهة وميليشيا المتمردين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، والتي خلّفت وراءها مئات القتلى والجرحى بين أوساط طرفي الصراع وبينهم مدنيون أطفال ونساء وشيوخ، وتسببت بنزوح الآلاف من الأسر.

وأجبر تواجد عناصر الحوثي وصالح، وغياب الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه واتصالات وانعدام المواد الغذائية والدوائية في ظل أجواء شديدة الحرارة، من تبقى من الأسر في المديريات المنكوبة خورمكسر وكريتر والمعلا والتواهي، على النزوح إلى مديريات عدن الشمالية والغربية التي تُشكّل حالة أفضل نسبياً، فضلاً عن نزوح آخرين إلى محافظات أخرى خارج عدن وأبرز تلك المحافظات حضرموت (شرق اليمن)، حيث بلغت حصيلة النازحين فيها إلى أكثر من 70 ألف نازح غالبيتهم من عدن والبقية من أبين ولحج والضالع، بحسب مصادر إغاثية.

وقال أحد سكان كريتر طالب محمد، «مساء رمضان في كريتر، مقفر ولا ترى فيه يدك، لانقطاع الكهرباء عنها منذ أسابيع، بعد أن كانت المدينة المعروفة بأسواقها ومراكزها ومحلاتها التجارية المختلفة ملاذاً لتسوق مختلف سكان مديريات محافظة عدن خلال الأعوام الماضية، لقضاء احتياجاتهم المختلفة، فاليوم باتت المدينة تفتقر إلى الكهرباء والمياه والاتصالات، وكذا مواد الغذاء والدواء التي في حال توفرها تجدها بأسعار مضاعفة لم يسبق لها مثيل».

وأضاف، أن الوضع العام في المدن المنكوبة أصبح في حالة غير قابلة للتحمل بعد، فالكثير من العائلات التي لم تغادر منازلها تعيش أوضاعاً وصفها ب«المزرية للغاية»، فهي أساساً لم تنتقل من منازلها في المدن المنكوبة إلى المديريات الأخرى مثل المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد والبريقة، لعدم امتلاكها المال الكافي لتسيير أمور حياتها اليومية في منازلها، فما بالك بتكاليف الانتقال واستئجار منازل في المدن الأخرى.
من جانبه، لفت أحد العاملين في المجال الطبي بعدن الشاب يوسف محمد، إلى أنه وأسرته اضطروا إلى النزوح من منزلهم في مديرية المعلا إلى مديرية الشيخ عثمان، هرباً من الوضع المعيشي والصحي المأساوي المتدهور نظراً لانتشار أمراض الحُميّات مثل حمى الضنك والملاريا والتيفوئد التي يتسم بعضها بأنه «نزفي» وتؤدي إلى الوفاة، وبحثاً عن فرصة عمل تساعده على تلبية احتياجات الحياة الأساسية بعد توقف العمل وانقطاع مصدر رزقه، حيث كان يعمل بمركز طبي يقع في مدينة كريتر، أغلقه القائمون عليه بسبب ظروف الحرب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"