عادي

الخيال المتماسك في «جزيرة الظلام» لموسى حارب

03:19 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة ــ محمد ولد محمد سالم:

نظم نادي السرد في اتحاد الكتاب، مساء أمس الأول، في مقر الاتحاد في القصباء، أمسية أدبية قدمت خلالها الكاتبة فتحية النمر عرضاً تحليلياً لرواية «جزيرة الظلام» للكاتب الإماراتي عبيد موسى حارب، وأدار الأمسية محسن سليمان، وأشارت النمر في البداية إلى أن موسى حارب هو شاعر غنائي له باع طويل في الشعر، اختار أن يخوض مجال الرواية، فكانت «جزيرة مرجان» أولى رواياته.
لخصت النمر الرواية قائلة: تتحدث عن مملكة على ضفاف الخليج يحكمها ملك عادل، وله بنت رفيعة الأخلاق وله أخ شرير يطمع في الاستيلاء على عرشه، وتدور أحداث صراع بين الملك وأخيه؛ يستعين فيها الأخ بالأرواح، بالسحرة والشياطين، ويختطف ابنة الملك، ليتدخل فتى شجاع من ابن أحد البحارة اسمه ماجد، ويخلصها من الأخ وأشراره.

وقالت النمر إن الرواية كتبت بلغة سردية جميلة وبسيطة مؤثرة، فيها قدر لا بأس به من الشاعرية، وقامت من الناحية السردية على الراوي العليم، ولم تحدد من المكان إلّا أنه على ضفاف الخليج، وأمّا الزمان فهو زمان تجارة اللؤلؤ، أي ما قبل نشأة الدول الخليجية الحديثة، وقد اختار الكاتب الطريقة الخطية في سرد الأحداث، ولم تكن هناك استرجاعات أو استباقات تذكر، واستعان الكاتب بعبارات تدل على الانتقال من زمن لآخر، مثل (بعد ذلك بزمن) ليحرق المراحل ويتجاوز ما لا أهمية له من الأحداث، كما أشارت إلى أنه اعتمد أسلوب الوصف في الأغلب، وكان يهتم بملامح الشخصيات، لترسيخها في ذهن القارئ.
وأضافت النمر أن الرواية تظهر معرفة الكاتب الدقيقة والتفصيلية بالبحر وحياة البحارة، وثقافتهم، وما يمارسونه من أنشطة، حيث جاءت تلك الحياة مفصلة في الرواية، وشكلت غنى معلوماتياً إضافياً للرواية، يستفيد منه القارئ في معرفة ذلك التراث الإماراتي والخليجي المهم.
ووصفت الكاتبة رحلة البطل عبر الأحداث بأنها كانت رحلة شاقة ومحفوفة بالمخاطر وموغلة في الأسطورة، وقد وظف الكاتب لذلك الموروث الشعبي الإماراتي، توظيفاً يخدم الحكاية ويسير بها نحو الهدف الذي يريده صاحبها، وأشارت إلى أن رحلة البطل وانتصاره على القوى الشريرة واستعادته لابنة الملك، هو رمز لقيم النبل والشجاعة، التي أراد موسى حارب التنبيه إليها وتوعية القارئ بها، في وقت تكاد تكون تلاشت فيه، واضمحلت، كما أن انتصار البطل على السحرة والقوى الخرافية يرسخ فكرة أن تلك القوى مهما كانت مخيفة، فهي في النهاية ضعيفة، ويمكن للإنسان أن يهزمها بسهولة.
خلصت النمر إلى أن رواية «جزيرة المرجان» هي عمل يستحق أن يقرأ ويناقش، وكاتبها صاحب خيال خصب، استطاع أن يقدم لنا نصاً متماسكاً وناضجاً وجميلًا.
ورقة النمر تبعتها مداخلة للكاتب حارب قال فيها إنه عرف بوصفه شاعراً، وراجت أشعاره في الساحة الإماراتية، وغناها مطربون، إلّا أنه كان يكتب النثر أيضاً، فقد كتب قصصاً، ومقالات لكنه لم ينشر شيئاً من ذلك، أمّا مع هذه الرواية وموضوعها فقد رأى أن ما يريد أن يقوله فيها لا يمكن أن يقدمه إلّا الرواية، ولا تناسب الشعر، ولا يعني ذلك تخليه عن الشعر، أو تفضيلاً بين جنس الشعر وجنس الرواية، لأنهما جنسان أدبيان لكل منهما قيمه التي تميزه، وضرورته التي تستدعيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"